جميع الحقوق محفوظة ©
حياكم الله زوار موقع مستعمل وجديد
احتفى محرك البحث جوجل بذكرى الاكتشاف الأثري الهام لـ تماثيل عين غزال في الأردن المكتشفة عام 1983، والتي يرجع تاريخها إلى قرابة 8 آلاف عام، فإنها من أقدم النماذج التي صورت شكل الإنسان وساهمت في فهم تاريخ البشرية وتطورها، وبمناسبة هذه الذكرى الهامة في تاريخ البشرية سنُحدثكم بالتفصيل عن تماثيل عين غزال.
يبلغ عدد تماثيل عين غزال بلغ نحو 32 تمثالا، كان لها الفضل في لفت الانتباه والاهتمام إلى موقع عين غزال في الأردن، فقد تم العثور بجوار هذه التماثيل على 3 أقنعة جصية تمثل وجوه بشرية معاصرة للتماثيل البشرية في عصرها.
بحسب الدراسات التي أجريت فإن العصر الحجري الحديث ما قبل الفخاري (PPNB) هو العصر الذي ازدهرت فيه منطقة عين غزال، والذي يمتد من حوالي 8500 إلى 5500 قبل الميلاد وخلال هذه الفترة تطورت الزراعة والرعي بشكل كبير؛ مما أدى إلى زيادة عدد السكان واستيطانهم في المواقع الزراعية.
وساهمت عدة عوامل في ازدهار منطقة عين غزال، من بينها توفر المياه لأنها تقع على ضفاف نهر الزرقاء، مما يوفر مصدرًا دائمً للمياه وسببًا رئيسًا في خصوبة التربة، مما يوفر الظروف المثالية للزراعة واستيطان الإنسان لهذه المنطقة التي خرجت منها هذه الأعمال الفنية فيما بعد ووصلت إلينا بعد آلاف السنين.
اشتق موقع "عين غزال" اسمه من نبع ماء كان يسقي سكان عمان لفترة من الزمن، وهو موقع يتمركز على ضفتي نهر الزرقاء (شرقاً وغرباً)، يبدو أن المنطقة كانت مليئة بالغزلان ففي إحدى الغرف المكتشفة في عين غزال، عثر المنقبون على ثلاثة عشر قرناً من قرون الغزلان.
يقع موقع عين غزال شمال شرق الأردن، على بعد حوالي 10 كيلومترات من مدينة عمان وهو موقع أثري يعود تاريخه إلى العصر الحجري الحديث ما قبل الفخاري، يمثل الموقع أقدم قرية زراعية في الأردن، وقبل 40 عامًا تم اكتشاف تماثيل عين غزال الأولى في الموقع داخل مخابئ تحت الأرض، مما جعل علماء الآثار يعتقدون أنها كانت تماثيل تستخدم في طقوس دينية أو روحية.
ويعتبر موقع عين غزال من أهم المواقع الأثرية في العالم، حيث يوفر معلومات قيمة عن الزراعة والرعي والحياة الاجتماعية والثقافية في العصر الحجري الحديث ما قبل الفخاري.
يعود تاريخ نحت تماثيل عين غزال في الأردن إلى الفترة ما بين 7250 وعام 6500 قبل الميلاد، وهي تماثيل منحوتة من الطين وتعبر عن أشكال بشرية مجردة، أما التماثيل البشرية المصنوعة من الجبس فهي أشهر الاكتشافات الأثرية في موقع عين غزال وهي من أقدم التماثيل المعروفة في العالم، ويعود تاريخها إلى حوالي 7000 قبل الميلاد.
تم اكتشاف تماثيل عين غزال الأولى في موقع عين غزال الأثري شمال شرق عمان في 30 سبتمبر 1983، ومع استمرار الأبحاث تم اكتشاف مجموعة أخرى من التماثيل في عام 1985، وتتميز تماثيل عين غزال بحجمها الكبير الذي يصل إلى ارتفاع 1.5 متر وتعبيراتها الدقيقة للغاية.
وبحسب المتحف الوطني الأردني، فإن تماثيل عين غزال تعتبر أقدم التماثيل الجصية في التاريخ، ويبلغ عددها حوالي 36 تمثالًا، وقد وصفها محرك البحث جوجل بأنها من أقدم النماذج التي صورت شكل الإنسان ولها أهمية كبيرة في فهم تاريخ الإنسان وتطوره.
إن الملامح البشرية المعقدة التي تأتي بها تماثيل عين غزال للرجال والنساء هي ما جعلتها تتميز عن غيرها من التماثيل، على سبيل المثال نجد أن هذه التماثيل مميزة بالعيون اللوزية والأنوف البارزة والأرجل وأصابع القدمين والأظافر الواقعية المنحوتة بدقة.
ولحقت بعض الأضرار بـ تماثيل عين غزال نتيجة انهيار الفضاء الداخلي بها المصنوع من المواد النباتية العضوية، وذلك كان بسبب تأثير الضغط عليها أثناء وجودها تحت الأرض؛ مما تسبب في ملء الطين لجميع حواف التماثيل.
وقد أكسبت هذه التصدعات سمات مختلفة ميّزت تماثيل عين غزال، فقد أصبحت تمتلك شكلاً خاصاً يتمثل في تصدّعاتها المتشققة الملساء، وقد اكتسبت شهرة عالمية في مختلف دول العالم ويمكن رؤيتها في صالات المتحف الأردني ومتحف الآثار الأردنية والمتحف البريطاني أيضًا.
شاهد أيضًا: شخصيات سنافر الكرتونية.. قصتهم الحقيقية وصفاتهم المرعبة
