قرأت قبل قليل في صحيفة http://sabq.org/QETfde البقاء للأصلح و عند بعض العرب إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب . خرج المصور البريطاني ليقول : إن الشبه الذي يقوم به الثعلب ( الحصني ) مع أخيه هو ذاته النهج الثابت للإنسان مع أخيه الإنسان ، فسنة الحياة لا تتغير تقوم بها الكائنات المفترسة ومنها الإنسان على مثل قتال الثعلب ومكره وخداعه . يزيد عليه العربي بتشبيهه الذئبي الفتك الشديدَ بالضعيف المحتاج ثم الإستعلاء عليه بعد الإنتصار بخسة ودناءة ، وذلك عندما يبحث عن ركني الدنيا الشرف والجاه وركنها الآخر المال والإقتصاد . لكننا - ولله الحمد - نسمع بين الفينة والأخرى طلبة العلم والمشائخ وهم يبلغون مراد الله خالق الحياة وهو يدعو إلى الرحمة بالإنسان حتى وإن كان كافرا مالم نكن معه في معركة حربية وما بعث الله رسوله القدوة إلا رحمة للعالمين قال الله تعالى { وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين } . ينبغي أن يرحم المسلم أخاه المسلم كما يرحم الكفار - غير المحاربين - ببرهم والصدق معهم في النصح وعدم غشهم وخداعهم . وأن يحذر المسلم من الفتك بالآخرين وهو يستعلي بشرفه من خلال منصبه أو عائلته أو قبيلته أو وطنه أو منطقته أو جماعته وجامعته أو بأي أداة ووسيلة كما يحذر طرائق الخداع والكذب والحرام وهو يجمع المال ويستكثر منه فهي ليست من الذكاء والقوة ولا صاحب النصح المبيّن الواضح بضعيف مأكول في عالم يقولون عنه زورا وبهتانا : إنه لا يعرف الرحمة قال الرسول صلى الله عليه وسلم (( مَن لا يرحم مَن في الأرض لا يرحمه مَن في السماء )) . وذكر بعض المحدثين أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال :مَا ذِئْبَانِ ضَارِيَانِ بَاتَا فِي غَنَمٍ بِأَفْسَدَ لَهَا مِنْ حُبِّ ابْنِ آدَمَ الشَّرَفَ وَالْمَالَ . وقد حذر الرسول كثيرا من قول الزور لأي غرض كان ، كما حذر من أكل أموال الناس بالباطل ، والنصوص الشرعية الربانية نسمعها – ولله الحمد - من طلبة العلم وأهل الخير في المساجد وفي غيرها وهي حجة علينا وعلى الناس جميعا المسلمين والكافرين ولن يؤمن الرحماء والرحيمات بنظرية الكفار البقاء للأصلح ولا بالقول الشائع إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب لأنهم في نعيم دائم بتوجيهات الحق ربهم الخالق على سنة وطريقة أبيهم آدمَ والصالحين من ذريته . فالحمد لله على نعمة الإسلام .