كانت ليلة ليلاء هاجم صديقي المسكين الم فظيع في احد اضراسه وكان يقوم ويجلس وينبطح ويتكور وفي لحظات اشتداد الالم يتحول الى مخلوق مفترس للبطانيات والوسائد التي عانت الامرين من العض وبعد منتصف الليل شعرت بالنعاس ورميت بجسدي المنهك على السرير ولكن لم استطع النوم بسبب اصوات دبيب اقدامه وهي تجوب الصالة جيئة" وذهابا" في حركة روتينية قاتلة وفي تقديري انه بحلول الساعة الرابعة فجرا" كان قد قطع ما يقارب 14 كيلومتر داخل الشقة واحرق 255000 سعرة حرارية واستهلك ثلاثة ارباع "الشحاطة"كما قام بتجربة جميع العلاجات الشعبية من ملح وحبيبات الشاي وماء ساخن وبارد وربط رأسه بمنشفة وردية ثم اخرى زرقاء بالطول والعرض وكنت قد نصحته بتجربة زيت فرامل السيارات كما سمعت من الناس سابقا" لكنه خشي ان يتضرر لسانه وترفض شركة التأمين علاجه لسبب سوء الاستخدام وخرق شروط البوليصة وبما انه يحمل جينات عربية فقد رفض الذهاب الى الطبيب كما هي عادة غالبية المخلوقات في هذه البقعة من العالم الذين يكابرون حتى تقع الفاس في الرأس ولا يستطيع الطبيب ان يفيدهم بشيئ بسبب تأخر الحالة فيخرجوا من عنده غاضبين شامتين نادمين على اللجوء له طلبا" للعلاج ، في الصباح كانت الاغلفة الفارغة لحبوب المسكنات منتشرة في ارجاء المكان مثل ساحة معركة وكنت آمل ان يكون صديقي انتصر فيها ولكن على مايبدو انه خسرها فقد كان متورم العينين والهالات السوداء تتوزع على وجهه الشاحب ارتديت ملابسي وتوجهت الى عملي وبقيت طوال النهار في حالة انفصال عن الواقع ومشوش الذهن رجعت في المساء وكان لا يزال يتألم ولكنه قرر بشكل متهور الذهاب الى الطبيب ،في المستوصف كان الازدحام على اشده جلسنا في ردهة الانتظار حتى ينادى على اسم صاحبنا للدخول على العيادة اجلت بنظري في وجوه المراجعين كانت الملامح مشتركة بينهم عيون منتفخة وهالات وتضخم تحت الفك ونظرات خوف مما سيحدث لهم في غرفة التعذيب وكان بينهم شخص يظهر من حجم التورم انه لم يذق طعم النوم منذ ثلاثة ايام وفراستي تخبرني بأنه يفكر بالانتحار بوضع قنبلة تحت لسانه ولا مشكلة لديه ابدا" في الذهاب الى الجحيم في حال فشل الاطباء في تخليصه من آلامه ،بينما الوقت يمر ببطء عبرت فتاة طويلة تنتعل حذاء بكعب عالي يصدر صوتا" عاليا" عند ارتطامه بالبلاط ارض الصالة حينها التفتت الرؤوس كلها نحو مركز الارض الجديد الذي توقفت فيه صاحبة الكعب واختفى الانين بلحظة واحدة وحل السكون على المشهد المثير ضغطت الفتاة على زر استدعاء المصعد بأصبعها الطويل ولم تكد تسحبه حتى انفتح الباب وكأنه كان ينتظرها انشقت الحاشية البشرية المتكتلة داخل المصعد مفسحة مكانا" لدخول مليكة المصاعد ماري انطوانيت الميتسوبيشية وازعم بأنها لو ترددت فيمتو ثانية عن الدخول لخرج الجميع من المصعد لمراعاة النفاق الاجتماعي"Ladies First " ثم الدخول بعدها متقمصين ادوار الجنتلمان وانا واثق تماما" بأنها لو كانت بدينة وقبيحة لقالوا لها بوقاحة المصعد لا يحتمل المزيد استعملي المصعد الآخر و بعد لحظات اغلق الباب بسرعة وعادت الرؤوس الى مواقعها السابقة وارتفع صوت الانين مختلطا" مع التنهدات في فضاء المكان بعد قليل حان دور صديقي العضاءة للدخول الى العيادة لتلقي العلاج وبعد اقل من خمس دقائق خرج وفي يده وصفة طبية ذهبنا الى الصيدلية المجاورة لصرفها وكان الدواء عبارة عن مسكنات وسائل للغرغرة مثل الموجود لدينا قلت له ماذا فعلوا لك في الداخل ؟ اجاب : الطبيبة قالت : افتح فمك - اغلق فمك عد بعد خمسة ايام للكشف مرة اخرى قلت له يا صاحبي بعد خمسة ايام يكون الارق قضى علينا ..لم يرد على استنكاري لذا باشرت في الاستعداد النفسي للجولة الثانية من سباق الف فرسخ داخل الشقة ...