دكتور / جمال محمد شحات محاسب قانوني ومستشار مالي زميل المعهد الامريكى للمستشارين الماليين زميل المعهد الامريكى للرقابة الداخلية Ph.D، MBA، CFC، CFA، CPM، MFM، CICA، CRA اتعبتنا والله .... وصية مجاهد ..!! فى ظل الجدل الدائر حول كل شىء واى شىء وفى ظل حالة الضبابية التى نعيشهاحول كل فكرة وحول كل قرار وكل عمل ..!! استغربت الا اجد امرا واحدا نتفق عليه ثم وجدت بعض الاقلام فى مواقع التواصل الاجتماعى تكتب عن احد الشهداء فى سوريا ويدعى محمد محرز ولم اكن سمعت عنه من قبل فلم يكن الرجل بشهرة قادة جبهة الانقاذ ولا بسمعة رجال الاحزاب المعروفة الذين نسمع عنهم ليل نهار عبر الجرائد والمجلات والفضائيات – وما ادراك مالفضائيات – ووجدت بعض الاقلام تتحدث عن ذلك المجاهد وعن قصة استشهاده ومن ثم قرأت عن وصيته التى تركها لزوجته وهالنى ما قرأت ... ايوجد بشر بمثل هذا الصفاء وهذا النقاء ..؟!! اتعبتنا والله وانا اقرأ الوصية ... ماهذا فكر وعمق وفهم علم للكثير من قضايا امتنا العربية والاسلامية ..؟!! هذا الرجل البسيط لديه هذا الفهم والرؤية والرسالة ثم العمل فلم يكن متكلما منظرا ... كلا بل صدقه العمل واعلى درجات العمل وهى الجهاد فى سبيل الله والشهادة لتكون كلمة الله هى العليا ..!! ساتنحى جانبا واترك لكلماته ان تتصدر المشهد فاذا به يقول : إن ما أخرجني لسوريا هو إقامة فريضة غابت عن كثير من أبناء أمتنا ألا وهي فريضة الجهاد، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم "ما ترك قوم الجهاد إلا عمّهم العذاب"، وقال أيضا " إذا تبايعتُم بالعِينةِ، و أخذتُم أذنابَ البقرِ، و رضِيتُم بالزَّرعِ، و تركتُمُ الجهادَ سلَّط اللهُ عليكم ذُلًّا لا يَنزِعُه حتى ترجِعوا إلى دِينِكم". وها نحن نرى صنوفا من العذاب والذل بسبب تقاعس المسلمين عن أداء هذه الفريضة، وقد عملت على ملف اللاجئين السوريين وعلمت وخبرت مآسي عدة وإن الله قد أمرنا بإغاثة الملهوف ونصرة المظلوم فما كان لي أن أقعد وإخواني يذبحون، وما كان لي أن أتأخر وأمامي سبيل يسره الله لي وهو الذي أمرنا بالنفير خفافا وثقالا "انفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ"، وأخرجني لسوريا قوله تعالى "وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ" فكيف لشاب في سني لا يستطيع حمل السلاح ولا يعلم فنون القتال؟ وأخرجني للشام قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "عليكم بالشام" و "عقر دار المؤمنين بالشام"، والخلاصة أن ما أخرجني الآيات والأحاديث التي تتحدث عن فضل الجهاد ونصرة المظلوم، وخاصة سورتي الأنفال والتوبة التي أوصيكم بتعلمهما وتعليمها لأبنائكم..!! ان هذه الوصية تدل بمالايدع مجالا للشك فى خضم سعينا فى الحياة والتهائنا بالدنيا ثم نجد هذه الدرر الفريدة ممن خرج وجاهد بل انه يحسن الكلام والكتابة فلماذا لم نعرفه كاتبا مشهورا ممن يرتادون الفضائيات ..!! اتعبتنا والله ...ونحن نقرأ تلك الكلمات المعبرة اذ يقول : إن الله كتب الموت على بني آدم فهم ميتون، فأكيسهم أطوعهم لربه، وأعملهم ليوم معاده، وهذه وصية مودع ونصيحة مشفق، حسبي وحسبكم الله الذي الذي لم يخلق الخلق هملا، ولكن ليبلوكم أيكم أحسن عملا { يا بنيَّ إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون } ، { يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم } ،} يابني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور * ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لايحب كل مختال فخور}. أعظم فرائض الله بعد التوحيد الصلاة، الله الله في الصلاة، فإنها خاصة الملة وأم العبادة، والزكاة أختها الملازمة، والصوم عبادة السر لمن يعلم السر وأخفى، والحج مع الاستطاعة ركن واجب، و ذروة سنام الإسلام الجهاد في سبيل الله، هذه عمد الإسلام وفروضه فحافظوا عليها تعيشوا مبرورين وعلى من يناوئكم ظاهرين، ولا تخوضوا فيما كره السلف الخوض فيه، وعليكم بالعلم النافع، فالعلم وسيلة النفوس الشريفة، وشرطه الإخلاص والخشية لله مع الخيفة وخير العلوم علوم الشريعة، وانبذوا العلوم المذمومة، فإنها لا تزيد إلا تشكيك .. . والكذب عورة لاتوارى، وحافظوا على الحشمة والصيانة، وأوفوا بالعهد وابذلوا النصح، ولاتبخسوا الناس أشياءهم، ولاتطغوا في النعم، ولاتنسوا الفضل بينكم، ولا تنافسوا في الحظوظ السخيفة، وإذا أسديتم معروفا فلا تذكروه، وإذا برز قبيح فاستروه، وأصلحوا ذات بينكم واحذروا الظلم، واعرفوا حق الأكابر، وارحموا الأصاغر، وبروا والديكم، وصلوا الأرحام، وصلّوا بالليل والناس نيام، وأحسنوا إلى الجيران، واحذروا التباغض والتحاسد، لا أجد من الكلمات ما اقوله فى هذا المقام سوى ان ادعو لك بالرحمة والمغفرة وان يبدلك الله دارا خير من دارك التى تركتها صابرا محتسبا وان يرزقنا الله الاخلاص فى القول والعمل . فقد اتعبتنا والله – رحمك الله وغفر لك – من بعدك كيف نواجه انفسنا بعد كل ما رأينا ..!!