الاحتراق الوظيفي ماذا يعني؟ وكيف يحدث؟ وما طرق العلاج؟

قبل 8 أشهر

حياكم الله زوار موقع مستعمل وجديد، الاحتراق الوظيفي ظاهرة معروفة رغم أن ثقافة العمل العربية غالباً ما تتجاهلها فهل سمعتهم عنها؟ هل تعرفون ماذا يعني هذا المصطلح أم لا؟ إذا لم يكن لديك أي إجابات على هذه الأسئلة عليك قراء هذا المقال لكي تختبر نفسك وترى إذا ما كنت تُعاني من الاحتراق الوظيفي أم لا.

ما هو الاحتراق الوظيفي؟

الاحتراق الوظيفي ماذا يعني؟ وكيف يحدث؟ وما طرق العلاج؟ امراة تجلس امام جهاز الكمبيوتر وتضع يدها على عينها
امراة تجلس امام جهاز الكمبيوتر وتضع يدها على عينها

الاحتراق الوظيفي هو نوع من الإرهاق والتوتر المرتبط بالعمل، وتفصيلًا فهو حالة من الإرهاق الجسدي أو النفسي الذي يتضمن الشعور بانخفاض الإنتاجية وفقدان الهوية الشخصية، و يشار إلى أن الاحتراق الوظيفي لا يمكن تشخيصه بالفحص الطبي، بينما يرى آخرون أن الحالات الطبية الأخرى مثل الاكتئاب، هي المسؤولة عن هذه الحالة.

تاريخ اكتشاف الاحتراق الوظيفي 

رجل في مكان عمله يعاني من الصداع

الطبيب "هربرت فرودنبرجر" معالج النفسي وأول من أجرى أبحاثا عن هذا الأمر في عام 1974 عرّف، عرّف الاحتراق الوظيفي بأنه انقراض أو تقلّص الدافع أو الحافز الذي يُحركنا في الحياة أو ما يدفعنا للاستمرار في العمل وتحقيق التطور المهني، ويحدث ذلك بشكل خاص عندما تفشل جهود الشخص في تحقيق النتائج المرجوة. 

والاحتراق الوظيفي يتميز بثلاثة معالم رئيسية: 

  • تقلص وجود الحافز مع شعور بالإرهاق والإنهاك.
  • قلة المتعة في عملك.
  • عدم الإيمان بقدرتك على إنجاز المهام. 

ملاحظة: هذه الأبعاد الثلاثة قد تكون مترتبة على بعضها البعض، فعندما تبدأ في الشعور بغياب الحافز ستفقد القدرة على إيجاد المتعة في عملك ورُبما تكره وظيفتك، وحينها ستبدأ في الشعور بأن قدراتك على العمل وإنجاز المهام أصبحت أقل.

تجدر الإشارة إلى أن منظمة الصحة العالمية قد أدرجت  تعريفها لـ "الاحتراق الوظيفي" في الإصدار الحادي عشر من التصنيف الدولي للأمراض، حيث تم تعريفه بأنه "ظاهرة مهنية" تحدث عندما لا تتم إدارة الإجهاد المزمن في مكان العمل بنجاح.

كيف اصبح مصاب بالاحتراق الوظيفي؟

رجل يضع يده على راسه ويعاني من الاحتراق الوظيفي

في بحث دقيق، لخصت جامعة ولاية وينونا مراحل الإصابة الاحتراق الوظيفي فيما يلي:

  1. المرحلة الأولى (شهر العسل): خلال هذه المرحلة تكون سعيداً بالعمل الذي تقوم به، وتشعر بالرضا الوظيفي والإبداع والطاقة والحيوية، وربما لا تمانع من أجل عملك تخطي وجبة الغداء أو العمل لوقت متأخر؛ فقط لأنك متحمس وبداخلك رغبة قوية في إثبات ذاتك.
  2. المرحلة الثانية (فقدان العمل بريقه):  تُعرف هذه المرحلة بـ"التوازن" وهي على النقيض من التفاؤل الجامح والإيجابية المفرطة التي تميّز المرحلة الأولى، تكون قد أدركت بوضوح أن بعض الأيام أفضل من غيرها من حيث قدرتك على التعامل مع ضغوط العمل، وخلال هذه المرحلة قد تلاحظ أن الحفاظ على أدائك في العمل يتطلب منك بذل المزيد من الجهد.
  3. المرحلة الثالثة (نسيان الأشياء والتوتر): تجد نفسك  في هذه المرحلة غير قادر على النوم بسبب التوتر، وعندما يطلب منك شخص ما من حولك - سواء في المنزل أو في العمل - أن تفعل شيئًا ما، فإنك تشعر بالاستياء وربما قد تشعر بالتعب، وتعتمد على الكافيين والمنشطات لتمضي يومك، وقد تشعر أيضًا بالاكتئاب أو الشك في أن الأمور يمكن أن تتغير.
  4. المرحلة الرابعة: تبدأ في الشعور بالأعراض النفسية والعاطفية والجسدية لـ الاحتراق الوظيفي، وتبدأ في التغيب عن العمل أو المماطلة أو تفويت المواعيد النهائية بأي شكل من الأشكال.
  5. المرحلة الخامسة: يتمكن منك الاحتراق الوظيفي ويُحاصرك.

ما الفرق بين الاحتراق النفسي والاحتراق الوظيفي؟

يعكس الاحتراق النفسي حالة أشمل من الإرهاق العاطفي والجسدي وفقدان الشغف وانخفاض الروح المعنوية على مستويات متعددة، أما الاحتراق الوظيفي هو نوع خاص من التوتر المرتبط بالعمل، وهو حالة من الإرهاق الجسدي أو العاطفي الذي ينطوي أيضًا على الشعور بانخفاض الإنتاجية وفقدان الهوية الشخصية.

كيف اتخلص من الاحتراق الوظيفي؟

صورة تعبيرية لامراة تضع راسها على منضدة

يبدأ العلاج بشكل عام عندما تعترف أن لديك مشكلة، وفيما يخص الاحتراق الوظيفي يمكنك التحدث إلى رئيسك في العمل أو مسؤول الموارد البشرية حول ما تعاني منه، فكا ذكرنا في المقدمة أن الاحتراق الوظيفي ظاهرة معروفة رغم أن ثقافة العمل العربية غالباً ما تتجاهلها، ويمكنك تجربة بعض الحلول التالية:

طلب اجازة

تعتبر الإجازة الخيار الأول لمعالجة الاحتراق الوظيفي، فهي فرصة لإبعاد نفسك عن بيئة عملك لفترة من الوقت، لا يجب أن تكون إجازتك طويلة فقد ثبت بالفعل أن الأشخاص الذين يأخذون إجازات لديهم قدر أقل من التوتر وانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب ونظرة أفضل للحياة، ويكونون أكثر تحفيزًا لتحقيق الأهداف عند عودتهم إلى العمل.

الاِمتِنان

بمجرد أن تكون في إجازة، خذ بعض الوقت كل يوم للتفكير في الأسباب التي تجعلك ممتنًا لعملك، الفوائد العلمية للامتنان حقيقية، لذا حاول أن تجعل هذه الممارسة عادة حتى أثناء فترات الراحة، حيث أن محاولة تحويل تفكيرك عمدًا من الأفكار السلبية إلى أفكار أكثر إيجابية يمكن أن تساعد في تحسين نظرتك إلى عملك وحياتك.

تجنب مصاصي الطاقة

سيكون عليك أيضًا التقليل من التواصل مع الأشخاص السلبيين في بيئة العمل، حيث من الممكن أن ينقلوا طاقتهم إليك ويجعلوا حالتك المزاجية أسوأ.

التواصل الفعال

يجب عليك التأكد من التواصل مع الأشخاص المقربين منك والذين تثق بهم، إذ أن التحدث مع زوجتك أو عائلتك حول ما تشعر به في العمل يمكن أن يكون مفيدًا، ويمكنك أيضًا أن تتفاعل بشكل إيجابي مع زملاء العمل.

إن التفاعل مع الأشخاص الذين تقضي معهم يوم العمل يساعد في تخفيف العبء، حاول بدء محادثة في غرفة الاستراحة بدلاً من التحقق من هاتفك، ولا تتردد في تكوين صداقات جديدة، فالتعرف على أشخاص جدد يمكن أن يبعد تفكيرك عن العمل وسوف يوّسع دائرتك الاجتماعية.

خلق القيمة

يتعين عليك محاولة العثور على قيمة في عملك، ربما يكون لعملك دور ضروري ومحوري في مساعدة المجتمع أو ربما يتطلب مهارة نادرة لا يمتلكها الجميع؛ ما يزيد من ثقتك بنفسك.. فقط ركز على الجوانب الإيجابية في عملك وستجد القيمة.

لا تخف من قول "لا"

صحيح أن قول لا قد يكون أمرًا صعبًا، خاصة إذا كان ذلك طلبًا من رئيسك في العمل أو زميلك، ولكن رفض مهام معينة يمكن أن يساعدك على استعادة الشعور بالسيطرة، ومن ناحية أخرى فإن قول "نعم" ربما لا يكون شيئًا لطيفًا إذا لم تتمكن من القيام بالمهمة بأفضل ما تستطيع أو تعرض صحتك ورفاهيتك للخطر.

ممارسة الرياضة
رجل وامراة يمارسان رياضة المشي

التمارين الرياضية ليست مفيدة لصحتنا الجسدية فحسب، بل يمكن أن تمنحنا أيضًا دفعة عاطفية إيجابية، تذكر أنك لا تحتاج إلى قضاء ساعات في صالة الألعاب الرياضية لجني هذه الفوائد؛ إذ تعتبر التمارين القصيرة والمشي لمسافات قصيرة من الطرق الملائمة لجعل ممارسة الرياضة عادة يومية.

تناول الطعام الصحي
امراة تاكل طعام صحي

إن تناول نظام غذائي صحي مليء بـ أوميجا 3 الدهنية يمكن أن يكون علاجًا طبيعيًا للاكتئاب والتوتر، وقد تساعد إضافة الأطعمة الدهنية، مثل زيت بذور الكتان والمكسرات والأسماك، في تعزيز مزاجك وتحسينه.

شاهد أيضًا: العمل الحر: الايجابيات والسلبيات ونصائح لكي تطور عملك

[1][2][3]

المصادر:

  1. الجزيرة 

  2. حاكيني 

  3. مايو كلينيك

إعلانات ذات صلة

عندك كماليات ومنوعات؟
عفواً.. لايوجد ردود.
أضف رداً جديداً..