《 استُروا أوجَاعَكم 》..
فزَكريّا في وصْفِ القُرآن .. لَم يَزِد على أن ؛
{ نادَى ربَّه نداءً خَفيّا } ..
همَس فيه بأرَقٍ ؛ خَبّأه في كلِّ سنوات عُمره ..
{ وكانَت امْرَأتي عاقِراً } !
لقدْ كان الهَمْس ليلاً .. في مكانٍ قَصيٍّ عن سَمعِ النّاس ،
و فُضول النّاس !
هَمْس بِحاجَتِه الفِطرية لِمن بيدهِ مَقاليد الأمر ،
ومفاتيح الفرَج !
{ فَهبْ لي من لدُنك وليّاً } ..
هَمَس بها لله وحده ؛
دون أن يَهتِك سِتر ما بينه و بين زوجِه ..
بلْ قدّم في أول الدُّعاء ؛ ضَعفه .. فهو الذي ؛
{ وَهَن العَظم } منه { واشتَعل الرَّأسُ شَيبا } !
وهذهِ قمّة الرِّقي في العَلاقة الزوجيّة ..
كأنّما يعتَذر عن زوجته ، ويَحمل العِبء عنها !
ويَصف ضَعفه ..
ويسأل ربّه مَخرجاً ؛
لا يُنقِض العَلاقة العَتيقة !
سَتَر النّقص .. فأتمّ الله له الأمر على أجملِ ما يكون .. إذْ جاءه يَحيى
{ بَرّاً بوالِديه } !
كلاهما .. فقدْ استحقّ الزَّوجان برّ الولد ؛
لبرٍّ خفيٍّ بينَهما !
وبثَّ الشّكوى لربِّه ..
فجاءَته البُشرى ؛
{ لَم نَجعل له مِن قبلُ سَميّا } !
إذْ لا يَليق بموقِفه الذي ليْس له مثيل ؛
إلا طفل ليسَ له مَثيل !
الأنبياءُ مدرسةٌ في الحَياة ..
والقُرآن ؛ هو وثيقةُ التَّعليم !