شهد قطاع الإيواء من فنادق ووحدات سكنية في مختلف مناطق المملكة حركة إشغال جيدة خلال إجازة عيد الأضحى المبارك في مختلف مناطق المملكة، ورغم وجود زيادة في العرض، خاصة من الوحدات السكنية المفروشة فإن نسب الإشغال كانت مرتفعة في المنطقة الغربية، خاصة مدن مكة المكرمة وجدة والطائف، وهو ارتفاع سنوي طبيعي في موسم الحج، في ظل قدوم نسبة من ضيوف الرحمن من خارج المملكة في وقت مبكر، وكذلك عودة البعض منهم متأخرين في فتر تمتد إلى ستة أسابيع بعد انتهاء موسم الحج، وترتفع نسبة الإشغال بالمدينة المنورة للسبب نفسه، لقدوم عدد كبير من الحجاج لها قبل أداء فريضة الحج بأكثر من شهر، أو زيارتها عقب الحج من تاريخ ثالث أيام عيد الأضحى المبارك، وتشهد المدينة في فترة أيام الحج الخمسة، قدوم نسبة كبيرة من أهالي المنطقة الغربية لزيارة المسجد النبوي الشريف، عقب مغادرة الحجاج لمكة المكرمة، وبالتالي يستفيدون من الأسعار المنخفضة في هذه الفترة لقطاع الإيواء بالمدينة المنورة.
كما أن نسبة كبيرة من موظفي الدولة والقطاع الخاص، العاملين في خدمة ضيوف الرحمن الذين يتجهون لمنطقة مكة المكرمة لأداء هذا الواجب يكون لهم دور في رفع نسبة الإشغال في فترتي موسم العمرة برمضان وفترة الحج التي تعقبها مباشرة، وعدد منهم يفضل خيار الوحدات المفروشة لكونها أوفر، والخيار الأفضل للأفراد الذين يشتركون في وحدات سكنية لفترات تتراوح من شهر إلى شهرين.
ويعد قطاع الإيواء السياحي في مختلف مناطق المملكة، إحدى أهم الركائز الرئيسة المؤثرة في نمو صناعة السياحة وتطورها، حيث رفعت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني مستوى مرافق هذا القطاع الحيوي المهم والكبير، فقد تضاعف عدد منشآت الإيواء السياحي المرخصة منذ بدء إشراف الهيئة على قطاع الإيواء من 1402 منشأة العام 2009 إلى 6527 منشأة في مطلع العام الماضي 2017 بنسبة نمو 300 %، وزيادة بعدد الشركات العالمية الدولية لتشغيل الفنادق من ثماني شركات العام 2002 إلى 25 شركة دولية العام الماضي، وبنسبة نمو وصلت كذلك إلى 300 %، وأسهمت هذه الأرقام في مواجهة الطلب المتزايد على هذا القطاع خاصة في فترات الإجازات الموسمية، مثل إجازة الصيف، والعيدين، وأيضاً في فترة أسبوع ما بين الفصلين الدراسيين.
التنقلات بين مناطق المملكة
وفي فترة الأعياد تزيد حركة التنقلات بين مختلف مناطق المملكة، وينتعش سوق الشقق المفروشة بالمدن الرئيسة على وجه الخصوص، خاصة من فئة الأسر، فغالبية الفنادق تعد أكثر تكلفة عليهم مقارنة بالشقق، وخصوصاً من متوسطي الدخل، فنسبة كبيرة من الأسر، تحتاج لفترة أطول من السكن عادة، ولذا يكون الخيار البحث عن شقق وليس الفنادق، مع الاهتمام بالوحدات التي توفر مستوى جيداً من النظافة العامة، وبسعر معقول مناسب لميزانيتها، وهذا أمر مهم في تشجيع السياحة داخل مدن المملكة، خصوصاً أن هيئة الترفيه وفرت وسائل ترفيه غيبت لعقود، حيث استرجعتها وحسنت من مستواها بمراحل، بحيث أغنت عن السفر لقاصديها إلى الدول المجاورة، إضافة للتنقل بين مدن المملكة ارتفع مع وجود خمس شركات طيران داخل المملكة، أسهمت بزيادة عدد المقاعد بأوقات ذروة الإجازات السنوية، ومنها إجازة العيدين.
وعلى مستوى منطقة الرياض، التي تضم ما يزيد على 22 ألف غرفة فندقية، فإن هناك إقبالاً جيداً على قطاع الإيواء، وخاصة العاصمة الرياض، فرغم أنها تشهد في الإجازة سفر الكثير من أهلها للسياحة في الداخل أو الخارج، إلا نسبة كبيرة من مناطق المملكة ومن دول الخليج يزورها للتسوق، أو كمحطة توقف للمتجهين لمنطقة مكة المكرمة في مرحلة الذهاب أو العودة، وتشير الأرقام لوجود زيادة متواصلة في منشآت الإيواء السياحي من فنادق وشقق فندقية ووحدات سكنية وغيرها، حيث رخص لعدد 1407 منشآت إيواء في العام، وقد شهدت الرياض خلال موسم الصيف الحالي نسب إشغال مرتفعة، سواء الفنادق أو الشقق الفندقية أو الوحدات السكنية المفروشة، وكذلك بعض مدن ومحافظات المنطقة، وأسهم في ذلك تنظيم 12 مهرجاناً وفعالية سياحية بموسم الصيف والإجازة المدرسية والأعياد في مختلف المدن والمحافظات.
ووفقاً للإحصائية الأخيرة من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني فإن عدد الوحدات السكنية المفروشة المرخصة بالمملكة، 5107 وحدات سكنية مرخصة بنهاية العام 2017، مسجلة قفزة كبيرة من 2784 وحدة في العام 2008 مع توقعات بأن يصل العدد إلى 6003 وحدات سكنية مرخصة بنهاية العام 2020، وهناك تزايد ملحوظ في حجم السعة الفندقية للشقق المفروشة في المملكة، حيث زاد عدد الشقق المفروشة من 51768 في العام 2005 إلى 94990 شقة في نهاية 2017، مع توقعات بتزايد العدد ليصل إلى 228.314 شقة في نهاية 2020.
....
http://www.alriyadh.com/1700620