من أعظم ما يسعى به الشيطان بين المسلمين هو التحريش بينهم، وكلمة التحريش قد أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال: (إن الشيطان قد أيس -وفي رواية: يئس- أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم) رواه مسلم، وكان ذلك في آخر عهد النبي صلى الله عليه وسلم لما فتحت الجزيرة بالتوحيد، وانتشر فيها الإسلام، ودخل الناس في دين الله أفواجاً، وجاءت وفود قبائل العرب تبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام عند ذلك أخبر أصحابه بقوله: (إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب)، في ذلك الوقت، ولكن ماذا بقي له؟ يئس من الشرك، يئس أن يغويهم بالشرك، بقي له أن يحرش بينهم. ماهو التحريش ؟ (التحريش هو إثارة العداوة، وإلقاء البغضاء وتأليب النفوس بعضها على بعض ليحدث الشجار ويكون الشقاق), (ويوجد هناك اشخاص يزرعون بذور الفتنة بين الأصدقاء او زرع الفتنه بين الازواج (يتظاهرون بالصداقة لك وهم يضمرون لك الشر)، ولوتأملنا وبحثنا عن السبب لوجدنا (ان شخص دخل بينهم وقام بزرع الفتنة والتحريش بينهم) وقد تصل بالفتنة للتفريق بين الزوج وزوجته وهدم البيوت والطلاق ونشر العداوة وقطع الارحام وانتشار الكره بين الناس. الفتنة ايها الأحبه هي آفة اجتماعية خطيرة. وهي هدامة جدا ولها تأثيرها السلبي على الاشخاص والمجتمع (قد تجد صداقة دامت سنين ف تنهار في لحظة) ، ف تجد هناك اناس يقفون مع الباطل يؤيدونه وينساقون خلف صاحب الفتنه ويسمعون كلامه, فصاحب الفتنه والمنساق لها لاينسى موقفه امام الله يوم القيامة قال تعالي: (ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعملون إنه عليم بذات الصدور). فلا تنساق خلف كل ناعق او تكون امعة فأنت قد ميزك الله بعقل تفكربه فالتفنيد العقلي والتأصيل الشرعي وحدهما أدوات الحكم على الأشياء للتحريش خطورة على الفرد والمجتمع وإذا كان للشيطان دور خطير في التحريش فإن خطورة التحريش من بني آدم أخطر فإن تاثيرها قد يكون أقوى من تأثير الشيطان التحريش هو الإغراء بين القوم، وقد يكون بين البهائم، وجاءت الشريعة بتحريمه فنهت عن التحريش بين البهائم؛ كمثل مناقرة الديكة، ومناطحة الأكباش، ونحو ذلك، وإذا كان الشرع قد حرم التحريش بين البهائم فكيف بالتحريش بين المسلمين، الذي يؤدي إلى قيام الخصومات، والشحناء، والحروب، والفتن، وأعظم فرحة للشيطان أن يفرق بين المسلمين، وأن يخالف بين كلمتهم، فيحرش بينهم في أمور عرقية، وطبقية، ووهمية كي يكون بينهم من الأحقاد، والضغائن ما يكون، ويتعالى بعضهم على بعض بالأحساب، والأنساب، والأموال، والمناصب، وغير ذلك، لا يرتاح الشيطان إلا إذا ألقى العداوة والفتن بين المسلمين. نسأل الله تعالى أن يجنبنا الفتن ماظهر منها وما بطن