دعوة نقولها دايماً : (الله يديم علينا الأمن والأمان) صحيح أننا نقولها بطيب نية ونقصد بها أن يكفينا الله شر الحروب والكروب ونسأل الله أن يحفظ بلاد المسلمين من تسلط أعداء الدين 🔹🔹🔹🔹🔹🔹 ولكن لابد من وقفه مع النفس الأمارة بالسوء هل هذه النفس ما زالت تخشى من تحول العافية؟ هل هذه النفس ما زالت ترتعد من فَُجاءت النقمة وزوال النعمه؟ هل هذه النفس ما زال فيها رهبه من اليوم الآخر وأهواله وكرباته؟ هل هذه النفس ما زالت تخاف من الله ومن سخط الله ومن انتقام الله ومن عذاب الله؟؟ 🔸🔸🔸🔸🔸🔸 سيقول البعض نحن برحمة الله!! ولا شك في ذلك فهو أرحم الراحمين لكن لماذا يوصينا الله في كتابه في الكثير من الآيات (اتقوا الله) (قوا أنفسكم وأهليكم نارا) (فروا إلى الله) 🔹🔹🔹🔹🔹🔹 الأمر جد خطير أن نكون في هذه الدنيا آمنين.. فلابد من أن كون دائماً خائفين والخوف هو الذي يسوقنا إلى رجاء رحمة رب العالمين وبهما تترادف علينا الرحمات حتى نكون لذاته سبحانه محبين ولعظمته مخبتين أما أن نكون آمنين وبالدنيا لاهين وبالملهيات متمسكين وعما خلقنا الله ساهين وغافلين فليس هذا بحال المؤمنين، وإنما هو ديدن المنافقين وسجية الكافرين.. 🔸🔸🔸🔸🔸🔸 المؤمنين كل يومٍ هم يستشعرون أنهم في حربٍ مع الشيطان ومع النفس الأمارة بالسوء ومع الهوى المضل ومع الدنيا ومغرياتها وملهياتها لا يعلم من أين سيؤتى.. فتجده دائماً خائفاً ومجاهداً وإلى الله لاجئاً وداعياً ولسان حاله ياربِّ سلم سلم.. 🔹🔹🔹🔹🔹🔹 فتعالى الله الملك الحق وهو القائل جلَّ من قائل:( (فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ ۗ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ🔸لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ۚ ذَٰلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ ۚ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ) [سورة الزمر : 15] وسبحانه جل وعلا يوم أن قال فيما يرويه نبينا صلى الله عليه وسلم عن ربه:(وعزَّتي لا أجمَعُ على عبدي خوفَيْنِ وأمنَيْنِ إذا خافني في الدُّنيا أمَّنْتُه يومَ القيامةِ وإذا أمِنَني في الدُّنيا أخَفْتُه يومَ القيامةِ) وصلى الله وسلم على نبينا وحبيبنا محمد يوم أن قال:( الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني) أخوكم/ سلطان أبوجمانة 💐