حياكم الله زوار موقع مستعمل، يعد رفض الطفل الذهاب إلى المدرسة من التحديات الشائعة التي تواجه العديد من الأسر، وهذا الرفض قد يكون نتيجة لأسباب نفسية أو اجتماعية أو صحية، وفي هذا المقال نستعرض أبرز أسباب رفض الطفل الذهاب إلى المدرسة وطرق التعامل معها.
رفض الطفل الذهاب إلى المدرسة قد يكون مؤشراً على مشكلات نفسية أو اجتماعية تحتاج إلى اهتمام ورعاية، ومن خلال التعرف الأسباب التي تدفع الطفل لهذا الرفض، يمكننا أن نُساعده على تخطي الصعوبات:
يُعتبر الخوف من الابتعاد عن الأهل أحد الأسباب الشائعة لرفض الطفل الذهاب إلى المدرسة، خاصة في السنوات الأولى من التعليم، يُعرف هذا الشعور بـ"قلق الانفصال"، حيث يشعر الطفل بعدم الأمان عندما يكون بعيداً عن والديه.
قد يواجه الطفل في المدرسة مضايقات من زملائه، وهو ما يُعرف بالتنمر، يمكن أن يكون التنمر جسديًا أو لفظيًا أو اجتماعيًا، مما يسبب للطفل مشاعر الحزن والقلق ويؤدي إلى رفضه الذهاب إلى المدرسة خوفاً من التعرض لهذه المضايقات.
قد يكون رفض الطفل للمدرسة ناتجًا عن عدم فهمه للدروس أو مواجهته لصعوبات تعليمية، مثل عسر القراءة أو صعوبة التركيز، عدم القدرة على مواكبة زملائه في الفصول الدراسية يجعله يشعر بالإحباط، مما قد يدفعه إلى تجنب المدرسة كطريقة للهروب من الضغوط الأكاديمية.
بعض الأطفال قد يعانون من القلق الاجتماعي، مما يجعل التفاعل مع زملائهم أو المعلمين في بيئة المدرسة أمراً مزعجاً لهم، يشعر هؤلاء الأطفال بالحرج أو الخوف من أن يتم الحكم عليهم أو من مواجهة مواقف اجتماعية قد تزعجهم.
يمكن أن تكون المشاكل الصحية أو النفسية أحد الأسباب الكامنة وراء رفض الطفل الذهاب إلى المدرسة، فقد يعاني الطفل من مرض مزمن أو آلام متكررة في المعدة أو الرأس، مما يجعل الذهاب إلى المدرسة أمرًا مرهقًا له.
يمكن للأهل أن يساعدوا طفلهم في التغلب على هذه التحديات وبناء علاقة إيجابية مع المدرسة، تذكر أن كل طفل فريد من نوعه، وأن الطريقة المثلى للتعامل معه تكمن في فهم احتياجاته ودعمه بحب وصبر، وفيما يلي أبرز طرق التعامل مع رفض الطفل الذهاب إلى المدرسة:
يجب أن يكون الأهل قريبين من الطفل ويسمحون له بالتعبير عن مشاعره وأفكاره بصدق، قد تساعد المحادثة المفتوحة في فهم الأسباب الحقيقية وراء رفض الطفل الذهاب إلى المدرسة، فعندما يشعر الطفل بأن والديه يستمعان إليه دون حكم أو عقاب، قد يكون أكثر استعدادًا لمشاركة مخاوفه.
قد يكون من المفيد التعاون مع المدرسة والمعلمين لفهم الظروف التي قد تؤثر على تجربة الطفل في المدرسة، يمكن أن يساعد التواصل المستمر مع المعلمين في التعرف على أي مشاكل تتعلق بالتنمر أو الصعوبات الأكاديمية وتقديم الدعم اللازم.
يعد بناء ثقة الطفل بنفسه خطوة مهمة لمساعدته على التغلب على خوفه من المدرسة، ويمكن تحقيق ذلك من خلال مدح إنجازاته الصغيرة وتشجيعه على المحاولة والاستمرار، حتى لو واجه بعض التحديات، ويمكن تشجيعه على ممارسة الأنشطة والهوايات التي يحبها ليشعر بالإنجاز.
إذا كان الطفل يعاني من القلق الاجتماعي، يمكن للأهل مساعدته على تطوير مهاراته الاجتماعية من خلال تنظيم لقاءات مع أصدقائه في بيئة مريحة، وتعليمه بعض الأساليب للتعامل مع التوتر والخجل، التدريب على كيفية التحدث مع الآخرين بثقة والاندماج في الأنشطة الاجتماعية يمكن أن يعزز من الثقة في المدرسة.
من المهم التأكد من أن الطفل لا يعاني من أي مشاكل صحية أو نفسية تعيق رغبته في الذهاب إلى المدرسة، إذا كان هناك شك في وجود مشكلة صحية، يجب استشارة الطبيب لتقديم الدعم الطبي اللازم، وإذا كان الطفل يعاني من الاكتئاب أو القلق، فقد يكون من المفيد استشارة اختصاصي نفسي لتقديم المشورة والدعم.
يمكن أن يكون لـ روتين صباحي منظم تأثير إيجابي على مزاج الطفل واستعداده للذهاب إلى المدرسة، يجب أن يحصل الطفل على نوم كافٍ، ويتناول فطورًا صحيًا، ويخصص وقتًا للقيام ببعض الأنشطة البسيطة قبل التوجه إلى المدرسة، مما يجعله يشعر بالراحة والجاهزية.
العقاب أو التهديد لا يعدان حلولاً فعّالة لرفض الطفل الذهاب إلى المدرسة، بل قد يؤديان إلى تفاقم المشكلة، يجب على الأهل أن يظهروا تعاطفًا مع الطفل وأن يبحثوا عن حلول إيجابية تساعده على التغلب على مخاوفه دون إشعاره بالذنب.
إن قلق الانفصال والخوف من البقاء وحيدًا هما من الأسباب الرئيسية التي تجعلنا نرى طفلًا يبكي عند الذهاب إلى المدرسة، وهنا ننصحك بابتكار طقوس وداع مهدئة تتضمن مصافحة أو عناق، وأخبر طفلك أنك ستذهب أيضًا إلى العمل وسيذهب هو إلى المدرسة للتعلم واللعب، ثم ذكّره بأنك ستعود لإحضاره.[1]
من المرجح أن يكون سبب رهاب المدرسة هو حدوث أمر سيئ في المدرسة، مثل التنمر أو ضغط الأقران أو المعلم الذي يخيف الطالب أو الخوف من الفشل في المدرسة، وقد يكون أيضًا بسبب عدم وجود أصدقاء للطالب، أو استبعاده ونبذه.
إقرأ أيضًا: أنواع تنمية مهارات الأطفال.. 8 مهارات لا بد أن يتدرب عليهم طفلك