كلام عين العقل فى موضوع اقالة د . خالد علم الدين : يُستدعى اليوم إلى المشهد موقف عزل سيدنا عمر بن الخطاب لسيدنا خالد بن الوليد و تولية سيدنا أبى عبيدة رضى الله عنهم جميعا و يتم عقد مقارنة بين رد فعل سيف الله المسلول الذى قاتل كجندى بنفس الحماسة و البطولة التى قاتل بها كقائد و قال كلمته المتجردة البديعة إنما أفتح الشام لله لا أفتحها لعمر بن الخطاب و لا شك أن موقف سيدنا خالد موقف مبهر في سياقه و مآله و حتى دوافع الفاروق رضى الله عنه التى جعلته يتخذ هذا القرار ترسيخا لمبدأ أن النصر من عند الله وحده و غير ذلك من الدوافع و العلل التى لا يتسع المقام لذكرها و يرجع إليها فى مظانها لمن شاء فسيجدها ذات وجاهة و منطق طبعا ما فعله سيدنا خالد هو الأكمل والأكثر تجردا لكن لا ينبغى فصل موقف عزل سيدنا خالد رضى الله عنه عن ملابساته و سياقه التى أرى أنها تختلف كثيرا عن مشهد إقالة الدكتور خالد علم الدين إن سيدنا خالد رضى الله عنه لم يتهم فى عرضه أو يُرمى باستغلال منصبه بل مورس حق طبيعى للأمير و بهدوء و احترام زاد من بهائه موقف أمين الأمة أبى عبيدة رضى الله عنه الذى كان هو البديل لسيدنا خالد و مع ذلك لم يسارع لإخراج خطاب الفاروق أثناء القتال واحمرار البأس حتى مرت اللحظات الحرجة من المعركة و كان النصر بإذن الله فأخرج خطاب أمير المؤمنين هنا امتثل أبو سليمان خالد بن الوليد رضى الله عنه لو كانت الملابسات مشابهة و تكلم الدكتور علم الدين بعدها كما فعل و لم يقتد بسيدنا خالد لكان من الممكن لومه و تذكيره بذلك خصوصا أن وظيفته استشارية و ليست قائمة على الشراكة أو الانتخاب و من حق من طلبه للمشورة أن يقيله إن استغنى عن مشورته أما و قد رُمى بما رُمى به فحقه أن يدفع عن نفسه و أن يذب عن عرضه و لا تثريب عليه فى ذلك فرب العالمين جل و علا يقول : " و لمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل " طبعا لو ثبت إنه مظلوم ولا أجد قياسا مستقيما هاهنا مع موقف عزل سيدنا خالد رضى الله عنه و الذى ورد فى بعض الروايات أن أمير المؤمنين عمر رضى الله عنه أنصفه و قال تصريحا أنه ما عزله سخطا عليه أو تشكيكا فيه بخلاف ما أشيع مع الدكتور علم الدين ما لدى من تثريب أو تحفظ على الدكتور علم هو كثرة ظهوره خلال اليومين الماضيين على الفضائيات و قد كان يكفيه مؤتمره الصحفى و ظهور فى قناة واحدة إن شاء أن يفصل بدلا من المرور على كل هذا الكم من القنوات كما ينبغى الحرص ألا تكون المواقف ردود أفعال لأن هذا يضعف من الموقف المتخذ و لا يقويه فالسؤال سيظل دوما موجها لمن يترك جماعة أو حزبا أو منصبا لماذا سكت إن رأيت خطئا و لم تتكلم إلا الآن ؟ إن المواقف لا تتخذ كانتقام أو عقوبة و إنما ينبغى أن تكون نابعة عن قناعة أصلية و بعيدة عن المتغيرات الحزبية و السياسية العاجلة التى سرعان ما تنقلب لأى سبب ينبغى كذلك أن يحرص من يرى نفسه مظلوما ألا يبغى حين الانتصار لنفسه بتعيير لخصمه أو بألفاظ قاسية تنسينا الهدف الرئيسى و هو دفع التهمة و الذب عن العرض لذلك أنصح الدكتور علم أن يتحفظ فى تصريحاته و يقلل من ظهوره و قد بلغ رسالته بالفعل و إن أراد استكمال المطالبة بحقه فالسبل القانونية معلومة و ليس منها التصريحات و الإكثار الإعلامى و لن يضيع حق وراءه مطالب بإذن الله و أنا و الله أقدر مشاعره و قلت أن من حقه أن ينتصر و يطالب بحقه الأدبي و خصوصا بعد خروج المستشار جاد الله بالأمس و كلامه عن اتهامات لفريق عمل الدكتور علم الذين تستروا به في استغلال للمنصب و الدكتور جاد الله كما هو معلوم عضو بالفريق الرئاسى و كلامه محسوب عليهم و بالتالى لا يمكن التنصل من فكرة وجود اتهام لشخص الدكتور علم الذى يؤكد الصحفيون أن مصدره الدكتور ياسر على و قد نشر على الصفحة الرسمية لحزب الحرية و العدالة بالأمس كما يعضد ذلك الاتهام بيان الرئاسة الأخير الذى أراه موهما و يزيد الأمر تعقيدا و لقد كان الأولى فى تقديرى بالنسبة للرئاسة خيارا من اثنين : إما أن يرد الاعتبار ويُعتذر للرجل عما فُهم و تسرب ثم تتم إقالة هادئة و محترمة و إما إظهار ما لديهم بشكل حاسم و جازم لقطع الشك باليقين لكن محاولة إمساك العصا من المنتصف و بيان أن الأمر لا علاقة له بحزب النور بينما له علاقة بشخص الدكتور علم نفسه فهو لا يزيد الطين إلا بلة و يوهم بأن الرجل مطعون فى ذمته أو شرفه الوظيفى كما سبق و أشيع و خصوصا أن محسوبا على الرئاسة قد تكلم فى أحد القنوات عن اتهامات لأحد أعضاء فريق الدكتور علم الدين و بالتالى فلم يعد يسعهم السكوت إن كان لديهم دليلا فعليهم تقديمه والتحقيق و بشفافية و إلا كان تسترا و إن لم يكن وجب الاعتذار ورد الاعتبار وإلا كان تجبرا و الاعتذار من شيم الكرام و لو حتى عن سوء الفهم و لن يضرهم شيئا هذه خلاصة رأيي فى هذه القضية و أرجو من الإخوة الكرام الذين يتخذون ما يحدث فرصة للتناطح و التشاحن و تصفية الحسابات فيما بينهم أن يتقوا الله و ينشغلوا بما هو أفيد لهم و إن أدلوا بدلوهم فى تلك المسألة فليكن بموضوعية ودون مسارعة للتشفى و التجريح و فتح قديم الملفات فما هكذا تورد الإبل و ما هكذا تتخذ المواقف أو يطالب بالحقوق وكما أن لصاحب الحق مقالا فإن لحامل الحق خصائص و أخلاق و سمت أرجو ألا يُنسى من كلام د. محمد على يوسف