عبدالله ثابت الاسترقاق السعودي.. حزام الجوازات. بتاريخ مايو 29, 2013 في الرأي, كتاب أنحاء • بصراحة إحدى أكبر مشاكل كثير من السعوديين أنهم يعتبرون أنفسهم في دواخلهم “كفلاء” لبقية البشر، بكل ما تحمله كلمة “كفيل” هذه من إيحاء الرق والعبودية (ولا أفهم لماذا الإصرار على هذه التسمية المهينة). وكم هي شائعة الشواهد عن سعوديين يمارسون دور “الكفيل” هذا على الناس حتى وهم في بلدانهم. أتذكر قصة عن أحدهم وبعد دخوله إلى بلدٍ مجاور عن طريق الحدود البرية، ورأى بعض الفقراء على جانبي الطريق، ليطلق تساؤله المدويّ؛ “كل هذولا مجهولين!”. هذه عبارة واضحة وكاشفة للذهنية التي تمّ التكريس لها سنين طويلة، وتكمن هناك في أعماق كثيرين، فالناس حتى وهم في بلدانهم بالنسبة لهذا السعودي مجهولون، وهو حضرته الكفيل الذي لا قيمة لآدمية أحد إلا من خلاله، طبعاً ناهيك عن أساليب الأثرياء التي هي أشد قبحاً واسترقاقاً في الداخل والخارج. طريقة الكفيل “الشيخيّة” هذه في أساليب التخاطب والسلوك والاستعباد تعجّ بها مطاعم البلدان من حولنا وأسواقها ومطاراتها وسيارات أجرتها.. الخ. • هذه الشوفينية تبرز أكثر في الخطاب الديني المتغلغل في أدق التفاصيل اليومية. نحن الأسلم عقيدة يقابله أن الآخرين عقائدهم مشبوهة، علماؤنا كبار، وعلماء الآخرين لا يؤخذ منهم، نساؤنا محجبات يقابله أن نساء الآخرين منحلاّت، مجتمعنا مجتمع الفضيلة، بينما المجتمعات الأخرى مغموسة لرأسها في الرذائل، نحن الكفيل والناس “أتباع”. تذكرون بالطبع قصصاً مما قيل عن مشاركة الفتاتين في الأولمبياد والقدح في أن أصلهما غير سعودي، وسيول القذف والطعن في عرضيهما، تذكرون أيضاً ما كان وما يزال يقال عن حمزة كشغري، وتذكرون بالطبع ما قاله أحدهم عن ريهام الحكمي، ومؤخراً خرج أحد الشيوخ ليتحدث بنفس المنطق عن الشاب الرائع عمر حسين مقدم برنامج “على الطاير”. تُرى من عبأ هؤلاء السعوديين بأنهم أفضل من العالم!. • عودة للداخل السعودي، وكثير من طرق التعامل مع المقيمين، والتي نعرفها، ولا جدوى من إنكارها، فهي على الورق فقط تبدو علاقة عمل مشروطة بالقوانين وملزمة للطرفين، العامل وصاحب العمل، أما في الواقع فحدث ولا حرج عن الحكايا التي لا تخلو من الاسترقاق وبخس الرواتب والإجازات يصل أحياناً إلى الضرب.. الخ، وأرجو ألا يزايد أحد بقصص الجرائم التي يرتكبها بعض المقيمين، فالحديث هنا من أوله لآخره عن مسألة تعامل السعودي مع غيره في الداخل والخارج ومنطلقاته، أما تطبيق القوانين بصرامة، والحملات على المخالفين لتصحيح أوضاعهم، والاستغناء عن جزء كبير من العمالة لصالح أبناء البلد فمعه. • مثال؛ في الأيام القليلة السابقة مقطع فيديو انتشر لموظف جوازات، خرج على مجموعة كبيرة من إخوتنا المقيمين (رجالاً ونساءً) يطردهم ويضربهم بحزامه، وهؤلاء المقيمون كما تعلمون يملأون شوارعنا، وأيديهم في طعامنا وشرابنا وملابسنا وبيوتنا، يساكنوننا في الأحياء ويخالطوننا في المساجد والأسواق، ثم يأتي مثل هذا الموظف – المثال – وغيره أكثر سوءاً منه، ليهينهم بهذه الطريقة التي تخلو من أي إحساس ليس بمسؤولية الوظيفة المؤتمن عليها فحسب، وإنما حتى من ألف باء الدين والإنسانية، يطردهم ويضربهم بحزامه.. ثم نتساءل فيما بعد إذا أقدم أحد هؤلاء المقيمين على أي انتقام، لماذا!. أعيد ذاكرتكم هنا إلى مقطع الفيديو الآخر الذي ظهر به رجل باكستاني داخل سيارة، وأحدهم يصفعه مراراً، ويبصق عليه، ويأمره بتقبيل يده ورجله، ويجبره على أن يسمي نفسه “حيوان”، ويقول له “السعودية أبوك يا كلب”. • لا بدّ من مواجهة هذه الوقاحة الشوفينية في ذهن هؤلاء المرضى من السعوديين، أنهم “كفلاء” للعالم، فكل ما يتشدقون به من الخلق والتدين والمحافظة لم يكن ليردعهم من احترام الناس في بلدانهم، ولا الاعتداء على ضعفاء ومحتاجين، يغتربون عندنا عن أهاليهم وبلدانهم! المصدر http://www.an7a.com/107258