حياكم الله في مستعمل وجديد، يتساءل الكثير من المسلمين حول متى يبدأ صيام الست من شوال 1445 – 2024، وفضل صيام الست من شوال، وفي هذا النقاش راح نجيب على كل التساؤلات بخصوص صيام الأيام الست من شهر شوال، مع اقتراب انتهاء شهر رمضان المبارك.
بخصوص متى يبدأ صيام الست من شوال 1445 – 2024، فإنه من المستحب صيام 6 أيام من شوال بعد أول أيام عيد الفطر، وثواب ذلك صيام عاما كاملا؛ وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: “صِيَامُ شَهْرِ رَمَضَانَ بِعَشَرَةِ أَشْهُرٍ، وَصِيَامُ سِتَّةِ أَيَّامٍ مِنْ شَوَّالٍ بِشَهْرَيْنِ؛ فَذَلِكَ صِيَامُ سَنَةٍ”.
وبحسب أهل العلم فإنه لا يشترط تتابع صيام الأيام الست من شوال، حيث يمكن توزيعها على الشهر كله في الإثنين والخميس أو غيرها وإن كانت القيام بها بعد عيد الفطر تعد أفضل.
اقرأ أيضا: موعد تحري رؤية هلال شهر شوال 2024
والرسول ﷺ لم يحدد هل يكون صيامها في أوله أو في آخره أو في وسطه، وهذا دليل على أن الأمر واسع، ولا يوجد حرج في صيامها في أول الشهر أو في وسطه أو آخره، ولا حرج أيضًا في صومها متتابعة أو متفرقة.
أما عن فضل صيام الست من شوال 2024، فقد ورد في السنة أن ذلك يعادل في الثواب صيام سنة كاملة؛ فروى الإمام مسلم في "صحيحه" عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْر”.
كما روى ابن ماجه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “مَنْ صَامَ سِتَّةَ أَيَّامٍ بَعْدَ الْفِطْرِ كَانَ تَمَامَ السَّنَةِ، مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا”، وقال الإمام القرافي في "الذخيرة" ومعنى قوله: "فَكَأنَّمَا صَامَ الدهر"، أن الحسنة بعشرة، فالشهر بعشرة أشهر، والستة بستين كمال السنة، فإذا تكرر ذلك في السنين فكأنما صام الدهر.
كما أن صيامها يعد جَبرا للنقص الذي قد يطرأ على الفريضة وإتمامه، وقد رُوي عن تميم الداريّ -رضي الله عنه-، أنّ النبي ﷺ قال: “أوَّلُ ما يحاسَبُ بهِ العبدُ يومَ القيامةِ صلاتُهُ فإن أكملَها كُتِبَت لَه نافلةً فإن لم يَكن أكمَلَها قالَ اللَّهُ سبحانَهُ لملائكتِهِ انظُروا هل تجِدونَ لعبدي مِن تطَوُّعٍ فأكمِلوا بِها ما ضَيَّعَ مِن فريضتِهِ ثمَّ تؤخَذُ الأعمالُ علَى حَسْبِ ذلِكَ”.
وقد أعد الله لأهل الصيام بابًا في الجنة لا يدخل منه سواهم، حيث ثبت في البخاري، ومسلم من حديث سهل بن سعد قال: قال رسول الله ﷺ “إِنَّ فِي الجَنَّة بَابًا يُقَالُ لَهُ: الرَّيَّانُ، يدْخُلُ مِنْهُ الصَّائمونَ يومَ القِيامةِ، لاَ يدخلُ مِنْه أَحدٌ غَيرهُم، يقالُ: أَينَ الصَّائمُونَ؟ فَيقومونَ لاَ يدخلُ مِنهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فإِذا دَخَلوا أُغلِقَ فَلَم يدخلْ مِنْهُ أَحَدٌ”.
نية صيام الست من شوال، يمكن إنشاؤها حتى دخول وقت الظهر من يومها ما لم يكن قد أتى بمفسدات للصوم، وهذا شأن صيام النافلة بشكل عام، بخلاف صيام الفريضة الذي يجب أن تكون نيته قبل الفجر.
قد يتساءل البعض عن ما حكم عدم صيام 6 من شوال؟ والجواب هو أن صيام الأيام الستة من شوال عبادة مستحبة غير واجبة، فلك أجر ما صمت منها ويرجى لك أجرها كاملة إذا كان المانع لك من إكمالها عذرًا شرعيًا.
يستفسر الكثيرون حول حكم الجمع بين نية صيام الست من شوال وأيام القضاء، وفي هذا السياق فإن حكم الصوم بنيتن في الست من شوال، أَنه يجوز للمسلم أن ينوي نية صوم النافلة مع نية الفرض، ويحصل المسلم بذلك على الأجرين.
وذكرت الإفتاء المصرية أن المرأة يجوز لها أن تقضي ما فاتها في شهر رمضان خلال شهر شوال، وتكتفي به عن صيام الست من شوال، وتحصل بذلك على ثوابها، إلا أن الأفضل أن تصوم القضاء أولًا، ثم الست البيض، إما الست من شوال أولًا، ثم القضاء؛ وذلك لأن حصول الثواب بالجمع يعني الحصول على أصل ثواب السنة بالإضافة إلى ثواب الفريضة.
ويخصوص حكم صيام الست من شوال قبل القضاء، فقد أوضحت دار الإفتاء المصرية إنه من استطاع قضاء ما عليه من شهر رمضان مما أفطر فيه قبل صيامها فهو أفضل؛ لحديث: “دَيْنُ اللهِ أَحَقُّ أَنْ يُقْضَى”، مبينة أنه يمكن الجمع بين نية القضاء ونية صيام الأيام الستة عند علماء الشافعية، ويمكنه أن يصوم الأيام الستة في شوال ويؤخر القضاء.
اقرأ ايضا: تعرف على أفضل أعمال شهر شوال وسبب تسميته