فنّد المدير التنفيذي للجمعية السعودية الخيرية لمرضى الكبد، الدكتور خالد بن صالح الخطاف، الادعاءات التي راجت مؤخراً حول خطر الماء على الكبد عند شربه دفعة واحدة بعد الصوم، مبيناً أن شرب السوائل بعد الإفطار ظاهرة صحية من شأنها الحفاظ على معدل السوائل بجسم الإنسان.
وأوضح "الخطاف" أن من وظائف الكبد القيام بالمحافظة على كمية السوائل داخل الأوعية الدموية، وتخزين السكر الزائد عن حاجة الجسم، وتستخدمه في حالة نقصانه بسبب الصيام بعد تحويله إلى "جلوكوز"؛ لإمداد الجسم بحاجته من السكر بشكل متوازن.
وأشار إلى أنه "من نعم الله علينا أن الكبد تستطيع أن تقوم بجميع وظائفها بشكل شبه طبيعي بـ30% من طاقتها الكاملة".
وبيَّن "الخطاف" أن الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الكبد التي ينتمي لها، أكدت في بحوثها ودراساتها، عدم صحة المعلومة التي راجت عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ومن جهته، أوضح عضو اللجنة العلمية بالجمعية الدكتور إبراهيم بن حمد الطريف، استشاري أمراض وزراعة الكبد بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالرياض، أنه لا يوجد علاقة بين تليف الكبد وشرب الماء بارداً، أو بدرجة حرارة معتدلة دفعة واحدة، أو غير ذلك، سواء بعد فترة صيام أو بدون صيام، مفيداً أنه "لو كان ذلك صحيحاً لأصبح لدى أغلب الناس تليف في الكبد"، مؤكداً أن هذه العبارة خالية من الصحة.
يذكر أن الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الكبد تضم لجنة علمية متخصصة من عدة استشاريين سعوديين في مجال الكبد وغيره؛ لإعداد الدراسات والبحوث التي من شأنها تحسين مستوى الخدمات المقدمة لمرضى الكبد، وللوقاية والتثقيف للمجتمع بشكل عام، وتنظم بشكل دوري المعارض التوعوية التي تضمن نشر المعلومة الصحيحة، كما توزع أيضاً كوبونات الفحص المجاني للراغبين في الاطمئنان على صحة الكبد.
ومن هدي السنة النبوية الشريفة فيما يتعلق بشرب الماء:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتنفس في الشراب ثلاثاً ويقول: أروى (أكثر رياً وأبلغ نفعاً)، وأبرأ (أكثر شفاء)، وأمرأ (أكثر إساغة). قال أنس: فأنا أتنفس في الشراب ثلاثاً.
وكيفية الشراب ثلاثاً أن تقول: (بسم الله الرحمن الرحيم)، وتشرب أول مرة شربة قليلة، وترفع وتقول الحمد لله، ثم ترفع ثانية وتقول: (بسم الله الرحمن الرحيم)، وتشرب شربة متوسطة، ثم ترفع وتقول: (الحمد لله)، ثم ترفع الثالثة، وتقول: (بسم الله الرحمن الرحيم)، وتشرب ما استطعت ثُم ترفع وتقول: (الحمد لله)، فذلك أوفق للبدن وأنفع للمزاج.
كما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشرب واقفاً، وكان أكثر شربه قاعداً.
وروى الترمذي عنه صلى الله عليه وسلم: «لا تشربوا نفساً واحداً كشرب البعير، ولكن اشربوا مثنى وثلاث، وسمّوا إذا أنتم شربتم، واحمَدوا إذا أنتم فرغتم».