جدة - العربية.نت
تشهد منطقة مكة المكرمة ومحافظة جدة وعدد من محافظات المنطقة، حالة ماطرة، تتراوح شدتها بين المتوسطة والغزيرة، وهي مصحوبة برياح مثيرة للأتربة والغبار، وبحسب تقارير الأرصاد فإن هذه الحال ستستمر حتى الاثنين المقبل.
محافظة جدة التي شهدت كارثتين في العام 1430-1431 هــ على التوالي، خلال موسمي الأمطار آنذاك، تترقب اليوم الحالة المطرية، بشيء من الحذر، وعينها الأخرى على جملة من المشروعات التي شرع في تأسيسها أمير منطقة المكرمة حينئذ الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم حالياً، والتي انقسمت إلى مشاريع عاجلة تمثلت في صيانة الطرق ومجاري تصريف السيول داخل المدينة، بالإضافة إلى مشاريع أطلق عليها مسمى "الآجلة" وشملت بناء السدود واستحداث ممرات جديدة لمياه الأمطار والسيول.
ومن الملاحظ لأي زائر لمدينة جدة، أن يلمس حجم المشاريع التي يجري تنفيذها في سباق مع الزمن، وهي مشاريع تنموية وأخرى متعلقة بمشاريع مواجهة السيول والأمطار في أجزاء أخرى من المحافظة.
ولكن ما يتناقله سكان جدة هذه الأيام، لا يخلو من السخرية وشيء من التهكم، إذ بث ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي شكرهم لـ "المطر" على ما سموه بــ "الزيارة التفقدية" لمدينتهم، في إشارة منهم إلى أن المشاريع التي دشنت مؤخراً، العاجلة منها والآجلة، لم توضع بعد تحت التجربة والاختبار الفعلي ميدانياً، ولذلك هم ينتظرون قطرات المطر للتأكد من سلامة المشاريع التي نفذت من عدمها، بحسب وصفهم.
رئاسة الأرصاد تحذر
من جانبها أكدت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أن الحالة المطرية التي شهدتها منطقة مكة المكرمة وكذلك محافظة جدة تعتبر "طبيعية" وغير مثيرة للقلق، إذ إن كمية الأمطار التي هطلت تعد متوسطة.
وأوضح الناطق الرسمي في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة حسين القحطاني أن كمية الأمطار التي هطلت على المنطقة ومحافظة جدة تعتبر متوسطة، مشيراً إلى أن نسبة مياه الأمطار المتساقطة تزداد وترتفع كلما اتجهنا جنوباً في محافظة جدة.
وبين القحطاني أن فرصة هطول الأمطار لا تزال مستمرة، ولكنها "غير مؤكدة"، مشيراً إلى أن احتمالية هطول الأمطار غداً الأحد سيكون مترافقاً مع وصول كتلة هوائية باردة إلى المنطقة، ستساهم في خفض درجات الحرارة بنسب تتراوح بين خمس وسبع درجات مئوية، بمعنى أن درجات الحرارة الثلاثينية التي تشهدها المنطقة قد تنخفض إلى العشرينات المئوية بسبب هذه الكتلة الهوائية.
الدفاع المدني : تلقينا 10 بلاغات ولدينا غرفة تنسيق
أوضح الناطق الإعلامي في إدارة الدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة العقيد سعيد سرحان إلى أنهم دشنوا اليوم غرفة تنسيق داخل الإدارة، تشمل ممثلين عن قطاعات خدمية مختلفة، بالإضافة إلى منسوبي الدفاع المدني، مهمتها تسهيل أداء رجال الدفاع المدني والجهات الأخرى العاملة ميدانياً، عبر التواجد على طاولة واحدة.
وأوضح العقيد سعيد أن عدد البلاغات التي تلقتها غرفة العمليات في الإدارة، جراء ما شهدته محافظة جدة اليوم من حالة مطرية، قليلة و "غير مثيرة" للقلق، مشيراً إلى أنها تتراوح بين ثمانية إلى 10 بلاغات فقط.
وعن نوعية البلاغات أوضح العقيد سعيد أن غالبيتها تركزت حول بلاغات تتعلق بتوقف مصاعد كهربائية، إضافة إلى بلاغات متعلقة بسقوط أشجار في أماكن متفرقة، فيما كانت البلاغات المتعلقة بطيران أجسام صلبة من مبان وأماكن مرتفعة بلاغاً واحداً فقط.
وحيال جاهزية الدفاع المدني لمواجهة أي ارئ، عطفاً على تنويه الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، المتعلق باستمرار الحالة المطرية ليوم غد، قال العقيد سعيد سرحان : "لدينا خطة عمل خاصة بموسم الأمطار، تم اعتمادها من إمارة المنطقة، كما قمنا بتشكيل فرق ميدانية للتواجد، فور استلام تنويه الأرصاد، في الأماكن المتوقع أن تشهد حالة حرجة، لمواجهة المشكلة قبل حدوثها، وتلافي ما يمكن تلافيه".
اللواء الحربي : لم نتلق بلاغات ونسعى لافتتاح قاعدتان
أكد قائد طيران الأمن في وزارة الداخلية اللواء محمد بن عيد الحربي عدم تلقيهم أي طلب تدخل وإنقاذ، إبان الحالة المطرية التي شهدتها المنطقة الغربية اليوم وأمس، ما يعني أن الوضع العام هناك "لا يدعو للقلق".
وأكد اللواء الحربي في اتصال هاتفي مع "العربية.نت" أن إدارته لم تستقبل أي طلب للمساعدة، وفي حال تلقيها ذلك، فإنهم على أهبة الاستعداد في أي وقت ومكان، مشيراً إلى أن البلاغات يتم استلامها عبر إدارة القيادة والسيطرة في الأمن العام أو إدارة الكوارث التابعة لإمارة منطقة مكة المكرمة، أو عبر عمليات الدفاع المدني.
وبين اللواء الحربي أن قاعدة الطيران في منطقة مكة المكرمة تضم حالياً سبع طائرات، وهي كفيلة بالتدخل في أي حالة طارئة، مستدركاً : "في حال كانت الحالة تستدعي تواجد أكبر للطائرات، فإننا نقدم الدعم من جميع القواعد في المملكة، وعددها أربع، وهناك خطة مستمرة لعملية الإسناد".
وزاد قائد طيران الأمن العام اللواء محمد الحربي أن هناك توجه حالياً لزيادة عدد القواعد من أربع في الرياض والمنطقة الشرقية وجدة وعسير، إلى ست قواعد، بعد أن يتم افتتاح قاعدتي المدينة المنورة والجوف، وجميعها تلقى الدعم المناسب من وزاة الداخلية لخدمة المواطن والسهر على راحته.