تغيير زيت السياره بين الحقيقه والهوس !

على رغم نشر العديد من التقارير الإخبارية التي تؤكد عدم الحاجة إلى تغيير زيوت السيارات كلما قطعت مسافة ثلاثة آلاف كيلومترات ، وتداول تلك الأخبار ما بين مستخدمي البريد الإلكتروني ورواد المنتديات الخاصة بالسيارات ، إلا أن ذلك لم ينجح في القضاء على هوس الكثيرين بتغيير زيوت سيارتهم بعد كل ثلاثة آلاف كيلومتر تقطعها السيارة .
تلقينا من قراء "تأكد" رسائل إلكترونية يؤكد بعضها عدم الحاجة إلى تغيير زيوت السيارات بالمعدل الذي يعتقده الكثير ، وفي المقابل وردت رسائل أخرى تحذر من عواقب التأخر في تغيير زيوت السيارة ، وتجاوباً مع ذلك قمنا بالبحث حول مدى صحة وجوب الالتزام بتغيير زيوت السيارات بعد قطعها مسافة ثلاثة آلاف كيلومتر.
نستعرض في البداية تقرير أوردته قناة "msnbc" الأميركية قبل نحو خمسة أعوام ، أجاب خلاله الخبير في شؤون المستهلك هيرب ويسبوم عن عن هذه التساؤل إذ أشار أن مسألة تغيير الزيت بعد قطع مسافة ثلاثة آلاف ميل أمر ورثه الأبناء من آبائهم ، وبرغم عدم ميله إلى التصديق بضرورة تغيير زيت السيارة بعد كل 3 آلاف ميل ، إلا أنه اعتبر أن الحل الأفضل يبقى هو الرجوع إلى دليل السيارة ، والتأكد من المسافة التي ينصح بها المصنع لتغيير زيت السيارة ، مؤكداً أن الجميع سيكتشف وقتها أن المسافة التي تنصح بها الشركة المصنعة للسيارة أطول بكثير من السائد لدى معظم السائقين ، واستشهد الخبير الأميركي - الحائز على جوائز عالمية في صحافة المستهلكين - بسيارته الشخصية التي وجد بعد فحصه لدليل المستخدم أن الشركة المصنعة لسيارته من نوع Acura تنصح بتغيير الزيت كل 7500 ميل ، أي أكثر من 12 ألف كيلومتر، أو كل 12 شهراً في حال لم يقطع تلك المسافة خلال سنة كاملة .
وبدورهما أكدا توم وروي الخبيران في شؤون السيارات - مقدما برنامج حديث السيارات على الإذاعة الوطنية الأميركية - أن المسافة الأنسب لتغيير زيت السيارة قد تختلف من سيارة إلى أخرى بحسب عمرها وجودتها ، إلا أنها اعتبر أن مسافة 5000 ميل - أو 8 آلاف كيلومتر - مناسبة لجميع السيارات بما في ذلك السيارات القديمة ، وذلك بشرط تغيير مصفي " فلتر" الزيت عند كل عملية تغيير زيت ، وذلك لضمان عدم اختلاط الرواسب العالقة في الفلتر القديم بالزيت الحديث .
وكانت صحيفة النيويورك تايمز قد نشرت العام الماضي تقريراً اعتبرت فيه ضرورة تغيير زيت السيارة كل 3000 ميل مجرد رواسب تاريخية ، وتضمن التقرير شهادة الخبير روبرت سادرلاند ، وهذا الشاهد ينطبق عليه القول "وشهد شاهد من أهلها" ، فبالإضافة إلى كونه عالماً وخبيراً في مجال الزيوت ، فقد كان يعمل أيضاً لدى شركة " شل للحلول العالمية " ، وذكر سادرلاند أن تغيير الزيت بعد كل خمسة آلاف ميل أي نحو 8 آلاف كيلومتر بالنسبة للسيارات التي تقطع مسافات قصيرة وتقاد في طرق وعرة والترابية وفي درجة حرارة تعرف الرطوبة أو في الأجواء الباردة أمراً مناسباً ، بينما اعتبر 7500 ميل مسافة مناسبة للسيارات التي تقطع مسافات طويلة على الطرق السريعة.
من جهته قال المتحدث باسم شركة "هوندا" لنفس الصحيفة، أن شركته قررت في الأعوام الخمسة الماضية، وبعد مراقبة وتحليل دقيق، تغيير التوصية التي تضعها في دليل المالك الخاص بسيارات هوندا، حول المسافة التي تنصح الشركة بضرورة تغيير زيت المحرك بعد قطعها ، إذ تم تحديد مسافة 10 آلاف ميل أي 16 آلاف كيلومتر بالنسبة للسيارات التي تتم قيادتها في ظروف عادية ، و5 آلاف ميل أو 8 آلاف كيلومتر بالنسبة للسيارات التي يتم قيادتها في ظروف وعرة وأجواء مناخية قاسية.
وأخيراً ، سبق لهيئة المواصفات والمقاييس السعودية أن حذرت من الانجراف الخاطئ للسائقين وراء المعلومات المغلوطة المتعلقة بضرورة تغيير زيوت سياراتهم بعد إتمام مسافات تتراوح ما بين 2000 و4000 كيلومتر، مؤكدة أن الكثير من قائدي المركبات يجهلون بأن المركبات على اختلاف أنواعها يمكنها قطع مسافة تتعدى الخمسة عشر ألف كلم دون حدوث أي أضرار يذكر