مصيبة الإخوان على دين الإسلام الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. أستميح القارئ عذراً في شدة لهجتى في مقالي هذا، فإنه لم يعدْ ثمّ مجال للحديث الهادئ والحوار المتحضر. لقد نقدت الإخوان عقدياً وسياسياً على مدى أربعة عقودٍ، وبالتحديد منذ أواخر السبعينيات. لكنّ حالهم ما زال في تهورٍ، ثم انتكس من سئ إلى أسوأ، وسيطر عليه جيل العريان والكتاتنيّ، بانحرافٍ على انحراف. لم يعد إذن إلا الصراحة والمباشرة نبتغي بها وجه الله، نواجه بها عدوان هؤلاء على ديننا، وتفريطهم في عهد الله. أُشْهِد الله، وأشهَد أنّ الإخوان مصيبة بكل معاني الكلمة. لا دين ولا إسلام. ألا ترى ما يقول هؤلاء عن التقارب مع البابا الجديد؟ أي دين عليه هؤلاء الفجرة المجرمون؟ لا والله، قد تجاوز هؤلاء كلّ حدّ وطغوا على دين الله وحدوده وتوحيده بمثل ما يفعل الكفرة الملاحدة. ألا تراهم يتركون الحبل على الغارب للرافضة الأنجاس حتى أصبح لهم ظهورٌ واضح خاصة في مدينة 6 أكتوبر، بل أصبح آذانهم البدعيّ يُرفع هناك في مساجد ضرارٍ تدفع دولة المجوس المال لمديريها؟ فعلهم فعل حماس، إخوانهم في غزة، الذين باعوهم مؤخراً لصالح التوجيهات الصهيو-صليبية. والله لقد كان مبارك أفضل من مرسى في هذا الصدد إذ لم يسمح لهؤلاء الأنجاس أن يكون لهم صوتٌ، كما منع الكلّ. نقول لهؤلاء الإخوان قد طفح الكيل منكم ومن افعالكم. ألا ترون، يا فاقدى البصر والبصيرة، ما يمكن أن يؤدى هذا في أوساط العامة من أهل مصر؟ تصور، شعب جائعٌ، مشوة العقيدة أصلاً، أموال تتدفق من الرافضة، وعودٌ بالرخاء، تكوين ميليشيات رافضية، إختراق ما تبقى من مفهوم السنة في عقول العامة! أصَعْبٌ على عقولكم النووية (نسبة إلى نوى البلح) أن تتفهم هذه التداعيات؟ ونحن لا نتحدث عن الناحية الشرعية في هذا، فهو حديثٌ لا تفهمونه على أية حال، وإن كان متناسقاً ومتلاحماً مع ما يحدث على أرض الواقع. أتريدونها عراقاً أخرى يا إخوان الضلال؟ ألا تروا ما فعلت المجوس في العراق؟ نعلم أن دينكم يسمح لكم بهذا. بل دينكم يقبل الرافضة كإخوة في الإسلام لكن أليس لكم في السياسة على الإطلاق؟ ألا تعرفون معنى التغلغل والسيطرة من خلال الإنتماء العقديّ؟ ألا ترون أن المجوس يريدون أن يبسطوا يدهم على القاهرة، خلفاً للفاطميين الروافض؟ أتعتقدون أن هذا تاريخ ماضٍ لن يعود؟ هيهات هيهات يا أصحاب العقول النووية. لقد نجح هؤلاء في السيطرة على سوريا منذ الستينيات، وأنتم ترون ما يحدث فيها، بل وتشجعونه على أرض الواقع، أخزاكم المَولى. ثم نجحوا في السيطرة على الجزء الأكبر من لبنات من خلال حزب اللات الذي دعمتموه من قبل، كما دعمتم أسيادهم في ثورة الخمينيّ، كلب المجوس، غفلة واستحماراً. ثم ما هذه الغفلة التي يقع فيها أفاضلٌ من أفاضِلنا، يرون أنّه "يجب ان نعطي الإخوان فرصة"؟ أيّ فرصة يتحدث عنها هؤلاء؟ قد كنت إلى يومٍ قريبٍ أرى أنه مع سوء الإخوان، فهم أفضلُ من البديل العلمانيّ البحت. لكنى أظنُ أنني كنت مبالغاً في ذلك مبالغة شديدة. فإنّ تغيير عقائد الناس من العامة، والتلبيس عليهم، وإدخال بدعة الرافضة إلى بلادهم، والسماح لهم بالذهاب إلى أرض البدعة والكفر الرافضيّ، فقراء يبتغون مالاً ولو على حساب آخرتهم، وغضّ البصر عن الجرم العلويّ البشع في سوريا لحساب معادلاتٍ سياسية كريهة، كالتلويح العائلات المالكة في بلاد الخليج أنّ عداءهم لمصر يمكن أن يرمى مصر في أحضان الفرس المجوس الرافضة. وكأن مصر، في نظر هؤلاء، عاهراً يجب أن ترتمي في أحضان أحد القَوَّادين، يحميها! ألا ساء ما يحكمون. نعطى الغاز لإسرائيل، ثم نستورده من الخليج، فيضغطوا علينا، فنهددهم بالرافضة، والخاسر الأول الأخير في هذا هو مصر، وحدها. أهذا ما طردنا مبارك، ورَضىَ ناسٌ منا من أجله بالإخوان بديلاً له؟ أرى اليوم أنّ الثورة يجب أن ترتفع باسم الإسلام ضد محمد مرسى والإخوان، ثم ضدّ العلمانية الملحدة. الخراب العقديّ والسياسيّ الذي يجلبه حكم مرسى، وإرشاد وتوجيه بديع، لا يمكن أن تتحمله العقيدة السنية. هؤلاء الإخوان يحكمون بالعلمانية، فأذلّهم الله وجعل سيرتهم أذلَ سيرة في كلّ مكان. * 18 مارس 2013 بقلم د. طارق عبد الحليم