يفرح المؤمنون والمؤمنات باللين والرفق وإيناس البشر وتقديم المعونة لهم من طعام ودواءٍ وقضاء حوائجهم وبالأخلاق الجميلة جميعِها لأن الله قد أذن بالقيام بها وجعل لممارسيها في الواقع درجات ومستويات عليا في الجنة وما فيها من نعيم وخير كبير . الأخلاق الحسنة كلها عبادات يجب أن يمارسها المسلم حتى يأتيه اليقين . قال الله تعالى { واعبد ربك حتى يأتيك اليقين } . اليقين أي الموت . ______ إذا مارس الإنسان تمظهراً أمام الناس من أجل عيونهم وكاميرات جوالاتهم وتسميعاً لمستمعهم وصوتياتهم حتى يكسب المدح والثناء والشهرة فإن هذا الشخص قد يكون في يوم من الأيام ناقماً على ناقده وعلى المجتمع إذا لم يحصل على المدح قولاً وترنداً وبشهادة تقدير أو بأي شكل آخر وهو أمر سلبي بسيط جداً إذا لم يكن من الذين وقعوا في الشرك الأصغر لأنه صرف عبادة الأخلاق الحسنة لغير الله . ومن مات قبل أن يتوب من الشرك الأصغر فإن الله لا يغفر هذا الشرك لكن كثرة الحسنات الأخرى إذا غطت ورجحت فإنه سينجو من هذا الشرك ويغفر الله له . أما الشرك الأكبر فلن يغفر الله للمشرك شركاً أكبر إذا مات وهو مشرك كافر إلا إذا أسلم واستلم لله بالتوحيد قبل أن يموت . لو جاء هذا المشرك يوم القيامة بصدقات وصلة أرحام وقد نفع سكان الأرض كلهم بالدواء وبكل الخدمات وهو لا يرجو مدح أحدٍ ولا ظهوراً فلن تنفعه حسناتُه بأي نفع ، سيجعل الله كل أعماله الخيرية هباءً منثوراً ولن يغفر الله له . { إن الله لا يغفر أن يُشرك به ويغفر ما دون ذلك } . ______ في الحديث التالي رجال مخطئون لوقوعهم في الشرك الأصغر . عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة ينزل إلى العباد ليقضي بينهم وكل أمة جاثية فأول من يدعو به رجل جمع القرآن ورجل يقتل في سبيل الله ورجل كثير المال فيقول الله تبارك وتعالى للقارئ ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي صلى الله عليه وسلم قال بلى يا رب قال فماذا عملت فيما علمت قال كنت أقوم به آناء الليل وآناء النهار فيقول الله تبارك وتعالى له كذبت وتقول له الملائكة كذبت ويقول الله بل أردت أن يقال فلان قارئ فقد قيل ذاك ويؤتى بصاحب المال فيقول الله له ألم أوسع عليك حتى لم أدعك تحتاج إلى أحد قال بلى يا رب قال فماذا عملت فيما آتيتك قال كنت أصل الرحم وأتصدق فيقول الله له كذبت وتقول الملائكة له كذبت ويقول الله بل إنما أردت أن يقال فلان جواد فقد قيل ذاك ويؤتى بالذي قتل في سبيل الله فيقال له في ماذا قتلت فيقول أمرت بالجهاد في سبيلك فقاتلت حتى قتلت فيقول الله له كذبت وتقول له الملائكة كذبت ويقول الله بل أردت أن يقال فلان جريء فقد قيل ) .