الفرق بين اطفالنا واطفال الزمن الماضي

في الزمان الماضي كان وجود الاطفال في المنزل مكسب كبير لدى الوالدين واقصد بالزمن القديم
قبل اربعون سنة او اكثرعندما كان دخل الاسرة معتمد على مايتم انتاجة يوميا
كان الطفل ذراعا لوالده ان كان ولد وكذلك البنت لامها ...كان الوالدان يعلمون الاطفال
منذ نعومة اظافرهم الاعمال اليومية سواء كانت في المزرعة او في التجارة او الرعي
ثم مايلبثون ان يرمون بتلك المسؤلية الثقيلة على عاتقهم فيكبر الطفل
ويتترعرع في بيئة وفي جيل مسئول ،لا مجال للتكاسل او الاعتذار فالمهام والواجبات كثيرة
ولقمة العيش مرتبطة بساعات العمل والكفاح ،والامر لايختلف كثيرا لدى البنات وان اختلفت
طبيعة العمل فالام لديها اشغال المنزل كالطبخ والغسيل ورعاية الاطفال ومساعدة الزوج في المزرعة
و... و ... الكثير من الاشغال اللتي لاتؤجل فضرورة الاعتماد على ابنتها وان كانت صغيرة
حتمية وتحميلها المسولية منذ صغرها ومعاقبتها في حال تقصيرها امر لا مفر منه وما ان تبلغ
البنت سن التاسعة او العاشرة الا وقد مرت بدروس مكثفة في جميع الاعمال المنزلية .
اما جيل اليوم فاقول وبالفم الممتلئ اصبحوا عبئ ثقيل على الوالدين سواء كانوا اولاد ام بنات
فمنذ الولادة و طلباتهم لاتنقطع و تثقل كاهل الوالدين وعند دخولهم المدارس تزيد تكاليفهم
و تزيد المسؤلية كلما كبروا فلابد لك من متابعته واجباتهم
اليومية وترتيب وقتهم بالبيت ومتابعة ما يشاهدون بالتلفزيون ، وفي الاخير قد تفاجئ برسوب

او تقارير لاتسرك عن طفلك بالمدرسة ، اما اوقات الاجازات فهي فوضى وسهر يترقب
الوالدان رجوع المدارس لاشغال وامتصاص الطاقات الهائلة لدى ابنائهم .
يزيد القلق وتزداد المسؤلية كلما كبروا بالسن فاصحاب السوء ووسائل وطرق الفساد تعددت ،
وكثير من المراهقين والمراهقات يرهقون والديهم بسوء تصرفهم وسوء صنيعهم .
تستمر معاناة الوالدين مع ابنائهم ليس فقط في متابعتهم بالجامعة بل حتى بعد التخرج
في توقير مصاريفهم وتوفير الحد الادنى من المعيشة لهم حتى يجدوا الوظيفة المناسبة .
واخيرا اعتذر ان كنت اجحفت في جيل هذا الزمن فالمدرسة هي المنهل اللذي ننهل منه
ونتعلم امور ديننا ودنيانا ولكني نظرت من زاوية الوالدان وما يتحملونه من اجلنا دون
ان نقدم لهم شي يذكر (رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ) صدق الله العظيم .