أحكام المباهلة عند السنة والشيعة وقصص أخرى

قبل 7 سنوات

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى أزواجه وذريته وصحابته ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين

أنقل لكم هذا الموضوع من باب أحكام الواقع

أسأل الله أن ينير بصائرنا ويبعد عنا كيد الشيطان
==============)
معنى المباهلة
لغويا :-
المُباهلة المُلاعَنة. يقال: باهَلْت فلاناً أَي لاعنته، ومعنى المباهلة أَن يجتمع القوم إِذا اختلفوا في شيء فيقولوا: لَعْنَةُ الله على الظالم منا.((لسان العرب))
والمُلاعَنَةُ واللِعانُ: المباهَلة.(( الصحاح فى اللغة ))
غرض المباهلة
غرض المباهلة إعلاء الحق وإزهاق الباطل وإقامة الحجة على من استكبر على الحق. وهي مذكورة في الآية المعروفة باسم آية المباهلة: ( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) سورة آل عمران : 61
حكمها
قال ابن حجر في فتح الباري
في شرح حديث قصة وفد أهل نجران :
وفيها مشروعية مباهلة المخالف إذا أصر بعد ظهور الحجة وقد دعا بن عباس إلى ذلك ثم الأوزاعي ووقع ذلك لجماعة من العلماء ومما عرف بالتجربة أن من بأهل وكان مبطلا لا تمضى عليه سنة من يوم المباهلة ووقع لي ذلك مع شخص كان يتعصب لبعض الملاحدة فلم يقم بعدها غير شهرين .
و قال ابن القيم في زاد المعاد :
إن السنة في مجادلة أهل الباطل إذا قامت عليهم حجة الله و لم يرجعوا بل أصروا على العناد، أن يدعوهم إلى المباهلة و قد أمر الله سبحانه بذلك رسوله صلى الله عليه و سلم و لم يقُل : إن ذلك ليس لأمتك من بعدك . و دعا إليها ابنُ عمه عبد الله بن عباس من أنكر عليه بعض مسائل الفروع و لم يُنكر عليه الصحابة و دعا إليه الأوزاعي سفيان الثوري في مسألة رفع اليدين و لم يُنكَر عليه ذلك و هذا من تمام الحجة.
قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله :
وأنا أدعو من خالفني إلى أحد أربع: إما إلى كتاب الله، وإما إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإما إلى إجماع أهل العلم، فإن عاند دعوته إلى المباهلة، كما دعا إليها ابن عباس في بعض مسائل الفرائض، وكما دعا إليها سفيان والأوزاعي في مسألة رفع اليدين، وغيرهما من أهل العلم. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله وسلم. (الرسائل الشخصية)
حكم المباهلة في أمور دنياوية :
سئل الشيخ الألباني رحمه الله:
السائل :من المعلوم حديث وفد نجران عندما جاءوا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- و طلب منهم ، و أنزل الله سبحانه و تعالى {فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا } الآية ، فدعاهم إلى المباهلة فرفضوا ، فالمعلوم عندنا أن المباهلة لا تكون إلا في أمور العقيدة لكن بعض الناس من المسلمين يمكن سحب هذا الحكم لأمر دنيوي بيني و بين أخي المسلم بمعنى أنه إذا كان على أخي المسلم مال لي فأنكره ، فهل يجوز سحب هذا الحكم على الأمر الدنيوي بيني و بين أخي المسلم في الأمور الدنيوية ؟
الشيخ :أقول بارك الله فيك إجابة على هذا السؤال هو أنه لا يجوز سحب هذه الواقعة أو هذا الحكم الشرعي إلى الأمور المادية لسببين اثنين:
أولا لأن القصة جاءت في الأمور العقدية كما يقولون اليوم
و ثانيا الأمور المادية جعل لها الإسلام نظاما و قاعدة فقال البينة على المدعي و اليمين على المنكر
فتحل هذه القضية المادية بهذه القاعدة الشرعية ، فلم يبق هناك مجال للجوء للمباهلة التي شرعها الله -عز و جل- بين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- و بين أؤلئك النصارى من النجرانيين الذين أنكروا التوحيد و اصروا على التثليث و لكن إن كان و لا بد من سحب القضية إلى جانب آخر لم ينص على هذا الجانب في أثر ما أو حديث ما فيمكن سحبها إلى خلاف بين طرفين من المسلمين مختلفين في بعض الأفكار أو بعض العقائد كالمعتزلة مثلا و أهل السنة ، فيمكن أنه إذا كابر معتزلي ما فأن يطالبه السني بالمباهلة ، من كان منا هو المخطئ بعد النقاش و بعد إستدلال كل من الفريقين على الآخر ، فلا بد أن أحدهم يكون مكابرا ، فنجعل لعنة الله على الكاذبين ، يمكن سحب تلك القضية إلى مثل هذه للمجانسة الموجودة بينهما ، أما و السؤال سحبها إلى أمور مادية فهذا لا يجوز لما ذكرته لك آنفا . (سلسلة الهدى و النور آخر الشريط رقم 703)
ادلتها
وآية المباهلة هي قوله تعالى : ( إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ * الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ * فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ). [آل عمران/59-61]
وكان سبب نزول هذه الآية أن وفد نصارى نجران حين قدموا المدينة جعلوا يُجادلون في نبي الله عيسى عليه السلام ، ويزعمون فيه ما يزعمون من البنوة والإلهية .
وقد تصلبوا على باطلهم ، بعدما أقام عليهم النبي صلى الله عليه وسلم البراهين بأنه عبد الله ورسوله .
فأمره الله تعالى أن يباهلهم .
فدعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المباهلة ، بأن يحضر هو وأهله وأبناؤه ، وهم يحضرون بأهلهم وأبنائهم ، ثم يدعون الله تعالى أن ينزل عقوبته ولعنته على الكاذبين .
فأحضر النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم ، وقال : هؤلاء أهلي .
فتشاور وفد نجران فيما بينهم : هل يجيبونه إلى ذلك ؟
فاتفق رأيهم أن لا يجيبوه ؛ لأنهم عرفوا أنهم إن باهلوه هلكوا ، هم وأولادهم وأهلوهم ، فصالحوه وبذلوا له الجزية ، وطلبوا منه الموادعة والمهادنة ، فأجابهم صلى الله عليه وسلم لذلك .
ينظر: "تفسير ابن كثير" (2 /49) ، "تفسير السعدي" (1 /968) .
قد بين -ابن تيمية رحمه الله- بعض المفاهيم المغلوطة التي يحاول البعض أخذها من هذه القصة .
ونستطيع أن نلخص كلام شيخ الإسلام في المباهلة في نقاط :
1-إتيان النبي صلى الله عليه وسلم بعلي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم عند المباهلة ثابت بالأحاديث الصحيحة .
قال شيخ الإسلام: " أما أخذه علياً وفاطمة والحسن والحسين في المباهلة فحديث صحيح رواه مسلم عن سعد بن أبي وقاص ، قال في حديث طويل : لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ ( فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ ...) دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيًّا وَفَاطِمَةَ وَحَسَنًا وَحُسَيْنًا فَقَالَ : اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلِي ". انتهى .
"منهاج السنة النبوية" (7 / 123) .
2- ليس في ذلك دلالة على أنهم أفضل هذه الأمة .
قال : " لا دلالة في ذلك على الإمامة ولا على الأفضلية ". انتهى .
"منهاج السنة النبوية" (7/123)
وقال : " ولا يقتضي أن يكون من باهل به أفضل من جميع الصحابة ، كما لم يوجب أن تكون فاطمة وحسن وحسين أفضل من جميع الصحابة ". انتهى .
"منهاج السنة النبوية" (7 /125) .
3- المباهلة إنما يختار لها الإنسان أقرب الناس منه نسباً ، لا أفضلهم عنده .
قال شيخ الإسلام : " وسبب دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لهؤلاء فقط : أن المباهلة إنما تحصل بالأقربين إليه ، وإلا فلو باهلهم بالأبعدين في النسب وان كانوا أفضل عند الله لم يحصل المقصود .. ".
وقال : " وهؤلاء أقرب الناس إلى النبي صلى الله عليه و سلم نسباً ، وإن كان غيرهم أفضل منهم عنده ، فلم يؤمر أن يدعو أفضل أتباعه ؛ لأن المقصود أن يدعو كل واحد منهم أخص الناس به ، لما في جِبِلّة الإنسان من الخوف عليه وعلى ذوي رحمه الأقربين إليه ...
والمباهلة مبناها على العدل ، فأولئك أيضا يحتاجون أن يدعوا أقرب الناس إليهم نسبا ، وهم يخافون عليهم ما لا يخافون على الأجانب ، ولهذا امتنعوا عن المباهلة لعلمهم بأنه على الحق وأنهم إذا باهلوه حقت عليهم بُهْلة الله ، وعلى الأقربين إليهم ". انتهى .
"منهاج السنة النبوية" (5/45)
4- سبب تخصيص علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين بالمباهلة أنهم أخص أهل بيته به في ذلك الوقت .
قال شيخ الإسلام: " وأما آية المباهلة فليست من الخصائص ، بل دعا علياً وفاطمة وابنيهما ، ولم يكن ذلك لأنهم أفضل الأمة ، بل لأنهم أخص أهل بيته". انتهى .
"مجموع الفتاوى" (4/419)
وقال : " وآية المباهلة نزلت سنة عشر لما قدم وفد نجران ، ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم قد بقي من أعمامه إلا العباس ، والعباس لم يكن من السابقين الأولين ، ولا كان له به اختصاص كعلي .
وأما بنو عمه فلم يكن فيهم مثل علي ، وكان جعفر قد قتل قبل ذلك ... بمؤتة سنة ثمان ، فتعين علي رضي الله عنه ". انتهى .
"منهاج السنة النبوية" (7/125) .
وقال : " لم يكن عنده إذ ذاك إلا فاطمة ، فإن رقية وأم كلثوم وزينب كنَّ قد توفين قبل ذلك ...
وإنما دعا حسناً وحسيناً ؛ لأنه لم يكن ممن ينسب إليه بالبنوة سواهما ، فإن إبراهيم ، إن كان موجودا إذ ذاك ، فهو طفل لا يُدعى ". انتهى .
"منهاج السنة النبوية" (7/ 129) .
5- ليس في آية المباهلة دليل على أحقية علي بن أبي طالب رضي الله عنه للخلافة والإمامة ، بزعم أن الله جعله مقام نفس الرسول بقوله : ( فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ...) ، والاتحاد في النفس محال ، فلم يبق إلا المساواة له في الولاية العامة .
قال شيخ الإسلام : " لا نسلم أنه لم يبق إلا المساواة ، ولا دليل على ذلك ، بل حمله على ذلك ممتنع ، لأن أحداً لا يساوي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا علياً ولا غيره .
وهذا اللفظ في لغة العرب لا يقتضي المساواة ، قال تعالى في قصة الإفك ( لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا ..) ولم يوجب ذلك أن يكون المؤمنون والمؤمنات متساوين .
وقد قال الله تعالى في قصة بني إسرائيل ( فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ ) أي يقتل بعضكم بعضا ، ولم يوجب ذلك أن يكونوا متساوين ، ولا أن يكون من عبد العجلَ مساوياً لمن لم يعبده .
وكذلك قد قيل في قوله ( وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ) أي لا يقتل بعضكم بعضاً ، وان كانوا غير متساوين .
وقال تعالى ( وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ ) أي لا يلمز بعضكم بعضاً ، فيطعن عليه ويعيبه ، وهذا نهي لجميع المؤمنين أن لا يفعل بعضهم ببعض هذا الطعن والعيب ، مع أنهم غير متساوين ، لا في الأحكام ، ولا في الفضيلة ، ولا الظالم كالمظلوم ، ولا الإمام كالمأموم ...
فهذا اللفظ يدل على المجانسة والمشابهة ، والتجانس والمشابهة يكون بالاشتراك في بعض الأمور ، كالاشتراك في الإيمان ". انتهى .
"منهاج السنة النبوية" (7 / 123) .
صيغتها عند اهل السنة
سئل الشيخ عثمان الخميس حفظه الله عن صيغة المباهلة عند اهل السنة
اقتباس:
جزيت خيرًا شيخنا الفاضل
ما هي الصيغة الصحيحة في المباهلة ؟؟
الجواب :
لا توجد صيغة معينة للمباهلة ، إنما المباهلة أن يدعو المتلاعنين بالدعاء بإنزال اللعنة على الكاذب فيهم .
فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) [ آل عمران : 61 ] .

يتبع ===)

أحكام المباهلة عند السنة والشيعة وقصص أخرى أبو المنتصر البلوشي رفض المباهلة ورأي حكيم
أبو المنتصر البلوشي رفض المباهلة ورأي حكيم
مباهلة الشيخ البراك مع شيعي
عندك أي منتج؟
الكل: 2

عند الإثني عشرية

المباهلة هى أن يدعو الإنسان ويطلب من الله سبحانه وتعالى أن يترك شخصاً بحاله، وأنْ يوكله إلى نفسه، وعلى ضوء كلام أمير المؤمنين أن يطلب من الله سبحانه وتعالى أن يكون هذا الشخص أبغض الخلائق إليه، وأيّ لعن فوق هذا، وأيّ دعاء على أحد أكثر من هذا ؟ ، لذا عندما نرجع إلى معنى كلمة اللعن في اللغة نراها بمعنى الطرد، الطرد بسخط، والحرمان من الرحمة، فعندما تلعن شخصاً ـ أي تطلب من الله سبحانه وتعالى أن لا يرحمه ـ تطلب من الله أن يكون أبغض الخلائق إليه، فالمعنى في القاموس وشرحه أيضاً صحيح، إلاّ أنّ المعنى في مفردات الراغب أدق، فهذا معنى المباهلة».
صيغة المباهلة عند الإثني عشرية
اللهم رب السماوات السبع ورب الأرضين السبع ، عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم ، إن كان ( ثم يذكر الشخص اسمه) جحد حقا وادعى باطلا فأنزل عليه حسبانا من السماء أو عذابا أليما ، وإن كان فلان (ثم يذكر اسم الشخص الذي يريد مباهلته) جحد حقا أو ادعى باطلا فأنزل عليه حسبانا من السماء أو عذابا أليما

أحكام المباهلة عند الإثني عشرية
باب استحباب مباهلة العدو والخصم ، وكيفيتها ، واستحباب الصوم قبلها ، والغسل لها ، وتكرارها سبعين مرة
«عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: إنا نكلم الناس فنحتج عليهم ـ إلى أن قال ـ فقال لي: إذا كان ذلك فادعهم إلى المباهلة ، قلت: فكيف أصنع؟ قال: أصلح نفسك ثلاثا ، وأظنه قال: وصم واغتسل ، وابرز أنت وهو إلى الجبان (الجبان بالضم والتشديد: الصحراء) ، فشبك أصابعك من يدك اليمنى في أصابعه، ثم أنصفه وابدأ بنفسك، وقل: اللهم رب السماوات السبع ورب الأرضين السبع، عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم، إن كان أبو مسروق جحد حقا وادعى باطلا فأنزل عليه حسبانا من السماء أو عذابا أليما، ثم رد الدعوة عليه فقل: وإن كان فلان جحد حقا أو ادعى باطلا فأنزل عليه حسبانا (الحسبان بالضم: العذاب والعلاء) من السماء أو عذابا أليما، ثم قال لي: فانك لا تلبث أن ترى ذلك فيه، فوالله ما وجدت خلقا يجيبني إليه» ، .

«عن أبي عبد الله (عليه السلام) في المباهلة قال: تشبك أصابعك في أصابعه ، ثم تقول: اللهم إن كان فلان جحد حقا وأقر بباطل فاصبه بحسبان من السماء أو بعذاب من عندك، وتلاعنه سبعين مرة».
«إذا جحد الرجل الحق فإن أراد أن يلاعنه قال: اللهم رب السماوات السبع و الأرضين السبع، ورب العرش العظيم، إن كان فلان جحد الحق وكفر به فأنزل عليه حسبانا من السماء ، أو عذابا أليما».

باب استحباب كون المباهله بين طلوع الفجر وطلوع الشمس عند الإثني عشرية

«عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: الساعة التي تباهل فيها ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس».
=========
وهذا رد الشيخ عثمان الخميس على سؤال عن المباهلة
حديث الساعة هو موضوع المباهلة، فما المقصود في المباهلة؟ وهل لها أصول؟ ولماذا رفضتم كما يزعم البعض من مباهلة د. النجدي؟ وما حدث في الاستديو عندما وقف النجدي ينادي في المباهلة ثم انقطع المشهد علينا وعلى المشاهدين؟ لماذا لم تكونوا حازمين وأقوياء لدى تحدي أهل الباطل لكم في المباهلة؟ لماذا ظهر عليكم كما يبدو التردد في المباهلة؟
المباهلة هي الملاعنة وهي في قول الله تبارك وتعالى:" فمن حاجك فيما جاءك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين"، ولذلك يقوم المتباهلان أو المتلاعنان كل واحد منهما يلعن صاحبه إن كان مبطلاً ويلعن نفسه إن كان مبطلاً، والثاني يفعل كذلك.

أما أصولها: في فعل النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يباهل أهل نجران، لكنهم امتنعوا لما جاء النبي صلى الله عليه وسلم بعلي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم وأراد أن يباهل بهم، وعندها امتنع النصارى من مباهلته صلوات الله وسلامه عليه.

أما بالنسبة لموقفنا من المباهلة: فالذي أظنه أن الموقف كان واضحاً، أنا سأذكر قصة المباهلة كاملة: أولا لابد أن نعلم أن موضوع المباهلة لا يمكن أبداً ولا يجوز أن يُجعَلَ هو الفيصل في ظهور الحق أو ظهور الباطل، نعلم جميعاً أن طرح الأمور وإثراءها هو الأصل في هذه المسألة، والمباهلة لا ينبغي أن تعطى هذا الحجم بل هي 1% أو 5% على أكثر تقدير في هذا، وعلى كل حال الذي حصل عن د. التيجاني دعا إلى المباهلة لما ذكرت آية المباهلة وحديث المباهلة فقال: نباهلكم، فنحن لم نكن حريصين على المباهلة ولا دعينا إليها، بل ولا ممتنعين عنها، فقلت له: لا مانع. فقال الأخ أبو عبيدة عبد الرحمن الدمشقية: لا مانع، كما قال النجدي: لا مانع. فموضوع المباهلة كان بيننا نحن الأربعة (أنا وأبو عبيدة من جهة والتيجاني والنجدي من جهة أخرى). فوافقنا فنحن ولله الحمد لا نخاف شيئاً نمتنع من المباهلة بل نرى إننا على حق، وإن كان موضوع المباهلة ليس بهذه الصورة، وذلك أن الإنسان قد يبيع نفسه وقد لا يخاف عليها كثيراً ولكن يخاف على أولاده ونسائه، وذلك الأصل في المباهلة كما قال تعالى:" ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم"، فالأصل أن يأتي بأهله، ولكن لا مجال طبعاً بالإتيان بالأهل هناك في لندن، فالوحيد الذي يستطيع أن يأتي بأهله هو النجدي لأنه من سكان لندن. فنحن وافقنا على المباهلة ابتداءاً ولم نمتنع منها،
ولكنا بينا لهم أن المباهلة مفاصلة وأن تكون حاسمة، وأظن أن الكلام كان واضحاً وهو أنه إذا أردتم المباهلة فالآن أو إن شئتم في نهاية الجلسة، أو إن شئتم في نهاية المناظرة ككل نحن مستعدون.
ولكن ليعلم الجميع أن المباهلة مفاصلة، لأننا لا يمكن بعد أن ألعنك وتلعني ثم نجلس بعد ذلك نتناقش.

يتبع =)

أبو المنتصر كان ممتنعاً لأنه لم يكن طرفاً في المباهلة وكان يمتنع عن المباهلة لوجهة نظرٍ عنده واحترمها جداً، وذلك أنه كان يقول لنا: التيجاني يقول عن نفسه كلب أهل البيت، وهذا النجدي يُسيّر من الخارج (أي لا يتكلم بكلمة من عند نفسه) فقد ركّب جهاز على أذنه في آخر ثلاث حلقات، الجهاز ركبه حلقتين وفي الحلقة الثالثة يقرأ من أوراق قد كتبت له. فيقول أبو المنتصر: هؤلاء نكرات حتى أنهم لا يستطيعون أن يمثلوا أنفسهم، تُلقى الأوامر عليهم، فكيف نباهل هؤلاء؟ والأصل في المباهلة أن تكون مع علية القوم، لا مع هؤلاء النكرات. فهذه وجهة نظر عنده، فنحن ما كنا أبداً نستطيع أن نمتنع أمام الملأ أن يعلن أولئك القوم طلب المباهلة ونقول نحن: لا نباهل، بل والله مستعدون للمباهلة. فمن ماذا نخاف؟ فنحن والله على حق.



وأما الذي حصل من عموم الشيعة أعني الذين كانوا يتصلون دائماً إن لاحظتم أن الشيعة هم يصرون على المباهلة دون السنة لأنهم كانوا يريدون أن ينقطع الحديث، وذلك لأن في كل ليلة يظهر أهل السنة أقوياء وأن أولئك ضعفاء، فلما علم الشيعة أن المباهلة مفاصلة فكانوا حريصين عليها حتى ينتهي اللقاء، وكان د. الهاشمي أن لا تكون المباهلة إلا في نهاية اللقاء، حتى يستمر الحوار وخصوصاً أنه وعد المشاهدين أن هذا اللقاء سيستمر إلى نهاية الشهر. وذلك أنهم اعتمدوا على التمثيل، كل حلقة يقولوا أنهم يريدون المباهلة، وإنها مجرد جعجعة، إثارة، تمثيل، كما مثّل التيجاني بمحاولته للبكاء والضحك. وكنت أنظر إليهم نظرة ازدراء، واحتقرهم. فالإنسان إذا شعرت أنه صادق في تعامله وتصرفاته وخلقه احترمه، والعكس إذا وجدت الذي أمامي يكذب ويدجل فلا أحترمه أبداً. فالشاهد من هذا أنه في آخر يوم لما طرحت المباهلة من جديد، وتكلم أبو المنتصر بكلامه المعهود لأنه ما كان طرفاً بالموضوع، فلما وجّه إليّ السؤال الدكتور الهاشمي قال: ما رأيك؟ قلت: أباهل، فما عندي أي مانع أبداً. لكني لا أمثل كما يمثلون، ولا تعودت أن أمثل لا في أول الجلسات ولا في آخرها، ولن أمثلها إن شاء الله تعالى. فلا توجد لدينا أي مشكلة سواء في مباهلة أم لا، ولذلك الذي وقع حتى تعرفوا الحقيقة أنه إنني لم أكن أعلم أنه انقطع الاتصال معكم ولكن أخبرت بعد أنه قطع الاتصال لما وقف د. النجدي وأراد أن ينتزع قميصه وهنا قالوا انقطع الاتصال. الذي حصل أن د. الهاشمي ختم اللقاء بطلب كلمة من كل واحد منا يوجهها للناس، ثم بعد ذلك ختم كان يريد أن يستمر في الحوار ولا يريد أن ينقطع ولا يريد أن يكون العيد بدايته مباهلة وغير ذلك، وإنه كان ممتنعاً للمباهلة وكان معارضاً لها جداً، فإنه عندما ختم خرج فلما خرج قام النجدي وأراد أن ينزع كما رأيتم قميصه وهنا انقطع الاتصال بكم، الذي حدث بعد ذلك إني كلمته فسألته: ما به؟ ولماذا تريد أن تتعرى أمامنا؟ قال: نريد أن نباهل. فقلت: لا توجد مشكلة تستطيع أن تباهل وعليك ملابسك. اجلس. فقال: نريد أن نباهل. قلت: اجلس، فلماذا هذا التمثيل؟ تستطيع أن تباهل وأنت جالس. فكنت أظن أن التسجيل مازال مستمراً، فجلس. ثم بعد ذلك أخبرنا أن التسجيل قد انقطع، فقال النجدي: المباهلة؟ فقلت: انتهى التسجيل، فلا تنفع تمثيليتك الآن. فقال: المباهلة؟ فقلت: فلا يوجد لدي مانع تريد المباهلة فأنا مستعد بيننا وبينك من غير تسجيل. قال: أنا أريد أن ادعوا. فقلنا: ادع، فقلت له: أنت تدعوا ونحن نؤمّن على دعائك، ما رأيك؟ فدعا اللهم اظهر الحق وما شابه ذلك فانصرف راشداً أو غير راشد. فقط هذا الذي حدث كلها تمثيلية، ليضحكوا على الناس بأنهم دعاة للمباهلة وأنهم أصحاب حق، ولو كانوا أصحاب حق ما كانوا يكذبون.



أما ما كنا حازمين، لا، بل كنا حازمين لله الحمد والمنة، ولكننا ما كنا نصرخ، وما كنا ممثلين، بل كتبت المباهلة وقرأها النجدي، وقرأها د. الهاشمي ومازالت عندي النسخة. ولكن كما قلت: ما عرفت التمثيل في حياتي فلذلك لم أقم كما قاموا وما صرخت كما صرخوا وما هي لي بعادة ولله الحمد والمنة، ولم يظهر علينا أي تردد، ولكني كنت صامتاً كعادتي عندما يصيحون من بداية المناظرة، وعندما يكون ضوضاء ولجّة فأسكت والتزم الصمت، فما أظنكم عهدتم عليّ صراخاً، حتى يقال هنا غني سكت خوفاً من المباهلة، فلا يوجد شيء نخاف منه ولله الحمد والمنة.

والحمد لله رب العالمين

أضف رداً جديداً..