شاب درس الثانوية ثم أكمل الجامعة بالولايات المتحدة أهم أمرين لاحظهما هناك

زوج أختٍ لي درس بعد الثانوية العامة في جامعة أمريكية المرحلةَ الجامعية في تخصص طب الطوارئ لم تكن دراسته كغالب السعوديين الذين يُبتعثون للخارج في مرحلة الماجستير وما بعدها .
عمل هذا الشاب في الميدان بتلك الجامعة في الولايات المتحدة الأمريكية ثم عزمناه بعد تخرجه هنا وكان يسولف مع الحاضرين في المجلس .
من سوالفه أن أكثر ما لفت نظرَه هو أمران - أحدهما إيجابي والآخر سلبي
باشر إسعاف مصابٍ في حادث سير وكان متحمساً لعمله حتى تلطخ ببعض دمه ثم تبيّن بأن السائق مصابٌ بالإيدز فصارت هنا مشكلة أنه يمكن حدث له جرح بسيط مع حماسه بسبب الزجاج المتكسر أو من أي قطعة في السيارة ولا يمنع دخول الايدز من الأسباب إلا بخاخ معروف يصرفه المستشفى الجامعي التابع له ويحتفظ بعلبة من هذا البخاخ في البيت ، فلما علم بالادز أسرع وتوجه مباشرة للبيت فرش بدنه كله والحمد لله ربي سلّم .
حوادث المصابين بالإدز تحدث بكثرة هناك بسبب الخمر والزنى فالمخمور فاقد للعقل لا يتوقى المصاباتِ بالإيدز وبالأمراض التناسلية .
ولا يُرى مثل هذا الشيء في السعودية على مساحتها الكبيرة ولله الحمد .
من الحوادث الكثيرة التي تمر عليهم هي ما كانت بسبب التفكك الأسري فالزوجة هناك تشارك الزوج بدفع مصروف البيت من طعام وكهرباء وغيره لا عندهم نفقة واجبة ولا حولها . يختلف الشريكان فتكون الضحية هي الضعيفة التي قد تستنجد به وبزملائه وهذا الصنف من النساء كثيرات هناك يأتين إليهم مطروداتٍ مصابات من الزوج أو من مخمور وغيره بالشارع .
تلجأ إلى الطوارئ لإغاثتها وعلاج جروحها وبعض الشباب يبقيها حتى يسكنها بسكنه عن البرد ولا يوجد في مقر العمل محلٌ للنوم .
فالجانب الإنساني هناك متخلف فوضوي في غاية التخلف
ونحن ونساؤنا بالسعودية حقيقة في نعمة عظمى والشكر لله ثم لقادتنا .
الأمر الثاني الإيجابي هو أن الدكتور الجامعي والطالب الأمريكي يتقن العمل بجدية دون تطلع لخروج من العمل أو لترفيه وشرب قهوة خارج حدود العمل وهم يرون أن بعض العرب الخليجي قد اعتاد التسلية حتى اختلط عليه وقت العمل بوقت الإجازة والترويح عن النفس ففيه نسبة من الدلع .
ثم ذكر أحدُ الحاضرين كلاماً ما أدري ممن أخذه من طلبة العلم قال سوء الظن بالله عكس حسن الظن بالله
حسن الظن أن تعمل في لحظتك بجدٍ دون تطلع إلى حال آخر وزمن آخر إلا عمل السبب المشروع للتقدم .
فمن سوء الظن مِن مثل قصة مدرس رياضيات بثانوية رجل ذكي ومتمكن حالته المادية حالة سيئة سيارته كرسيدا متهالكة وهو رجل مستصح فصيح مكثر من الحلول لكثير من المشاكل ثم يتكلم في غرفة المدرسين مع بعض زملائه ( شوفوا مراسلنا شبعان سيارة زينة وغير يضحك مع جنوبه وأنا اللي هو أنا ما أدري ويش فيا صراحة الخير اللي عند فلان كثير )
أو قول بعضهم أنا كئيب نفسي ليتني ما تعدّيت العشرين يتطلع إلى زمن أو ليتني عشت زمن الصحابة
وإلى أمور يظهر فيها بأنه غير راضٍ بوضعه وهي من مظاهر سوء الظن بالله .
على ما فهمت من كلام هذا الناصح أن الناس سواء أمام البلاء ، يسلمهم الله عهده ومفردات إبتلائية خير أو شر لينظر إلى لحظة عيشهم مع الظروف التي يتكبدونها أو يفرحون بها هل يكيّفون ( الإخلاص والمتابعة ) ويركبونها على تلك الأمور ثم يعودون مجردين كما وُلدوا وإلى القبر دون اعتبار لهذه الظروف التي جعلتهم مدراء أو مرؤوسين أو فقراء ضعفاء أو أقوياء أو بأي حال يكون التعامل يُحفظ كل تصرف وعمل للحساب والجزاء عليها في الحياة العظمي الآتية .
لا تتطلع إلى فراغ أحد أو ماله أو لقبه وجنسيته عش لحظتك بنجاح في أي زمن ولو كنت في التسعين فإن اعترضت وقلت أضاعوني أو افتخرت لما تراه تعويضاً أو طعنت فقد أسأت الظن بالله وارتكبت معصية بمن وضعك في هذه الظروف وجعلك تعيش هذه الأحوال .
اعبده بإخلاص ومتابعة حتى يأتيك اليقين ولا تتأثر كثيراً بمفردات الإبتلاء وتغيراتها .
لو كان هناك ضابط كبير وفي عسكره عريف يعمل بإخلاص وجد دون بحث لشكر وثناء من الضابط وهو يتبع النظام في إدارته من ناحية الحضور والعمل ولا ينصرف إلا آخر الدوام ويوجد تحت إدارة الضابط الكبير عسكري آخر برتبة رائد لكنه يحضر متأخراً وأكثر وقته على الجوال والقهاوي ولا يهتم كثيراً بتفاصيل عمله ويذهب قبل إنتهاء الدوام فأيهما أفضل عند الرئيس وأولى بالإكرام عند تقاعدهما العريف أوالرائد .
عطاء الله أعظم فالناس يختلفون بالإخلاص في العمل وفي اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم
فأدّ ما عليك في لحظتك التي تعيشها دون شعور بأنك تستحق أكثر وأنك لم تأخذ من ربك ما يناسبك كما تتوهم أو أعطى غيرك الذي تستحقه أنت ، عليك بإدارة ما تحملته من ابتلاء واحمد الله على كل حال .
جزى الله ذلك الشخص خيراً
كانت جلسة طيبة حتى جاء المفطح والحمد لله .