بحث مختصر حول كلمة الإخلاص عند الموت

قبل 7 سنوات

عكاظ العدد (3532) تاريخ 14/3/1432

يحاول أهل المحتضر قبيل موته تلقينه الشهادتين، استجابة للحديث النبوي (من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة)، في أن يحصل متوفاهم على الأجر ودخول الجنة.
ومع ذلك فإن بعض أهل العلم في تفسيرهم للحديث يوضحون أن آخر الكلام الشهادتان لا يعني أن لا يتكلم بعدها المحتضر بأمر آخر، وعلماء آخرون يرون أن الحديث واضح حيث إن المحتضر لا ينطق بأي كلام آخر بعد نطقه الشهادتين.
هذا الاختلاف في آراء العلماء وضع عدة استفهامات نطرحها في هذا التحقيق الصحافي، وهي:
هل يتحقق الحديث فيمن تلفظ بالشهادة ثم مات مباشرة أم لمن نطق بها في لحظاته الأخيرة وإن لم يختتم بها؟.
ألا يمكن أن يصعب على الميت النطق بها رغم صلاحه وذلك لشدة النزع واشتداد المرض؟
وهل كل من اختتم بها حياته حكم عليه بالخير.. أوليس فرعون نطق في آخر في حياته بالإيمان (آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين) ؟.
وهل يشترط موت الإنسان على الصلاح دون أن ينطق بالشهادة وإن كان في وضع يمكنه النطق؟
وهل يشفع هذا الحديث للمسلم في دخول الجنة أم أن المسألة ليست في نطق الشهادة؟.



وتحدث البعض أن فرعون يدخل الجنة لأنه قال: (آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين)، فكيف بالمسلم الذي ينطق الشهادتين عند الاحتضار.
يوضح ذلك عضو هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للإفتاء الشيخ صالح بن فوزان الفوزان بقوله: نفى الله قبول التوبة عمن هو في مثل حال فرعون وذلك لأنه قال بالإيمان عندما أدركه الغرق وحضره الموت قائلا: ليس له توبة كما في الآية (وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن)، وكما قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر) أي تبلغ روحه الغرغرة، ففرعون قال ما قاله عندما بلغت روحه الغرغرة بإدراك الغرق ورأى أنه ميت لا محالة.
وبين الفوزان أن الله قال في حقه آيات عدة منها (آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين) وقال عنه أيضا أنه (يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المورود).
وقال عنه (وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون * وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين).
وأكد أن كل الآيات التي جاءت في قصته تؤكد استمراره على الكفر والاستكبار حتى مات كما قال الله في حقه (فأخذه الله نكال الآخرة والأولى) أي نكال الدار الآخرة والدنيا.
وأشار إلى أنه لم ينكر أحد موت فرعون على الكفر إلا أهل وحدة الوجود من جماعة ابن عربي وأمثالهم.
لا يتحقق الفضل
أما عضو هيئة التدريس في جامعة القصيم الدكتور خالد المصلح فقال: ما يظهر لي أن من نطقها ثم تكلم بعدها ومات فهو على خير ولكن لا يتحقق فيه فضل الحديث السابق لأنه خاص بمن نطق بالشهادة ومات مباشرة.
وأشار إلى وجود حديث عن النبي جاء فيه أن الميت المتلفظ بعد الشهادة بغيرها يعاد عليه التلقين.
وأبان أن الشهادة لا تنفع الإنسان إن اقتصر عليها عند بلوغ الروح الحلقوم فالله لا يقبل بعد فوات زمن المهلة، وهذا ما حدث لفرعون عندما قال قبل وفاته (آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين) فقال له الله (آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون). منبها أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقل إن الإنسان إذا لم ينطق بلا إله إلا الله عند الوفاة لن يدخل الجنة.
لا تشترط
ويؤكد القاضي وعضو مجلس الشورى الدكتور سليمان الماجد أن نطق الميت بالشهادة أثناء احتضاره وإن لم يختتم بها داخل في حديث النبي صلى الله عليه وسلم (من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة)، قائلا: ما يقال بعد الشهادة لا يؤثر فليست الأقوال ناسخة.
وشبه ذلك بدعوة الصائم المستجابة عند إفطاره فلو دعا قبل المغرب بخمس دقائق أو قدم في الوقت لاعتبرت له دعوة ولا يؤثر ما حصل من بعدها من كلام.
وحذر من الحكم على من لم يتلفظ بها عند موته بسوء خاتمته أو أنه سيدخل النار قائلا: الشهادة كالضمان من قالها دخل الجنة ومن لم يقلها فليست ميتة سيئة.
وذكر أن البعض لا يقولها عند موته لأسباب كإصابته بحادث أو يكون في غيبوبة أو ربما ذهبت الذاكرة عنه رغم أنه من الصالحين.
ونوه إلى أنه لا يصح أمر المريض الذي أوشك على الموت فنقول له: (قل أشهد ألا إله إلا الله) وإنما قال العلماء في التلقين ينبغي أن نذكر الله عند الميت دون أن نشعره بالوفاة وبالتالي هو سيسمع وسيردد.
وبين أن المريض إن لم يردد الشهادة فليس عليه شيء وذلك أن شدة المرض أو الألم تنسيه أحيانا.
وأردف الماجد: كما أنه لا يحكم على من لم ينطق بها بأنه من أهل النار لا يحكم أيضا على من نطقها بأنه من أهل الجنة فالإنسان إن فعل ما يناقض شهادته فيمكن أن يدخل النار وإن كان من الناطقين.
وذكر بأن البعض يحتج بأن الميت طالما لديه القدرة على نطقها ولم يفعل فهو سيء، مشيرا إلى أن هذا الحكم خاطئ معتبرا نطق الشهادة كالنوافل من تركها وهو قادر على أدائها فقد فرط في خير عظيم.
وبين أن ذكر الله والتعلق به علامة على الموت الصالح وأن نطق الشهادتين ليس شرطا لصلاح الإنسان فالحرص على العبادات والطاعات يدل أحيانا على حسن الحال.
يظهر الصلاح
مغسل الأموات عباس بتاوي قال: لا يمكن لكل شخص أن ينطق بهذه الكلمة نظرا لصعوبة وشدة الاحتضار لكني وجدت بعض العلامات على مجموعة أموات كالإشارة بالأصبع السبابة لقصد النطق بها.
وبين أن من قالها فهو توفيق من الله سبحانه وتعالى لقوله تعالى (يثبت الله الذين آمنوا في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء)..
وذكر أن كل من رآه مشيرا بأصبعه وجد علامات على وجهه كنور وبياض أو غيره.. هذا دلالة الموت الصالح.
وأكد إمكانية تعديل هيئة الميت كوضع يده أو رأسه وقدمه لكن الأصبع الناطق بالشهادة لا يمكن تعديله لصعوبة ذلك.

-----------
المختصر :
- قول لا إله إلا الله بشارة خير للمؤمن بأنه من أهل الجنة .
- قد لا يقول المؤمن من أهل الجنة هذه العبارة لأمر مفزع أو ألم أو نوم أو غيرها .
- قد يقول هذه العبارة الفاجر أو الكافر الذي أشبه فرعون في إضلال الناس والإعتداء عليهم وهذا من كيد الشيطان وتلبيسه على المسلمين .
- طائفة الصوفية -الغلاة منهم - زكوا فرعون وأنه من أهل الجنة لسبب أنه قالها .

والله أعلم
وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين ,,

بحث مختصر حول كلمة الإخلاص عند الموت
عندك أي منتج؟
الكل: 11

لا إله إلا الله

محمد رسول الله

عضو قديم رقم 275662
قبل 13 سنة وشهر
2

جزاك الله خير علا التوضيح وجعلها الله في ميزان حسناتك

وإياك يا أخي الجبير1

جزاك الله خير

عضو قديم رقم 208469
قبل 11 سنة وشهر
5

جزاك الله بالجنة ،، ولا حرمك الأجر

4. بقلم: Investt
5. بقلم: nawaaf1

وجزاكما الله خيرا , شرفتما

عضو قديم رقم 303970
قبل 11 سنة وشهر
7

الله هو اللي يثبتك على هذه الكلمه او يحيل بينك وبينها

والعمل الصالح بعد توفيق الله ورحمته هو اللي يوفقك لمثل هذه الكلمه

نسال الله لنا ولكم الثبات وحسن الخاتمه

7. بقلم: albrstej
آمين وجزاك الله خيرا

لا إله إلا الله

عضو قديم رقم 358527
قبل 10 سنوات وشهر
10

جزاك الله خيرا

9. بقلم: Investt
10. بقلم: ابومحمد201133
وجزاكم الله خيرا

أضف رداً جديداً..