السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتبت أم فراس بارك الله فيها في المجلس العلمي للشيخين سعد الحميد وخالد الجريسي وفقهم الله جميعا
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد .
من العقائد المشتركة بين الفرق الباطنية استخدام الأعداد وحساب الجمل ، وهذا الاستخدام لم يكن لرياضة الفكر أو للتسلية ، بل كان استخدامها عقيدة اختصوا بها حتى بلغت حد التقديس.
وبالرغم من استخدامهم للأعداد بعامة ، فإنهم أكثروا من توظيف السبعة ، والاثنى عشر ، والتسعة عشر ؛ فالعدد سبعة مثلا . طبقا لاعتقادهم ، يعتبر رمزاً إلى السبعات التي تتحكم في العقيدة ، ولكثرة استعماله سموا أو تسموا بالسبعية ، ذلك لاعتقادهم أن أدوار الأئمة سبعة وأن الانتهاء إلى السابع هو آخر الأدوار ،أما عدد الأثنى عشر فهو يتصل بأهم عقائدهم وهي الإمامة : إذ اتفق أكثر الباطنية على أن عدد الأئمة اثنا عشر ، تسلسلوا من علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) إلى إمامهم الثاني عشر المهدي المنتظر سواء الظاهرين أو الظاهرين والمستورين كما عند الإسماعلية .
أما العدد التسعة عشر ، فقد فاق الاستعمالات الاعتقداية العددية من حيث القداسة لدى بعض الفرق الباطنية حتى أصبح مناط الدقائق والساعات والأشهر والسنوات
ويرد البعض أسس تقديس الأعداد إلى ما يسمى الإعجاز العددي في القرآن ، ولكن من المعلوم أن منهج السلف أن حكمة الأعداد توقيفية في كثير من الأحكام الشرعية وقد تعرض ابن القيم رحمه الله في كتابه "زاد المعاد في هدى خير العباد" 4/90 للعدد سبعة عند كلامه على حديث الصحيحين : (من تصبح بسبع تمرات عجوة لميضره ذلك اليوم سم ولا سحر)[1] فقال : وأما خاصية السبع فإنها وقعت قَدَراً وشرعاً ،فخلق الله عز وجل السموات سبعا ، والأرضين سبعا ، والأيام سبعا ، والإنسان كمل خلقهفي سبعة أطوار، وشرع الله لعباده الطواف سبعا ، والسعي بين الصفا والمروة ، وتكبيرات العيدين سبعا في الأولى، وقال صلى الله عليهوسلم: (مروهم بالصلاة لسبع)[2] وإذا صار للغلام سبعُ سنين خُيِّر بين أبويه في رواية[3] ... ومَثَّل الله سبحانه ما يضاعف به صدقة المتصدق بحبة أنبتت سبعسنابل والمروة سبعا ،ورمي الجمار سبعا سبعا ، وفي كل سنبلة مائة حبة، والسنابل التي رآها صاحب يوسف سبعا، والسنين التيزرعوها سبعا ، وتضاعف الصدقة إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ، ويدخل الجنة من هذهالأمة بغير حساب سبعون ألفا .ثم عَلَّق ابن القيم رحمه الله قائلا : فلا ريب أن لهذاالعدد خاصية ليست لغيره ، والسبعة جمعت معاني العدد كله وخواصه ، فإن العدد شفعووتر، والشفع أول وثان ، والوتر كذلك ، فهذه أربعة مراتب ، شفع أول وثان ، ووتر أولوثان ، ولا تجتمع هذه المراتب فى أقل من سبعة ، وهى عدد كامل جامع لمراتب العددالأربعة ، ثم قال : والله تعالى أعلم بحكمته وشرعه وقَدَره في تخصيص هذا العدد هلهو لهذا المعنى أو لغيره" انتهى
وعلى هذا ؛ فالصواب التوقف عن الخوض في علةتخصيص هذا العدد بالذكر إلا بدليل صحيح صريح لذا فقد استبعدت فكرة الإعجاز العددي كأساس لفكرة تقديس العدد _ رغم ذكرها عند بعض المؤلفين _ ،كما ذكره ابن القيم ، ولما أدت إليه عقيدتهم في الأعداد ،حيث بنوا عليها من تأويلات الغرض منها إلغاء التكاليف عند البعض وإلغاء الدين عموما عند الآخرين كما سيأتي .
تعريفات لابد منها .
أولاً : تعريف العدد :
جاء في المعجم الفلسفي : (العدد أحد المفاهيم العقلية الأساسية وعرفه البعض بنسبته إلى غيره من المعاني القريبة منه ، فقالوا العدد هو : الكمية المؤتلفة من الوحدات ، أو الكمية المؤلفة من نسبة الكثرة إلى الواحد . وعلم العدد : هو العلم الرياضي المحض) [4] .
أما إخوان الصفا ، فربطوا تعريف العدد بتعريف الشيء ، وقالوا : (الألفاظ تدل على المعاني ، والمعاني هي المسميات والألفاظ هي الأشياء ، وأعم الألفاظ والأسماء قولنا : ( الشيء ) والشيء إما أن يكون واحد أو أكثر من واحد . أما الكثرة فهي جملة الآحاد ، وأول الكثرة اثنان ثم الثلاثة ثم الأربعة ، ثم الخمسة ، وما زاد على ذالك بالغاً ما بلغ ... والحساب هو : جمع العدد وتفريقه .. والواحد الذي قبل الاثنين هو أصل العدد ومبدؤه ومنه ينشأ العدد كله .. فإذا أضيف إلى الواحد واحد آخر يقال عند ذلك اثنان) [5] وهكذا .
ثانياً : خواص العدد :
ووضع إخوان الصفا للعدد خواصاً،والخاصية : هي الصفة المخصوصة للموصوف التي لا يشركه فيها غيره ، وفي العدد : ( ما من عدد إلا وله خاصية أو عدة خواص فخاصية الواحد أنه أصل العدد ومنشؤه ،الاثنان : أول العدد مطلقا ، وأول عدد زوج ، وأول الكثرة ،والثلاثة : أول عدد الإفراد ) [6]، وهكذا .
ثالثاً : حساب الجمل:
(هو استخدام الحروف الأبجدية للدلالة على الأعداد ، وهو نظام استعمل قبل استعمال الأرقام المتداولة ، وكان العرب يستعملونه في مشرق الوطن العربي ومغربه) [7]، وحساب الجمل (يعتمد على ترتيب حروف الهجاء الأصلي ، وهو غير الترتيب الألفبائي الشائع اليوم ، فالترتيب الأصلي القديم هو الترتيب الأبجدي الذي يعتمد على اللغات السامية القديمة [8] أبجد – هوز – حطى – كلمن – سعفص – قرشت – تخذ – ضطغ ) ، وقد كان كل حرف يتمثل قيمة عددية معينة )[9] ، وحروف الهجاء في تلك اللغات لا تفيد تركيب الألفاظ فقط بل تتخذ أيضاً للأرقام الحسابية ، منها إفراد وهي : ( أبجد – هوز – حطى ) ومنها عقود وهي :( كلمن – سعفص ) . ومنها المئات من المئة الأولى إلى المئة الرابعة وهي ( قرشت ) .
الجذور التاريخية لتقديس الأعداد
ثمة عدة إشارات تفيد استعمال المدارس الفلسفية القديمة للأعداد منها الفيثاغورية التي تقوم فلسفتها على أن كل عدد أصل لأرائهم . واتخذ العبريون العدد سبعة أصلا لكثير من عقائدهم . انتقل التسبيع إلى البابلية القديمة . واتخذ الحرانيون العدد خمسة أصلا لعقيدتهم .
أولا : المدرسة الفيثاغورية[10] والعقيدة الأورفية :
هي مدرسة علمية ذات مذهب فلسفي ، وهو يعد أول محاولة للارتفاع عن المادة – التي وقف عندها الفلاسفة – ولقد تناقلت المصادر الكثير من أقوال المدرسة الفيثاغورية ، وكلها تكاد ترتكز على المبدأ الرئيسي للمدرسة ، الذي يوضح أن العالم عدد ونغم ، وأن الأعداد هي عناصر الموجودات ، وان كل شيء هو العدد [11] .وبعبارة أخرى: فإن العقيدة الأورفية التي تنسب إلى أورفيوس وتلامذته كفيثاغورس الذين عبدوا العدد المجرد ، كانوا يعتبرون أن سر الوجود يكمن في العدد ، وأن العلاقات مهما اختلفت وتباينت فإنما يقصد بها التعبير عن العدد نفسه .
وفيما يتعلق بأساس المدرسة التي يرتكز على أن كل شيء هو العدد ، فإن هذا المبدأ قد صيغ صيغتين ، واتخذ المؤرخون لفهمه نحوين مختلفين :
(الأول : أن كل الأشياء أعداد بمعنى أن الأشياء نفسها في جوهرها أعداد ، أي أن الأعداد هي التي تكون جوهر الأشياء .
الثاني : أن الأشياء تحاكي الأعداد ، أي أن الأشياء صيغت على نموذج أعلى هو العدد ،وعليه يجب أن يفهم قول الفيثاغوريين على أن الأشياء يكون جوهرها العدد) [12] ، و( زعم الفيثاغوريون ) أن العدد جوهر الوجود ، وأقدم الكائنات ومصدرها ، (وأن الصفات تضاف إليه لتعريف الموصوف وتحديده ، وهي عرضية متغيرة ومتباينة ، وهو ثابت مشترك بين كل الكائنات يمكن الاستغناء عن الصفات دون أن يؤدي حذفها إلى حصول فراغ في الوجود يؤدي إليه حذف العدد )[13] .
قول الفيثاغوريين ( أن العدد يبتدئ من اثنين إذ أن العدد الأول اثنان ، والواحد ليس داخلا في العدد ) [14] . كما أن الفيثاغوريين ( لم يكونوا يمثلون العدد مجموعا حسابيا بل مقدارا أو شكلاً ، ولم يكونوا يرمزون له بالأرقام [15] ، بل كانوا يتصورونه بنقط على قدر ما فيه من آحاد ، ويرتبون هذه النقط في شكل هندسي فالواحد النقطة والاثنان الخط ، والثلاثة المثلث ، والأربعة المربع وهكذا )[16]
وجاء أفلاطون فطور نظرية العدد الفيثاغورية ،فلما كان الصفر غير مكتشف في وقتها ،وكانت الأعداد الطبيعية مجموعة الأعداد الصحيحة الموجبة هي المعروفة فقط ، فقد كان من الطبيعي أن يعتبر أفلاطون الواحد أساس الأعداد كلها ، وأن يعتبر الكثرة مهما كانت أشكالها هي مضاعفات للواحد نفسه ، لقد كان الواحد بكل بساطة لدى أفلاطون ومن بعده أرسطو هو الله ،وقد وجدت فكرة التوحيد عبر العصور التعبير عنها بعبارة أفلاطون الشهيرة " الموجود لم يكن قط ،ولن يكون أبدا ً ،لأنه الآن واحد مكتمل الوجود فريد سرمدي "
ثانياً : المدرسة اليهودية:
رأى بعض المفكرين [17] أن البراعة لا تكون في استخراج الحقائق من الأرقام مباشرة وإنما في نطاق الكلمات والآيات والحروف السرية لتدل على الأمور الروحية التي يدعو إليها الناس . فاعتمدوا على النتائج التي توصل إليها الباحثون في الحروف منذ القدم واستغلوها بحيث كونوا منها ديناً كاملاً يتخذ أصوله من قيم الحروف العددية ثم التصرف في الأرقام ، وسميت بالعقيدة الحـروفية أو المدرسة الحروفية [18] .
ومن المؤسسين لفكرة تقديس العدد المغيرة العجلي ـ كما سيأتي ـ ولكن علاقته باليهودية يذكرها الشيبي .. فيقول: أن المغيرة العجلي كان بصيراً بالسحر والنيرنجات ، وكان يتكلم عند القبور فيرى مثل الجراد على القبور ، وأنه تعلم ذلك من يهودية ، كان يختلف إليها .
وفكرة القيمة العددية للحروف أصلها يهودي – وقد وردت هذه الفكرة في (سفر الخليقة )[19] ؛ حيث كان اليهود يعتقدون أن الملائكة تتحدث العبرية ، ومع أن التلمود كتب بالآرامية إلا أن كتب القبّالة تسبغ على الحروف العبرية دلالة صوفية ، حتى يقال أن الرب استخدم حروف العبرية في خلق العالم ، وجعلوا لكل حرف عبري مقابلاً عددياً ، ومن خلال هذه الحروف والأرقام تم خلق التنوع والتعدد في العالم . وتعتمد كثير من القراءات القبّالية والباطنية للعهد القديم على هذا التصور فيترجم النص إلى مقابله الرقمي وتستخلص الدلالات التي يريدها المفسر عن طريق الجمع والطرح والضرب والقسمة . ومن تقديسهم لهذه الأعداد والحروف منع يهود شرق أوربا أبناءهم من النظر إلى كتب الغير لاعتقادهم أن من يقرا غير الحروف العبرية تحرق عيناه يوم القيامة [20] .
يتبع ,,,,,,,,,,
تابع ,,,,,,
ثالثاً : مدرسة غلاة الشيعة :
يذكر الشيبي أن أول من نبه أو التفت إلى خطورة الأعداد وتنبه إلى سريتها أبوهاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية (ت 97هـ ) ، فأشار أبو هاشم على محمد بن علي بن عبد الله بن العباس زميله في جهاد الأمويين أن يختار دعاته ـ فليكونوا اثني عشر نقيبا فإن الله عز وجل لم يصلح بني إسرائيل إلا بهم ،وسبعين نفراً يتلونهم ، فإن النبي إنما اتخذ اثني عشر نقيبا من الأنصار لذلك ـ كما أنه كان يركز على فكرة تجديد الدين مستشهدا بقصة عزير عليه السلام (( فأماته الله مئة عام ثم بعثه ))[21] فإذا دخلت سنة مئة فابعث رسلك ، ففعل محمد ما أمره ، واتخذ الإسماعيلية هذه الفكرة معتقداً بعد ذلك بتوقيت انتهاء النبوة نفسها لا بنهاية مئة عام . كما كان ابن الحنفية يدعي علم الباطن وأنه يعلم أسرار العالم والخليقة وأن هذا العلم السري قد ورثه من الإمام علي إلى ابنه محمد إلى أبي هاشم ، ودخل علم الباطن بعد ذلك على التصوف الذي صار يقر بفكرة الظاهر والباطن ... ظهر الغلو بصورته المنظمة بعد انقضاء قرن كامل ، وكانت الفكرة المشتركة بين الغلاة هي فكرة تجسيم الإله ، الممثلة إما في الاتحاد وهو الارتفاع بالإنسان ليتحد بالإله ، أو الحلول وهو النزول بالإله ليحل في الإنسان ،وكلا الفكرتين تهدف لرفع مقام الإنسان إلى درجة التأليه .
ومن أهم الغلاة الذين فصلوا فكرة العدد : المغيرة بن سعيد العجلي( المقتول 119هـ ) ، الذي جعل للإله أعضاء على عدد حروف الهجاء وهيئتها ، فكأنه يريد أن يقول : إن الوحي إنما هو نزول الله نفسه إلى النبي أو الإمام ، وأن كل كلمة يتلقاها إنما هي حلول يستمر باستمرار الوحي . وتبدأ فكرة تطبيق اسم الله الأعظم في المغيرية الذي اعتبروه مفتاح الخلق ، وجعلوا معرفته تتيح لعارفه القدرة الإلهية ، وانتقلت هذه الفكرة إلى التصوف بعد ذلك ومن خلال الوصول إلى هذا الاسم كثر ادعاء الكرامات ، ثم خرج المغيرة داعيا إلى عقيدته في سبعة نفر يدعون الوصفاء ، وزاد من أهمية العدد سبعة أبو منصور العجلي ( المقتول 121هـ ) بقوله : (( يتولى سبعة أنبياء من قريش وسبعة من بني عجل )) ، ثم اعتمد على فكرة تجديد الدين ، فألغى اصطلاح الإمامة واستبدله بالنبوة وصرح بأن علي بن أبي طالب كان نبيا وكذلك الحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي .
كذلك لفت أبو منصور الانتباه للعدد 12 ، فقال أنا نبي والنبوة في ستة من ولدي ويكونون بعدي أنبياء آخرهم القائم ، وطبعا لا يدخل المهدي في هذا العدد . وقد عادت هذه النظرية الاثنا عشرية إلى الشيعة الإمامية فيما بعد ، وتصلح فكرة أبي منصور أن تكون أساساً للإسماعيلية السبعية بوصفه سابع سبعة وبوصف ولده السادس سابع الأنبياء من العجليين . ثم صرح أبو منصور بأن جبريل كان يأتي محمداً بالتنزيل ويأتيه بالتأويل .[22]
موقف الفرق الباطنية من الأعداد:
أولاً : الإسماعلية :
بنى الإسماعلية عقائدهم على الأعداد ، ورغم أنهم استعملوا جلها ، إلا أنهم ركزوا على العدد السبعة والعدد اثنى عشر.
والإسماعلية كغيرهم من الفرق الباطنية يزعمون أن للإسلام دعائم سبعا بغيرها لا يكون الإنسان مؤمنا ، وهي الولاية ، والطهارة ، والصلاة ، والزكاة ، والصوم ، والحج ، والجهاد [23] ، وزعموا أنّ الأئمة تدور أحكامهم على سبعة كأيام الأسبوع والسموات السبع والكواكب السبع .
واعتقدوا أيضاً أن للعالم له دورات متعاقبة تقوم على مبدأ الرقم (السبعة) ، وكل دور له نطقاء أو( أنبياء ) سبعة وأسس أو ( أوصياء ) سبعة وأئمة سبعة [24] ، ولم يقفوا عند ذلك بل رتبوا الأنبياء على غرار الحساب .
ولم يحظ بالاهتمام العدد سبعة فقط ، بل كان للعد اثنا عشر اهتمام أيضاً : وقالوا : إن النقباء تدور أحكامهم على اثني عشر وأن الدنيا اثنتا عشرة جزيرة ، في كل جزيرة حجة ، وإن الحجج اثنا عشر ، ولكل حجة داعية ، ولكل داعية يد ( يعنون باليد : رجلا له دلائل وبراهين ) وهؤلاء الحجج متفرقون في جميع الأرض ، وهم اثنا عشر لا يزيدون ولا ينقصون على عدد بروج الفلك الاثنى عشر [25] .
وحول الأعداد الأخرى ذكر د . كامل حسين ( أن لكل عدد أصلا عندهم في العقيدة ، إذ قالوا : بالازدواج ، والتثليث ، واتخذوا العدد الأربعة لفلسفة أركان الطبيعة . وهكذا ، وقالوا : أن الله أسس دينه على مثال خلقه ليستدل بخلقه على دينه ، وبدينه على وحدانيته ) .
وقد تحرج أحد فقهاء الإسماعلية من اسم ( السبعية ) الذي أطلق على الإسماعلية وذكر ما يفيد أن الإسماعلية لم تختص بالعدد السبعة لتسمى سبعية ، بل كل الأعداد لها أصول دينية ، وقال :(أن الديانة مبناها على توحيد الواحد الأحد ، والأربعة هي مقابل الأركان الأربعة فهي أصل ، والخمسة التي هي بمقابل الحواس الخمس أصل ، والستة التي بمقابلة الأيام الستة فيها خلق السموات والأرض أصل ، والثمانية التي هي بمقابلة أبواب الجنة الثمانية وحملة العرش أصل ، والأحد عشر الذي هو بمقابلة تكبيرات الصلاة ،فكل ركعتين أصل ، والاثنا عشر الذي هو بمقابلة الاثنى عشر نقيبا أصل) [26] .
وفي ذات المعنى ذكر البعض : ( أن الإسماعلية أخذوا ما قاله الفلاسفة الفيثاغوريون القدماء الذين جعلوا كل الأعداد أصولا لعقيدتهم ، وصبغوا آراء الفيثاغوريين بالصبغة الإسلامية على حسب العقيدة الإسماعلية ، ومن ثم ظهرت عندهم عقائد في الأعداد وما يقابلها من أصول دينية ، فالواحد هو ، العقل الكلى أو القلم ، والاثنان هما العقل الكلى والنفس الكلية ، أي القلم واللوح والثلاثة هم : محمد ، وعلي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين وهم : الإمام ، والحجة ، والداعي ، والمأذون ، والمكاسر ، وهكذا جعلوا لكل عدد ما يقابله من الدين وكانوا متأثرين في ذلك بالفلسفة الفيثاغورية ) [27] .أما حساب الجمل فلم يكن للإسماعلية استعمال واضح له إنما محاولات من بعضهم لا تظهر صحتها عند التطبيق .
يتبع ..............
تابع .........
ثانيا : القرامطة :
القرامطة : كغيرهم من الفرق الباطنية لا تخلو عقيدتهم من استعمال الأعداد خاصة السبعة ، والاثنا عشر والتسعة عشر بل لقد بنوا عقيدة الإمامية على العدد السبعة وقالوا: لا يكون بعد محمد النبي ( r ) إلا سبعة أئمة : علي بن أبي طالب وهو إمام رسول ، والحسن والحسين ، وعلى بن الحسن ومحمد بن علي وجعفر بن محمد ، ومحمد بن إسماعيل ، وهو الإمام القائم وهو رسول ) [28] وذلك كعدد أيام الأسبوع السبعة والسموات والكواكب كما أن (تدبير العالم مناط عندهم بالكواكب السبعة ، التي أعلاها زحل ، ثم المشتري ثم المريخ ، ثم الشمس ، ثم الزهرة ، ثم عطارد ، ثم القمر )[29] .
وذكر د . الشيبى حول استخدام القرامطة للأعداد : (أنه سيكون لمجموع الرقمين السبعة والاثنا عشر أهمية عند القرامطة الإسماعلية ، فاستندوا في تأصيل هذه الأرقام إلى أسس إسلامية ، وقالوا : أن البسملة من سبعة واثنا عشر يعني حروف بسم الله الرحمن الرحيم وأن التهليل يعني ( الشهادتين ) مركب من أربع كلمات في إحدى الشهادتين ( لا اله إلا الله ) وثلاثة كلمات في الشهادة الثانية (محمد رسول الله ) ، ثم ذكر أن الرقم التسعة عشر الذي هو عدد حروف البسملة جمع بين عدد الأئمة وعدد نقبائهم وأمناء سرهم ، أي السبعة عدد الأئمة والاثنى عشر عدد النقباء) [30] ، كما أشار ( طه الولى ) إلى (أن الرقم التسعة عشر أصل من أصول الدين حسب المذهب القرمطي) [31] .
ثالثاً : النصيرية :
إن استخدام النصيريين للأعداد لم يكن مميزاً بصورة واضحة سوى ما اشتركوا فيه مع الفرق الاثنا عشرية في تجسيد الرقم الاثنا عشر في عقيدة الأمامية ، وهو ما رددته الفرق الباطنية الأخرى ، (ومهما يكن الأمر فهم جسدوا الرقم الاثنا عشر أيضاً في النقباء وذلك تمثيلا للبروج الاثنا عشر ، ومثلوا ذلك في شخصيات مشهورة لديهم )[32] ، وقالوا : (الحجج بقعة مساحتها اثنا عشر ميلا ً، والأشواط السبعة تمثل الأدوار السبعة الكبرى )[33] ، وقالوا : (أن الإله قد تجلى في صور إنسانية _ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا _ سبع مرات وتسمى الظهـورات السبعة ، وقد ظهر العدد التسعة عشر في جزئية صغيرة وهي : أن الرجل النصيري لا يطلعونه على أسرار المذهب إلا إذا بلغ تسعة عشرة عاماً )[34] .
رابعاً : الدروز :
استعمل الدروز الأعداد وحساب الجمل ، كما أولوا آيات القران الكريم للدلالة على معتقداتهم ، وتمثل النقاط التالية موقفهم من الأعداد :
أولا :( أولوا قوله تعالى : ﴿ ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه ﴾ [35] ، أولوا السبعين بأنهم سبعون رجلا من دعوة التوحيد ـ الدعوة الدرزية ـ .
ثانياً : في تأويل (بسم الله الرحمن الرحيم) قالوا : ( بسم الله) سبعة أحرف دليل على سبعة دعاة أصحاب الأقاليم السبعة و (الرحمن الرحيم) اثنا عشر دليل على اثنا عشر داعيا بالجزائر) [36] .
ثالثاً : (حول شخصية الدروز المقدسة (الحاكم بأمر الله ) قالوا : الحاكم كان السادس عشر في ترتيب الأئمة والعدد 16 محصول ضرب الأربعة الشريفة من الأئمة في ذاتها ، مما جعل الحاكم بأمر الله ، يتم له في الإسلام ما لم يتم لأحد ممن تقدمه )[37] ، ولم يقفوا عند ذلك الترتيب بل برروا أفعاله الغريبة بالسبعات ، وكما أوردها د . بدوى : تظاهر مولانا (سبحانه) قبل غيبته بلباس السواد سبع سنين وتربيته الشعر سبع سنين وتربيته الشعر سبع سنين ، وسجن النساء سبع سنين وركوب الأتان [38] سبع سنين .
رابعاً : في مقام التكليف ، زعموا: (أن المولى قد أسقط عن الموحدين سبع دعائم تكليفية ناموسية ، وفرض عليهم سبع خصال توحيدية )[39] وهي :( سدق اللسان ( صدق اللسان ) ، وحفظ الإخوان ، وترك ما كان عليه الموحدون ، والبراء من الأبالسة والطغيا ن، والقصد من ذلك – كما ذكر د . كامل حسين ـ البراءة من الأنبياء السابقين ومن كل الأديان والشرائع ـ والتوحيد للمولى في كل عصر وزمان ودهر وأوان ، الرضا بفعله كيفما كان ، التسليم لأمره في السر والحدثان ، وأنه يجب أن يعلم كل واحد أن المولى يراه حيث لا يرى )[40] ، والخصلة الأولى فقط . ترتبط بحساب الجمل. فمعنى سدق اللسان ( صدق اللسان ) المقابل للكذب هو الشرك والضلالة ، وجملته في حساب الجمل ستة وعشرون ك = 20 ، د = 4 ، ب = 2 [41] و(إبليس وزوجته اثنان ، والأربعة والعشرون أولادهما ، يقومون مقامهما فمن والاهما فقد تبرأ من الولي وحدود الدين)[42] .
أما فيما يخص الصدق فقد بدلوا حرف الصاد بحرف السين ليحافظوا على نسق العدد ، وقالوا : السدق ثلاثة أحرف ؛ س = 60 ، و د =4 ، و ق = 100 وجمعهما 164 ، وهو عدد حروف الموحدين ، منها التسعون لقائم الزمان تشبيها بالحديث الشريف : " أن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة " [43] من عرفها دخل حقيقة دعوته ، وقيل (إن للإمام تسعة وتسعين داعيا . كما أن لكل جناح ، الأيمن والأيسر ثلاثين داعيا فجملتها ستون إضافة إلى أربعة حدودهم : دومصة ، والكلمة والجناح الأيمن والأيسر وبذلك يكون المجموع 163 وبقى حد واحد وهو دليل توحيد مولانا ومعرفة ناسوت المقام) [44] .
يتبع ......
تابع ............
خامساً : الحروفية ( صوفية غلاة ):
يقول د . كامل الشيبي : ( استغل فضل الله الحروفي كل شاذ من أفكار الفرق الإسلامية القديمة وكل غريب من شطحات الصوفية ، وكل ما يمكن استغلاله من الأفكار المسيحية وكذلك الأفكار اليهودية في سبيل الخروج بنظرية جديدة تقوم على قاعدة من الحروف والأرقام تصلح لتفسير المظاهر الدينية والعقلية والطبيعية وتقوي على التنبؤ بالمستقبل ...) [45]. واقتبس الحروفي من عبد الرزاق الكاشاني في اصطلاحات الصوفية قوله : " الألف يشار به إلى الذات الأحدية أي الحق " وخليفة الألف الباء حسب كلام فضل الله الحروفي ورتب نتيجة على ذلك أن آدم خليفة الله أولاً وهو خليفة الله أخيراً . كما استخدم الأعداد وأسرارها بعد أن قرّب بين فكرتي المهدية والقطبية الصوفية وأعلن مهديته سنة 786 هـ ، وكما توصل عن طريق تلك الأسرار التي يدعيها للحروف والأعداد إلى أنه خاتم الأولياء ، وهذا سبب عداء الحروفية لابن عربي حيث يرون ختم الولاية وقفاً على فضل الله الحروفي الاسترابادي ( 741هـ 876هـ ) [46] .
سادساً :البابية والبهائية :
إذا كان البابيون جعلوا دعاتهم بمجموع حروف ( حي ) بحساب الجمـل والتي تساوي قيمتها 18 والباب المكمل للعد 19، فقد ذهب البهائيون شأواً بعيدا في استخدام الأعداد ، وجعلوا للعدد التسعة عشر هالة قدسية ، إذ بنوا عقائدهم وعباداتهم ومعاملاتهم على العدد التسعة عشر ومضاعفاته ، كما استعملوا العدد السبعة أيضا ولكن بصورة أقل واعتبروه مقدسا أيضاً . وقالوا : ( أن الله خلق العالم بسبع صفات تسمى ( أحرف الحق ) وهي : القدرة والقضاء ، والإرادة والمشيئة ، والأذن والأجل والكتاب ) [47] .
وعلى ذلك قالوا : ( أن العدد التسعة عشر هو عدد مقدس لأنه يمثل كلمة ( واحد ) وكلمة ( وجود ) وكل منهما بحساب الجمل تعدل ( 19 ) وانتهج الباب النهج نفسه وقسم كتابه ( البيان ) إلى تسعة عشر واحدا أو " قسما " وكل واحد إلى تسعة عشر بابا ، لتكون أبوابه = 361 ، وهذا العدد ينطبق على مجموع أعداد حروف كلمة ( كل شيء ) [48] ، ولقد خص الواحد الأول بنفسه . والثمانية عشر الباقية لكبار أصحابه ، لكل منهم واحد وسماهم حروف حي ) .
(ولما كان مجموع حروف حى بحساب الجمل ( ثمانية عشر ) ج = 8 ، ى = 10 أكمل هو الواحد الباقي ليصبح الرقم ـ 19 ـ ولكن كتابه البيان لم يكتمل منه سوى أحد عشر واحداً فقط ، وذكر أنه ترك إكمال الباقي لمن يأتي بعده) [49] .
و(قسموا الشهر إلى تسعة عشر يوما وعلى ذلك تكون السنة البهائية 19 شهرا * 19 يوما . أي 361 يوما . ولم يقفوا عند ذلك بل قسموا اليوم إلى 19 ساعة والساعة إلى 19 دقيقة ، كما أدخلوا العدد 19 في كل شيء)[50] .
ولم يقفوا عند الرقم التسعة عشر فحسب ، بل هناك أعداد أخرى مثل التسعة ، والخمسة ، وفيهما قالوا : ( إذا ضربت 9 * 5 كان الحاصل خمسة وأربعون ، وإذا حسبت اسم آدم بالجمل كان مجموعه خمسة وأربعون أيضاً ، وجميع الأسماء التي علمها الله لآدم مندمجة تحت هذه الأعداد ، وإذا كان اسم البهاء يبلغ بحساب الجمل تسعة فهو آدم الأول ، وبه ظهر الحق أو فيه ظهر الله )[51] وفي ميدان التأويل قوله تعالى : ﴿ يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون ﴾ [52] بأن الآية (تعبر عن ظهور البهاء في سنة 1260هـ ذلك أن تدبير الأمر بدأ بمحمد ( r ) وانتهى بالإمام محمد بن الحسن العسكري سنة 260 هـ فإذا أضفنا إلى هذه السنة الألف سنة التي ذكرت كان المجموع 1260هـ . وهو بدء ظهور البهاء )[53]
يتبع .........
تابع ...........
مناقشة آراء الفرق الباطنية في الأعداد :
من خلال آراء المدارس الفلسفية وعقائد الباطنية في الأعداد تبين الارتباط الوثيق بين آراء المدرسة الفيثاغورية ومعتقدات الباطنية ، وهو يؤكد مصداقية القول : (بأن العقائد الباطنية خليط من فلسفات قديمة ممزوجة بالصبغة الإسلامية . ويرجع ذلك إلى نشاط الترجمة ونقل التراث الفارسي واليوناني خلال العصر العباسي خصوصا وأن المترجمين أنفسهم ممن كانوا متشبعين بتلك الفلسفات والتي ظهر أثرها في العلوم المترجمة كما أسلفت )[54] .
ومهما يكن الأمر ، وبالرغم من أن آراءهم لا تستند إلى أساس علمي ولا إلى أصول ثابتة ، ويظهر ذلك من محاولة الاستفادة من إعجاز القرآن لإضفاء المصداقية على عقيدتهم ومن استعمالهم لحساب الجمـل سواء من المتقدمين منهم والمتأخرين لمحاولة تطويع القيمة العددية بما يتناسب ومعتقداتهم .
1- أولوا قوله تعالى : ﴿ ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه ﴾ [55] بأنهم سبعون رجلاً من دعوة التوحيد . غير أنه باستكمال قراءة الآية يتضح المعنى بأن لفظ ( السبعين ) الوارد في الآية تعبير عن طول السلسلة .
2- قسموا شهور السنة إلى تسعة عشر شهراً – وهذا التقسيم أقل ما يقال فيه ، أنه يتعارض معارضة صريحة لما جاء في كتاب الله العزيز ﴿ إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله ﴾ [56] وهم وإن أولوا هذا النص الصريح – كعادتهم فإن هناك عدة أدلة أخرى ، وأقواها أن لفظ الشهر تكرر اثنتى عشرة مرة في كامل القرآن الكريم، وذلك لإثبات وتأكيد أن عدة الشهور اثنا عشر شهراً لا زيادة ولا نقصان فهم إن أولوا تلك الآية فلن يستطيعوا الخوض في هذه .
أما بشان تقسيمهم الشهر تسعة عشر يوما فيمكن القول :
أ – لقد ثبت بالعلم والمشاهدة والتعارف ، والتواتر بأن الشهر القمري تسعة وعشرون أو ثلاثون يوماً ، وذلك مصداق قوله تعالى : ﴿ هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراً وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصل الآيات لقوم يعلمون ﴾[57].
ب – (لقد ثبت علمياً تقسيم السنة إلى أربعة فصول حسب النظام الشمسي ، فإذا أسلمنا بقولهم واعتبرنا الشهر 19 * 19 يوما فتكون السنة ثلاثمائة وواحد وستون يوماً ، وهذا مخالف للنظام الثابت المتعارف عليه ، غير أنهم لما أدركوا أن سنتهم لا تتفق مع النظام الشمسي رأوا إضافة خمسة أيام ليتموا حساب السنة 366 وسميت الأيام ـ المسترقة ـ ) [58] .
3- أما خصوصية الأعداد السبعة والاثنا عشر والتسعة عشر فهي في إطار الأسرار التي لا يحيط بكنهها إلا رب الأرباب وما يمكن قوله : أن لفظ ( السبعة ) في القرآن المجيد ورد في مواضع عدة ، وبمضامين متنوعة ، ولعل هذا التنوع سنح لهم تطويعه واستخدامه ، أما العدد (التسعة عشر) فقد ورد في القرآن الكريم في موضع واحد في سورة المدثر﴿ عليها تسعة عشر ﴾ [59] وهو عدد يمثل خزنة النار .
أما العدد (اثنا عشر) فإنه تاريخياً كان بارزاً ، حيث كان نقباء بني إسرائيل اثنا عشر نقيباً ، وكان حواريو عيسى اثنى عشر حوارياً ، وكان أصحاب بيعة العقبة الذين بايعوا رسول الله ( r ) اثنا عشر [60]، أما في القران الكريم فقد ورد في خمسة مواضع : أحدهما يخص شهور السنة وموضعان يخصان العيون التي انفجرت وانبجست[61] ، ورابعهما يخص النقباء ، والخامس يخص الأسباط ، فهل كان لهذه الآيات ارتباط باستخدام الباطنية لتلك الأعداد ؟
يمكن أن تكون الإجابة في إطار استعمال الأعداد عامة . والسؤال الأهم : ما هو السر في استعمال الفرق الباطنية للأعداد بصورة عامة ؟
يوجد هناك اتجاهات :
الأول : أن الفلاسفة الفيثاغوريين لجأوا إلى الأعداد لمحاولة تفسير الوجود ، لأن اللغة تعجز عن ذلك كما ( أن الفيثاغوريين لم يعرفوا العدد كعلم قائم بذاته وإنما كمنهج للتوصل إلى الحقيقة اللامحسوسة ) [62] .الثاني : ( أن دراسة الفيثاغوريين للأعداد والأشكال ، والحركات ، والأصوات وما بينهما من تقابل عجيب وما لها من قوانين ثابتة صرفت عقولهم إلى ما في العالم من نظام وتناسب ، فرأوا أن هذا العالم أشبه بعالم الأعداد منه بالماء أو النار أو التراب ، وقالوا : أن مبادئ الأعداد هي عناصر الموجودات وأن العالم عدد ونغم ) [63] .
الثالث : أن الذي دعا – الفيثاغوريين إلى الاعتقاد بأن العدد أصل الأشياء ، وهو ما رأوه من نظام وانسجام بين الأشياء ، وعلى الأخص بين حركات الكواكب فنقلوا هذا الانسجام الموجود في الكواكب إلى الأشياء وحسبوا أن الأشياء أيضا خاضعة لهذا الانسجام ، ومن جهة أخرى لا حظوا أن النغمات الموسيقية تختلف الواحدة منها عن الأخرى لذا فان اكتشاف الفيثاغوريين للانسجام الموجود في جميع الكون أدهشهم ولما كان الانسجام يقوم على العدد كان من الطبيعي أن يقال أن جوهر الأشياء هو العدد ( 1 ) [64] .ومهما كان الأمر فان استعمال الباطنية للأعداد استقاء من الفلسفات القديمة ممزوج بالصبغة القرآنية لكونهم لا حظوا ما في القرآن من إعجاز ونسق وتوازن وانتظام فوظفوا كل ذلك لنشر معتقداتهم واستقطاب مريديهم لأن ربط معتقدهم بما في القرآن من إعجاز يعد دافعاً لهم ، كما أنه يقلل الرفض الذي يقابل آرائهم ، وربما يريدون إضفاء المصداقية على معتقداتهم باستعمال الأعداد . لأن لغة الأعداد هي لغة الصدق في نظرهم . ونختم برأي الشيبي حيث يرى( أن المغيرة العجلي ومعاصره بيانا قد ربطا عقيدتهما ربطا محكما بما تأولاه من القرآن سندا لدعوتيهما فبدتا وكأنهما فكرتان ذاتا أصالة وطابع خاص)[65] .
انتهى
بارك الله في الكاتبة أم فراس وفي أصحاب المنتدى على تأصيلهم العلمي
والحذر يا إخوتي من طرق الزيغ واتباع المتشابه
وإن استخدمها بعضهم فيما يظنه خيرا فهناك الكثير ممن استخدمها بنفس الطريقة ليضل أتباعه .
آمل من أصحاب المدونات والقروبات نشر هذا البحث المفيد
الحذر من أصحاب الخزعبلات والتكهن
ولا شك بأن الله حافظ كتابه و مبطل ما يصنعون ,,,,
الأخ مشتر مازال مصرا على رفع مواضيعه في الإعجاز العددي = صناعة الكهان =
إن التفسير العددي: تفسير محدث لم يستخدمه الرسول صلى الله عليه وسلم في معرفة الوقائع التي حدثت في عصره، ولم يستخدمه الصحابة الكرام رضي الله عنهم وهم أعلم الناس بمعاني القرآن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ عنه تلقوه ومنه تعلموه!، وكذلك التابعون لهم باحسان، والعلماء المعتبرون الذين تولوا تفسير القرآن العظيم بالمناهج المعروفة عند أهل العلم بالقرآن لم يسلك أحد منهم هذا المسلك، وهذه كتبهم بين أيدينا شاهدة بهذا.
فإن قال قائل: بلى قد استخدم الرسول صلى الله عليه وسلم هذا التفسير. فيقال: فهل بلغه أمته من بعده أم لا؟. فان قال: لم يبلغ فقد زل زللاً عظيماً، وان قال بل بلغ، فيقال له: وأين هذا البلاغ؟ وهذه كتب السنة المشرفة مليئة بالأحاديث النبوية الشريفة، فإن قال: ان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يستخدم هذا التفسير العددي للقرآن لعدم وجود الحاجة إليه في عصره؟ فالجواب: بل وجدت أحداث عظيمة، وكان المؤمنون يترقبونها، ومع ذلك لم يظهر هذا التفسير، وأقرب مثال على ذلك مسألة حرب الروم مع الفرس فان المؤمنين كانوا يتابعون أخبارها حتى أن الله أخبر بأنهم سيفرحون لنصرهم، أضف إلى ذلك معارك الإسلام الخالدة: بدر، وأحد، والخندق التي اجتمع فيها قبائل الشرك مع اليهود على حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من الصحابة، وكذلك فتح مكة، ويوم حنين، وتبوك، وكلها مواقع ورد ذكرها في القرآن الكريم، وبعضها في أكثر من مكان، ومنها ما سميت سورة بكاملها باسمها، وفي كل هذا دلالة عظيمة على عظم شأن هذه الأحداث والمواقع.
ثم إن الأحداث الكبار وقعت بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم منها ما وقع كاقتتال الصحابة فيما بينهم، ومنها ما لم يقع كخروج الدجال الذي لم يبعث نبي إلا حذر أمته منه، ومع ذلك لم يحاول أحد من الصحابة معرفة ما حدث أو سيحدث، أو التدليل له، من خلال التفسير العددي للقرآن.
.....................
وعوداً على نظرية التناسق العددي في القرآن ومن أشهر من أظهر مثل هذا التناسق الدكتور عبد الرزاق نوفل، فقد ذكر أنه في عام 1959م وجد تساوياً في عدد مرات ذكر الدنيا وعدد مرات ذكر الآخرة، اذ تكررت كل منهما (115) مرة في القرآن رغم اختلاف معظم الآيات التي وردت فيها الدنيا عن تلك التي وردت فيها الآخرة، وبعد سبع سنوات من التاريخ السابق وجد تساوياً في عدد مرات ذكر الملائكة وعدد مرات ذكر الشياطين، اذ وردت كل منها (88) مرة.. الخ (انظر: حول الاعجاز العددي في القرآن الكريم، للدكتور عبد الرزاق نوفل مقال منشور في مجلة المنطلق: العدد الثاني، ربيع الآخر، 1398ه» وفي هذا كله نظر من جهة المنهج، ومن جهة التطبيق، فأما رده من جهة المنهج فيقال: انه تعامل محدث مع القرآن الكريم، لم يكن موجوداً في الصدر الأول، والأمور الشرعية «بخلاف الأمور الدنيوية» مردها إلى الأمر العتيق. وأما رده من جهة التطبيق فالملاحظ عليهم أنه ومن تابعه في اثبات هذا النوع من الاعجاز يعتمد على المنهج الانتقائي في الكلمات التي يختارونها لاعمال التوازن المزعوم، وقد قدم الدكتور أشرف عبد الرزاق قطنة دراسة نقدية على الاعجاز العددي في القرآن الكريم، وأخرجه في كتاب بعنوان: «رسم المصحف والاعجاز العددي، دراسة نقدية في كتب الاعجاز العددي في القرآن الكريم» وخلص في خاتمة الكتاب الذي استعرض فيه ثلاثة كتب هي (1) كتاب «اعجاز الرقم 19» لمؤلفه باسم جرار. (2) كتاب «الاعجاز العددي في القرآن» لعبد الرزاق نوفل (3) كتاب «المعجزة» لمؤلفه عدنان الرفاعي. وخلص المؤلف الى نتيجة عبر عنها بقوله: «وصلت بنتيجة دراستي إلى أن فكرة الاعجاز العددي «كما عرضتها هذه الكتب» غير صحيحة على الاطلاق، وأن هذه الكتب تقوم باعتماد شروط توجيهية حيناً وانتقائية حيناً آخر، من أجل اثبات صحة وجهة نظر بشكل يسوق القارئ الى النتائج المحددة سلفاً، وقد أدت هذه الشروط التوجيهية أحياناً إلى الخروج على ما هو ثابت باجماع الأمة، كمخالفة الرسم العثماني للمصاحف، وهذا ما لا يجوز أبداً، والى اعتماد رسم بعض الكلمات كما وردت في احد المصاحف دون الأخذ بعين الاعتبار رسمها في المصاحف الأخرى، وأدت كذلك الى مخالفة مبادئ اللغة العربية من حيث تحديد مرادفات الكلمات وأضدادها «ص 197» دمشق: منار للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، 1420ه/1999».
وقد ذكر الدكتور فهد الرومي أمثله على اختيار الدكتور عبد الرزاق نوفل الانتقائي للكلمات حتى يستقيم له التوازن العددي ومن ذلك قوله ان لفظ اليوم ورد في القرآن (365) مرة بعدد أيام السنة وقد جمع لاثبات هذا لفظي «اليوم» ،«يوماً» وترك «يومكم» و«يومهم» و«يومئذ» لأنه لو فعل لاختلف الحساب عليه! وكذلك الحال في لفظ الاستعاذة من الشيطان ذكر أنه تكرر (11) مرة. يدخلون في الاحصاء كلمتي «أعوذ» و«فاستعذ» دون «عذت» و«يعوذون» و«أعيذها» و«معاذ الله» (انظر: اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر (2/699 700) بيروت: مؤسسة الرسالة، الطبعة الثانية 1414ه».
وانه مما يمكن أن يقال هنا ان في اختيار التاريخ الميلادي، وتقديم اليوم على الشهر لا العكس، والبحث عن ما يطابقه في القرآن تحكم بحت! والا فلم لم يختاروا التاريخ الهجري مثلاً للواقعة مع أنه الأليق بنصوص الشريعة.
فضيلة الشيخ خالد السبت
يرفع
لأن العضو مشتر ما زال يغرر بالناس بعمل الكهان هذا
شكرا يا أنور على مجهودك ...
الأعجاز العددي و خلق مقارانات و تفاسير للأمور العددية في القرأن هو في قمة الضلال ...
الموقع التالي محجوب من وزارة الأعلام
www.submission.org/quran
و الموقع هذا يعمل علية بعض من يدعي الأسلام لمحاولة اثبات ان القرأن محرف .... هل تعلمون لماذا ؟
لأن الأمور العددية في بعض السور من القرأن تعارضت مع حساباتهم "نظريات الأعجاز العددي" ... قمة المهزلة !!
أفترض في الأخ مشتر حسن النية و أطلب منه التوقف عن الترويج لهذه الخرافات
كما و أطلب منك يا أنور طرح موضوعك في أسطر قليلة و ترك الأبحاث للروابط .... حتى يزداد الأقبال على مواضيعك الهامة و جازاك الله خير ...
جزاك الله خير أخوي وائل
وأنا أعتب على بقية الزملاء ليش ما ينكرون على مشتر
يكسبون فيه أجر
الرجال ثلاث مواضيع منزلها في الإعجاز العددي ويلعب بالأيات ويختار ما يناسبه حتى ما يشير إلى من أخذ منهم لأننا والله أعلم لو عرفنا المصدر لزاد استنكارنا ,,
ولا زلت أطالبه بشيخ واحد من المعروفين سابقا أو لاحقا عمل تفسيرا بهذه الطريقة
وكل خير في اتباع من سلف :::: وكل شر في ابتداع من خلف
بارك الله فيك على هذا الموضوع الشامل و الحرص على اخذ الموضوع من مراجع معروفة لدى مذهب اهل السنه و الجماعه
ويبارك فيك يا أخي
والموقع ملئ بالحوارات الطيب والجدال بالحسنى
واسمه الألوكة
الارقام موجودة في جميع الحضارات في الماضي والحاضر .
من مراحل الفكر الفلسفي الاغريقي مدرسة جعلت لكل شئ في الكون رقم فاختزلوا الحياة بكاملها بارقام بدون اسماء .
الرقم 13 رقم مشؤم عند الغرب
الخليفة العباسي المعتصم يسمي بالثماني ولد في شهر شعبان وهو الثامن من شهور السنه .. وهي سنه ثماني وثمانين وسبعين ومائه .. وهو ثامن بني العباس مولدا .. وثامنهم ولايه .. وكانت خلافة ثماني سنين وثمانية اشهر .. وعمره ثماني واربعيون .. وغزواته وفتوحاته ثمان .. وقتل ثمانيه اعداء .. وخلف ثماني بنين وثماني بنات .. وترك ثمانمائه الف دينار ومثلهم دراهم
مرحبا أخ سالم نورت
=الارقام موجودة في جميع الحضارات في الماضي والحاضر .
- أكثر الحضارات فيها السحرة والكهان من أيام الفراعنة إلى الأمم الإسلامية المختلطة إلى الحضارة الحديثة ,,
تصور إلى الآن حكام أوروبيين يؤمنون بالعرافة ,,
=الرقم 13 رقم مشؤم عند الغرب
- نعم عند كثير منهم
وعند بعضنا رقم سبعة يخافون من ذكره حتى في العد ما يقولوه يقولون سمحة خخخ
الرسول صلى الله عليه وسلم أرشدنا أن لا نتشاءم بل نقول : اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك .
من الحديث قرن تجديد التوحيد بالبراءة من التشاؤم فكأن المسلم تخلص من الشرك الأصغر الذي وقع فيه ,,
= الخليفة العباسي المعتصم يسمي بالثماني ولد في شهر شعبان وهو الثامن من شهور السنه .. وهي سنه ثماني وثمانين وسبعين ومائه .. وهو ثامن بني العباس مولدا .. وثامنهم ولايه .. وكانت خلافة ثماني سنين وثمانية اشهر .. وعمره ثماني واربعيون .. وغزواته وفتوحاته ثمان .. وقتل ثمانيه اعداء .. وخلف ثماني بنين وثماني بنات .. وترك ثمانمائه الف دينار ومثلهم دراهم
- أشياء توافقت وأشياء زيد فيها أو طلب هو زيادتها
من يريد الموافقات بيجدها ولكن لابد أن يعدل هنا وهنا ,,
فرق بين المهتدي والضال هو أن المسلم يؤمن بالجن ويؤمن المعجزات ويؤمن بتدبير الله للكون
أما الضال فإنه يتعامل مع الجن ويبحث عن معجزات لنفسه ويريد أن يستشرف المستقبل ويكشف غيوبه
وهنا خطوات الشيطان والخطر يكمن ,,
قال ابن عربي الملحد : (ولقد كنت بمدينة فاس سنة إحدى وتسعين وخمسمائة وعساكر الموحدين قد عبرت إلى الأندلس لقتال العدو حين استفحل أمره على الإسلام فلقيت رجلا من رجال الله ولا أزكي على الله أحدا وكان من أخص أودائي فسألني ما نقول في هذا الجيش هل يفتح له وينصر في هذه السنة أم لا؟
فقلت له ما عندك في ذلك ؟
فقال إن الله قد ذكر ووعد نبيه صلى الله عليه و سلم بهذا الفتح في هذه السنة وبشر نبيه ص بذلك في كتابه الذي أنزله عليه وهو قوله تعالى: (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا)[الفتح:01] فموضع البشرى (فَتْحًا مُّبِينًا) من غير تكرار الألف فإنها لإطلاق الوقوف في تمام الآية فانظر أعدادها بحساب الجمل فنظرت فوجدت الفتح يكون في سنة إحدى وتسعين وخمسمائة ثم جزت إلى الأندلس إلا أن نصر الله جيش المسلمين وفتح الله به قلعة رباح و الأركو وكركوى وما انضاف إلى هذه القلاع من الولايات .
هذا عاينته من الفتح ممن هذه صفته فأخذنا للفاء ثمانين وللتاء أربعمائة وللحاء المهملة ثمانية وللألف واحدا وللميم أربعين وللباء اثنين وللياء عشرة وللنون خمسين والألف قد أخذنا عددها فكان المجموع إحدى وتسعين وخمسمائة كلها سنون من الهجرة إلى هذه السنة فهذا من الفتوح الإلهي لهذا الشخص !!.
وكذلك ما ذكرناه من فتح البيت المقدس فيما اجتمع بالضرب في ألم غلبت الروم مع البضع من السنين المذكور فيه بالحسابين الجمل الصغير والكبير فظهر من ذلك فتح البيت المقدس وقد ذكرناه فيما تقدم من هذا الكتاب في باب الحروف منه وهو أن البضع جعلناه ثمانية لكون فتح مكة كان سنة ثمان ثم أخذنا بالجمل الصغير ألم ثمانية فأسقطنا الواحد لكون الأس يطلب طرحه لصحة العدد في أصل الضرب في الحساب الرومي والفتح إنما كان في الروم الذين كانوا بالبيت المقدس فأضفنا ثمانية البضع إلى ما اجتمع من حروف ألم بعد طرح الواحد للأس فكان خمسة عشر ثم رجعنا إلى الجمل الكبير فضربنا واحدا وسبعين في ثمانية والكل سنون لأنه قال في بضع سنين فكان المجموع ثمانية وستين وخمسمائة فجمعناها إلى الخمسة عشر التي في الجمل الصغير فكان المجموع ثلاثا وثمانين وخمسمائة وفيها كان فتح البيت المقدس...)([4]) إلى آخر هذيانه .
http://www.al-amen.com/vb/showthread.php/11522-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%AD%D8%AB%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D8%AA%D9%8A%D8%AD%D8%A9-%D8%A8%D9%86-%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%AA%D8%AA%D8%A8%D8%B9-%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%87%D8%A7%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%AA%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86
الموضوع تحذير من استخدام ادوات السحرة والفرق الضالة في تفسيرالقران الكريم
اتقوا الله والتزموا نهج السلف الصالح في تفسير القران الكريم وفي أمور حياتكم
حساب الجمل من أدوات السحرة الكفرة