الدروس : - 1 – المساواة كانت الكعبة معظمةً في قلوب القرشيين وعندما اختار الرسول صلى الله عليه وسلم بلالاً الحبشي الأسود رضي الله عنه استنكر بعضُهم هذا الأمر الجلل حتى قال بعضهم ألم يجد محمد أحداً سوى هذا الغراب أو كلمة نحوها لم يطلب الرسول من أبي بكر ولا من عمه العباس ولا مِن شريفٍ من أشراف قريش الصعود على ظهر الكعبة فلا فخر وعلو في الإسلام إلا بالتقوى بفعل ما أمر الله به واجتناب ما نهى عنه والفرح بالدين الحق لا عنصرية في الإسلام ولا تفاضل في هذه الأمور التي تجب فيها المساواة العربي والأعجمي الأسود والأبيض لا فرق . 2 – الهدف من صعود بلال الكعبة هو من أجل صلاة الجماعة ووجوبها فالغرض من الصعود هو رفع الآذان بحي على الصلاة حي على الفلاح وحيّ اسم فعل بمعنى تعال . لو لم تكن الصلاة واجبة لما همّ الرسول صلى الله عليه وسلم بإحراق قوم لم يشهدوا صلاة الجماعة فلم يمنعه من إعدامهم بهذه الطريقة المؤلمة شيءٌ سوى وجود الأطفال والنساء بينهم في البيوت . 3 – إذا لم تكن الصلاة واجبة فلا حاجة لتوسعة الحرمين الشريفين ولا لبناء المساجد ولا لآذان بلال لم يرقَ بلال الكعبة كما يرقى المحرّج على سيارة أو على تلة في أرض للبيع والشراء أو للقصائد والأعمال من أجل الدنيا بل من أجل أداء الواجب وطلب ما عند الله ما عند الله خيرٌ وأبقى . صعود المحسنين للإشراف على ترميم المسجد أو الكعبة طلباً لما عند الله هو من الإعمار الحسي لبيوت الله تعالى يُضاف على الإعمار الحسي معنى آخر إذا كان المحسنُ الصاعدُ على الكعبة مسؤولاً شهيراً المعنى هو تأكيد منهج الدولة في شأن وجوب صلاة الجماعة بلغة حركية عملية فأهل الكعبة هم المحافظون على صلاة الجماعة في المسجد أما إذا طاف غيرهم حولها وصاح غيرة عليها في إعلامهم فهؤلاء في الحقيقة بتهميشهم لصلاة الجماعة وعدم إعمارهم للمساجد بالطاعة وتلاوة القرآن ليسوا أتباعاً للرسول صلى الله عليهم وسلم ومنهم مَن هو عدو حقيقي للرسول صلى الله عليه وسلم ولأصحابه من الأفضل له أن يتحول بنفسه من العمرة إلى مدائن صالح ليتمتع بالأكل والشرب ويتعود هناك على ترك ما في الفنادق من نساء وخمور وما يُمارس عند القبور ببلدانهم من جرائم لا يُعلى عليها تلك القبور الموجودة في مساجد أو كانت مستقلة ويطاف عليها مع بعض الأعمال التي رأيت بعضها في بلدان مسلمين تلك البلدان تحتاج إلى دعوة والاستمرار على إعداد الناشئة على المنهج الصحيح حتى تتم الوحدة بإذن الله تعالى . كان فوق الكعبة عددٌ من الأحجار المعبودة يفرح بها المشركون ولا يستنكرونها بل حاربوا من أجلها ؛ مثلهم بعض مَن ينتسب للمسلمين يمارس أو يقر مظاهر الخرافة والإنحلال الأخلاقي حول الأضرحة فإذا صعد موحدٌ حاولوا صناعة شيْ من آمال كفار قريش ضد مَن رمم واعتنى وخدم بيت الله الحرام . الكعبة مثال وبلال مثال والشيء نفسه في قرى وأحياء كثيرة في بلدان المسلمين يتكرر مع موحدين بسطاء قد لا يقدرون على تغيير أقاربهم إلا بدعاء المسلمين وبرؤية المحسنين من الدعاة والأخيار في بلاد الحرمين الشريفين حيث ترتفع معنوياتهم وهممهم للنصيحة والإرشاد . نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن أتباع القرامطة ومن كل شر ونحمده على ما نحن عليه من خير وهناء حمداً يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه. اللهم صلّ على نبيّنا محمدٍ وعلى آله وصحبِه أجمعين .