جميع الحقوق محفوظة ©
حياكم الله زوار موقع مستعمل وجديد
لا يُعرف على وجه التحديد كيف بدأت الحجامة لأول مرة ولكن يقال أن الحجامة قديمة قدم الإنسان نفسه، ومن التاريخ المسجل الذي وصل إلينا يمكن القول أن تاريخ الحجامة يمتد لأكثر من خمسة آلاف سنة وقد مارسها الشرق والغرب وكانت من أهم الطرق العلاجية لكثير من حضارات العالم، وفي السطور التالية سنوافيكم بكافة المعلومات حول تاريخ حجامة في مختلف حضارات العالم.
يقال أن أول من استخدم الحجامة في العلاج هم قدماء المصريين وظهر ذلك بوضوح في رسومات مقبرة توت عنخ آمون وكذلك النقوش الموجودة في معبد كوم أمبو الذي كان يمثل أكبر مستشفى في ذلك العصر، كما تم العثور على أكواب معدنية وأخرى مصنوعة من أشجار البامبو وقرون الحيوانات، التي تم في نهايتها المدببة حفر حفرة لشفط الدم عن طريق الفم.
سجل المصريون أول استخدام للأكواب الزجاجية التي كان يتم تفريغ الهواء منها عن طريق حرق قطعة من القطن داخلها، ويعتقد أن الحجامة انتقلت من قدماء المصريين إلى كافة حضارات العالم.
تم اكتشاف كتاب طبي في عام 1973 مصنوع من الحرير في مقبرة عائلة هان الملكية، وذكر أن الحجامة كانت توصف لمرض السل الرئوي، كما ورد في كتاب (الإمبراطور الأصفر للأمراض الباطنية) الذي عمره 4 آلاف سنة وصف لعملية الحجامة وتفاصيل لتصريف الدمامل والتقرحات الجلدية وتخفيفها، وكانت تسمى (طريقة القرن) نسبة إلى قرن الحيوان.
تطورت الحجامة واتسعت على يد الطبيب (رو هو فانغ) الذي ألف كتاب (أنواع الكؤوس العلاجية)، ووسع في هذا الكتاب وأضاف إليه الطبيب (جاو سيمين) في عهد أسرة تشينغ الحاكمة، حيث قدم وصفًا تفصيليًا لطرق الحجامة ومواقعها المتعلقة بآلام المفاصل والأمراض الناتجة عن البرد، وهو أول من استخدم الزجاج (أكواب النار) كما كان الحال عند الفراعنة.
عُرف تاريخ حجامة في شبه القارة الهندية منذ زمن طويل، وتم تفصيل أدوات الحجامة وطرقها المختلفة في كتاب (الأيوربادا) الذي كتبه باللغة السنسكريتية القديمة، ويعتبر هذا المرجع من أقدم الكتب في تاريخ الطب الهندي، ويعتبر الطبيب (ساشرتا) من أعظم علماء الهند (100 قبل الميلاد) وهو الذي تنسب إليه أولى عمليات التجميل.
كان الاعتقاد السائد بين اليونانيين أن المرض يحدث نتيجة دخول الأرواح الشريرة إلى الجسم، ولذلك يجب إخراج هذه الأرواح وطردها إما عن طريق عمل ثقب في الجمجمة أو عن طريق عملية الحجامة، ولكن الحجامة تطورت فيما بعد.
وقد برع الطبيب الشهير (جالينوس) في هذا الفن العلاجي، إلا أن أبقراط فصّل نظرية التوازن بين سوائل الجسم، وهي الدم والبلغم (البصاق) والصفراء، أما أبقراط فقد فضل وبرع في سفك الدماء أكثر من الحجامة، وقد سار على خطاه الطبيب الشهير جالينوس.
اهتم الرومان بالحجامة، وكان هناك 900 حمام عام في جميع أنحاء الإمبراطورية، يتخلص فيها المستحم من الفضلات السامة والدم الزائد في جسمه بعد عملية الاستحمام، وكانت هذه الحمامات توفر مطهرات قوية قبل الحجامة وبعدها، وقد برع الجراح البيزنطي (أنيليوس) في إجراء التشطيب على المناطق الخلفية والأمامية والصدغية لعلاج الحمى.
تراجعت الحجامة بسبب تراجع دور الحمامات التي كانت منتشرة في العصر الروماني، وارتبطت الحجامة بالشعوذة فنفر منها الرهبان، وفي عصر النهضة ارتبطت الحجامة بعلم التنجيم والذي بدوره ربط كل عضو بشري بموقع النجم، وعليه أصبح المرض مرتبطاً بمواقع الأبراج، فكان يتم علاج المريض وفق جداول زمنية محددة بغض النظر عن مرضه، ولهذا رفضها الأطباء فيما بعد ووصفوها بأنها إهدار جنوني للدم.
هناك بعض الاكتشافات الحديثة التي تؤكد استخدام الحجامة عند الهنود الأمريكيين الأوائل، بل وإتقانهم لها، كما في حضارة الإنكا القديمة.
إن تاريخ حجامة العرب تعود إلى قبل الإسلام، إذ يٌقال أنهم عرفوها نتيجة تأثرهم بالمجتمعات المجاورة لهم، وكانوا يستخدمون نوع من الحجامة معروفة باسم "حجامة دودة العلق الماصة للدم"، وهي عبارة عن دودة حمراء تتكون من الماء الذي يلتصق بالجسم لامتصاص الدم المحتقن في مناطق الأورام مثل الحلقن فيجمعون تلك الديدان ويحبسونها يومًا أو يومين دون طعام، ويستخرجون كل شيء من أجسادهم ليجعلوها قاسية وجائعة، ثم يعلقونها على مواقع الورم، حتى يتمكنوا من مصها بقوة.
شاهد أيضًا: مركز حجامة للسيدات: 7 مراكز متميزة في مدينة الرياض
