كانت ليبيا تتحرك لحماية نفسها وشعبها ومن خلاله بقية شعوب المنطقة . وليس أدلّ على هذا من الوقائع التي تثبت الحقّ وتدحض الكذب.. أين توجد ليبيا اليوم؟ وإلى أين تتجه بعد ثمانية أعوام من اغتيال القذافي؟ إن الأحداث هي الكفيلة بالرد والإجابة والتوكيد. الأحداث والوقائع التي تعيشها ليبيا وحال التخبط والانقسام التي وصلت إليها لا تزيد المواطن الليبي البسيط إلا يقينا بفداحة الخسران.. هذا المواطن الليبي مهما كانت كراهيته للقذافي أو رفضه له أو تأذّيه جراء حكمه -كما يقال- لا يملك إلا أن يتحسر على أيام الأمان والامن والسيادة بنفس مقدار حزنه واكتئابه من مآل وطنه الممزق كخرقة بالية تتنازعها القوى والدول صغيرها وكبيرها.. ربما فرح المواطن الليبي مرة لمقتل معمر القذافي أو اختفائه من المشهد، لكنه يتحسر ألف مرة لميلاد آلاف النسخ من الذين كانوا يرفضونه!! ويشيطونه!! ويكفّرونه!! فقد خرج إليه من القمقم مردة من البشر اجتمعت فيهم الشراسة والعدوانية والانانية والعمالة.. فأهدروا الموارد وشفطوا ثروات البلد بأكملها ولم يتركوا لليبي البسيط فرصة ليحصل على لقمته بكرامة أو بأمان، ففقد حتى الشعور بالانتماء إلى وطن أُهين فيه وانتهكت كرامته وحرم من حقه في أبسط الأمور، حتى النوم بهدوء أو تربية أبنائه دون خوف ورعب وقصف وغارات ________ المنسوخ هنا جزء من مقالة الكاتب الليبي .