بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,, العلاقات السعودية المصرية وما يشوبها خلال فترات طويلة من الزمن .. أمر يهم الجميع وعلى جميع المستويات حكومة وشعباً .. اختلفت المواقف وتلاقت في كثير من الأحيان .. ولكن هل لازالت الأمور تبشر بالخير .. أحببت ان اكتب هذا الموضوع رغم انه يعتبر شائك نوعاً ما .. ك مرجع لي .. قد تتغير الأمور وقد تكون قرآتي للموضوع ( خاطئة ) ولكن يعتبر اجتهاد لفهم الحقيقة وشرحها من منظوري الشخصي " و لا الزم أحدا ان يتوافق مع ما اكتبه " قد تدور الدوائر واجد أن ما خطيته كان خطأ .. ف الانسان يكبر ويتعلم ويقرأ ويتدبر ويتفهم .. أردت ان اذكر بعض الأحداث التاريخية المعروفة للقاصي والداني .. وكذلك هناك شطحات قد تجدها أخي الكريم في الموضوع .. وتأكد أخي القارئ ان بعض هذه الاحداث موثقة ومكتوبة ومواد تاريخية وليست هواء نفس أحببت أن ابدأ منذ البداية .. خلاف الملك عبدالعزيز و الملك فؤاد : على أسباب كانت لها علاقة بالدولة السعودية الآولى وسقوطها وكذلك الدولة السعودية الثانية ووقوع اسرى من الاسرة المالكه السعودية حينها على يد محمد علي باشا الذي اُمر من الدولة العثمانية على حرب الدولة السعودية .. بعد انشاء الدولة السعودية الحديثة وعند حصار الحجاز من قبل الملك عبدالعزيز ارسل الملك فؤاد وفداً مصرياً ليكون الوسيط بين الملك عبدالعزيز و الشريف علي بن الحسين ملك الحجاز حينها . ف رفض الملك عبدالعزيز الوساطة المصرية و تم محاصرة الحجاز وضمها للدولة السعودية " قصة طويلة يمكن البحث عنها عبر الانترنت حدثت ثلاث حروب فيها خسرت مصر حربين وكسبت الأخيرة وتدخلت بريطانيا لعقد صلح وتسليم الدرعية للملك ولكن هدمها الجيش المصري وتمت اتفاقية تعمير ليعوضوا ما هدموه حينها " أصبح الملك فاروق ملك لمصر وفضل بالمبادرة بزيارة السعودية في عام 1945م وفي نفس العام زار الملك عبدالعزيز مصر وكان الاستقبال حاشداً ترحيباً به .. ومن هنا ذاب الجليد بين البلدين وأصبحت العلاقات قوية . موقف المملكة من الثورة المصرية الأولى 1923 : سوف اقفز من هنا إلى علاقة الملك سعود بمصر وأخيه فيصل وهي كانت من أكثر اللحظات صعوبة بين الدولتين .. ف إبان الثورة ( ثورة الضباط الأحرار ) وانتشار الفكر القومي حينها او كما يسمى ( الناصري ) يبدوا لي أن الملك سعود قد تأثر بهذا الفكر وكاد أن يقع ضحية فيه .. لولا تدارك الأمر من أخوته .. ( قصة لا يمكن التأكد منها لاختلاف المصادر والكتب حولها ) ولكن بإختصار وعلى ( فهمي ) تميز عبدالناصر في تلك الفترة بالخطابة .. خاصة عندما كان العرب قد ذاقوا ( شر ) هزيمة او هزائم متتالية .. وماحدث وقتها ان غالبية العرب قد سيطر عليهم الفكر الناصري وخطابات عبدالناصر الرنانة وتهجمه على اعدائه بالخطابات وكأن لسان حال ( العرب ) حينها .. انهم يبحثون عن ( كلمنجي ) وبالفعل عبدالناصر كان كلمنجي درجة آولى .. والإ لما رأيناه يخسر كل حروبه ... بل شتت الجيش المصري ومات الالف منهم ولازال عبدالناصر صامداً على منبره ويخطب ويأجج ويسوف ويقول ... بعد أن حدث ماحدث بين الملك سعود وأخوته .. توج الملك فيصل ملكاً للمملكة العربية السعودية وحينها كان عبدالناصر ( يقتل ويأسر وينفي ) الأخوان المسلمين .. قام الملك فيصل بإستضافة الاخوان (( وهذه من وجهة نظري غلطة عمر )) ف دخلوا الى الجامعات السعودية والى حلقات تحفيظ القران وبدأو بزرع فكرهم وعقيدة جماعتهم داخل الكثيرين .. ( وهو مانراه اليوم واقع على وسائل التواصل الاجتماعي ) حينها اشتد الخلاف بين فيصل وعبدالناصر ... واكتملت شدة الخلاف في حرب اليمن عام 1962-1967 وقد خسر عبدالناصر هناك بعد تحالف الملك فيصل مع القبائل اليمنية .. عودة العلاقات بين السعودية ومصر : بعد حرب اليمن وفصولها ومناوشتها .. ظلت العلاقات متوترة بين السعودية ومصر عبدالناصر .. الذي كسب الحروب الكلامية من على المنابر وخسر حروب كثيرة على الميدان حينها .. وحتى أكون اكثر وضوحاً فلا مجال لهرطقات ( هيكل ) في كتبه ومؤلفاته حول ان الملك فيصل حرض الامريكان والاسرائليين على عبدالناصر ... ف خطوة واحدة منذ تولي أنور السادات الحكم المصري اصبح العلاقات السعودية المصرية ( سمن على عسل ) ولاقت مصر دعم لا محدود من السعودية في حربها ضد إسرائيل وكانت سبباً رئيسياً بعد الله عز وجل ثم الجيش المصري في النصر ( الجزئي ) في تلك الحرب . معلومة على الطاير : خاضت مصر حروب عدة خلال تلك الفترة وقبلها تقريباً 6 حروب متتالية خسرتها كلها ماعدا حرب 1973 انتهت بإن استردت مصر ارضها فقط . وتمت عملية السلام واتفاقية كامب ديفيد . استمرت العلاقات السعودية المصرية في تحسن ملحوظ منذ عهد أنور السادات و حسني مبارك .. إلى ثورة 2011 ضد نظام مبارك .. وكان موقف السعودية واضح وجلي ولا يشوبه شائبة مهما حاول الاعلام المصري السيساوي او الاخواني او الفلول او غيرهم ( فرضه علينا ) موقف المملكة كان واضح انه ضد عملية الشغب والانفلات الأمني .. ومع رغبة الشعب المصري .. فإن أراد الشعب الإبقاء على مبارك او خلعه ف هو شأن مصري داخلي .. لا يهمنا به الإ امن المنطقة واستقرارها .. حصلت الثورة وخلع مبارك .. وكانت المملكة من اول الدول التي ساندت المجلس العسكري الذي تولى الحكم حينها وهذه النقطة لا يختلف عليها احد .. الانتخابات المصرية : في مرحلة الانتخابات المصرية كانت المملكة تترقب الوضع العام ولم تشارك او تدعم مرشح ضد آخر .. ومن كان له اراء او لديه اثباتات فاليظهرها (( بالطبع لن اقبل أي رائ اعلامي مصري )) الرئيس محمد مرسي : كسب الرئيس محمد مرسي جولات الانتخابات ولي رأي شخصي حول كيفية كسبه لهذه الانتخابات قد تكون صحيحة وقد تكون خاطئة .. وهي : محمد شفيق ( فلول ) كان وزير في عهد مبارك .. واصبح رئيس وزراء خلال الثورة .. وشتم الثوار في الميدان .. تقدم الى سباق الرئاسة ودعمته دولة خليجية علناً ( كان يقيم فيها فترة الانتخابات ) ودخل السباق و لكن .. من وجهة نظري درس الاخوان وضع جميع مرشحي الرئاسة ووجدوا أن شخص محمد شفيق يعتبر منافس سهل جداً لهم .. لذلك دأب الاخوان على تقديم شفيق وانتخابه ضد الآخرين حتى يضمنوا تصويت عالي له ف يصيح المصوتين له ( اخوان و فلول ) .. حتى وصل الى المراحل النهائية .. ف أصبح المصريون امام شخصين .. احدهم فلول وكما ذكرت وزير ورئيس وزراء وشاتم لهم .. او مرشح الاخوان ف صوت فقط ( 30 مليون أو اقل ) من أساس 90 مليون مصري .. ربح حينها مرسي .. رحبت المملكة العربية السعودية بالرئيس محمد مرسي في زيارته الأولى وتمنوا له التوفيق وأعلنت المملكة عن دعم مادري ومعنوي للحكومة الجديدة .. ولكن حدث ماحدث من خذلان وتغلغل ايران ( عدونا الأول ) في مصر .. وبدأت خيوط اللعبة تتغير .. طبعاً .. لمن يقول ان للملكة يد في خلع محمد مرسي او احداث بلبله او مظاهرات او خلافه في مصر ف ليأتي بالدليل لإن المملكة لم تتدخل ولم تدعم أي جهة غير رسمية او جماعات إرهابية او أيا كان لاثارة الفوضى في البلاد .. وهناك دولة خليجية واحدة دعمت علناً ذلك ودولة خليجية آخرى دعمت علناً الحكومة ( لمصالحها الخاصة ) سقطت مرسي وكانت السعودية من أوائل الدول التي باركت سقوطه ( وهذا شي لا يمكن انكاره ) وباركت ثورة 30 ودعمت المجلس العسكري حينها بقيادة الفريق السيسي .. ومن ثم وقفت مع عدلي منصور ومنه الى الرئيس المنتخب السيسي .. هنا من وجهة نظري أخطأت المملكة العربية السعودية خطأ اخر لا يغتفر بعد خطأ الملك فيصل مع استضافة الاخوان المسلمين في تلك الفترة .. حيث تبنت الحكومة السعودية موقف السيسي وقدمت دعم لا متناهي له ( نكاية ) في اسقاط الاخوان .. ولكن ماذا تحصلت عليه منه .. ؟؟؟ الجحود والنكران بالتأكيد .. طبعاً .. اليوم يتقلب مزاج المصريين ( السيساوية ) مع أي قرار .. وذكرتني هذه الأيام بما قرأته عن فترة عبدالناصر فكل ما يقوم به عبدالناصر انتصار وقوة .. وهو في الواقع خسارة فادحة وخذلان .. واما المصريين ( الاخوان ) ف هاجموا السعودية وسعوا خلال بداية الفترة إلى زعزعة امن المملكة بتلك الخلايا التي زرع في عقولها كتب البنا وسيد قطب وكذلك يتقلبوا مع كل موقف متخاذل من السيسي ورفاقه واعلامه .. ف تجدهم يمجدون المملكة تارة ويهاجموها تارة .. ( وربما بعد وفاة الملك عبدالله رحمه الله عليه قل حقدهم على المملكة ) بالرغم ان سياسة المملكة واضحة ولا تتغير بتغير ملك .. ف السياسة واحدة منذ عهد الملك عبدالعزيز إلى عهد الملك سلمان وإلى من بعده ... ولكن لا يرون الا ما يردون .. موقف مصر في مجلس الامن : من يعتقد بأن المشكلة الأساسية هي موقف مصر من الملف السوري في مجلس الامن وتأييد مصر لقرار روسيا فهو مخطئ .. ف مصر تعلم قبل غيرها .. ان صوتها ( مامنه فائدة ولا يحسب ) لذلك صوتت لصالح روسيا بالرغم من ان تصويتها ضد القرار الفرنسي مناقض ( نعم - لا ) ولكن ارادت ان تكسب الحليف الروسي كان السيسي امام خيارين : إما السيطرة والجيش أو الشعب والحياة .. ف هدف السيسي محاربة الجماعات في سينا وعلى الحدود الليبية ويريد ان ينتصر على ارض الواقع ولن يحدث ذلك دون مساعدة من روسيا . او ان يختار توفير اقتصاد قوي للبلد وخلق فرص عمل ودعم البنك المركزي المصري .. ف أختار الأولى ... اعتقد من وجهة نظري ان المملكة اخذت على السيسي موقفه من الملف اليمني بالذات .. خاصة ان هناك ( شك ) من وجهة نظري من ان معلومات تم تسريبها من الجانب المصري عن التحالف لإيران عبر روسيا او عمان او غيرها .. الله اعلم لذلك تم تجاهل مصر في هذا التحالف وتم منحهم فقط حراسات بحرية على جهات معينة مما اثار السيسي وجعله ينسحب من الملف اليمني .. وفي عز الازمة السعودية المصرية .. اعتقد والله اعلم ان مصر لوحت بورقة ( ايران ) ك نوع من التهديد بأنه ما سوف تحرمونا منه سوف نجده من ايران ..... وهنا رفعت السعودية يدها بشكل كامل ...... طبعاً .. لو كانت الأيام غير الأيام لكانت ايران فعلاً ورقة ضغط على المملكة ولكن اليوم المملكة بإذن الله ثم بعزيمة رجالها داعسين على خشم ايران .. لذلك ورقة ( تبلها وتشرب مويتها ) ترامب ومصر والعالم الإسلامي : الغالبية يعتقد بأن فوز ترامب بالرئاسة الامريكية هو وبال على المملكة العربية السعودية .. وهذا امر بعيد بالعكس .. ترامب له رؤية تحقق مراد المملكة في المنطقة وهذا المطلوب .. بالرغم ان السعودية حاولت دعم ملف هيلاري كلينتون ولكن بنفس الوقت الخارجية السعودية استعدت جيداً للتعامل مع الرابح من هذا السباق الانتخابي .. لو لاحظنا غالبية الرؤساء الأمريكيين كان خلال فترة الانتخابات ( السعودية ) وجبة دسمة لهم وبمجرد دخولهم للبيت الأبيض تصبح العلاقات السعودية والأمريكية اكثر تميزاً .. لذلك بإذن الله لا خوف على المملكة من ترامب ... خاصة واننا نعلم جميعاً ان من يقود أمريكا هو الكونجرس وليس شخص الرئيس .. توقعاتي للمستقبل القرب والله اعلم : أتوقع ان يسقط السيسي من الحكم بيد الشعب المصري بعد ان اختار الخيار العسكري على خيار العيش الكريم للشعب وما نشهده هذه الفترة من تراكم المشاكل الداخلية ربما يكون سبباً في ذلك .. والله اعلم ملاحظات : الحظ في هذه الفترة كثرة ( الشتيمة ) من السيساوية للمملكة العربية السعودية وللملك سلمان عبر جميع وسائل التواصل الاجتماعي وعبر بعض الاعلام المصري والإعلاميين المحسوبين على الحكومة المصرية .. وهذا ان دل فإنما يدل على ( خيبة ) و ( قذارة ) لم نرى لها مثيل ... وكأنما ( عاهرة ) تنادي بالشرف في ميدان عام .. قفشات وسع صدرك : في كل رد تجد بعض المصريين يقول : احنا علمناكم , اكلناكم , التكية المصرية , بدو , حفاة عراة ,,,, نفس الأسطوانة المشروخة التي رددها عبدالناصر واتباعه إلى اليوم ... وأقول لهم ببساطة : يتبع * الجزء الثاني *