دكتور / جمال محمد شحات زميل المعهد الامريكى للمستشارين الماليين زميل المعهد الامريكى للرقابة الداخليه اعتقد آن حكومه المهندس ابراهيم محلب لا تختلف عن حكومه الببلاوى فى شىء الا فى الاطاحة بوزراء جبهة الانقاذ الذين وضحت نواياهم وعرفنا ادعائهم وكان ينبغى الالقاء بهم وراء زعيمهم الذى فر - فى نظر شركائه - قبلهم وهو الدكتور البرادعى حيث كانوا مصدر ازعاج بكثرة استقالة زياد بهاء الدين الذى كلما استقال قيل له ينبغى اختيار التوقيت لان الاستقالة فى هذا التوقيت ستفهم خطأ وستفسر بأنها هروب من الميدان او ازعاج حسام عيسى بكثرة كلامه عن القانون وكثرة تبريراته التى لم تعجب المعارضة والمؤيدون ..! لا تختلف حكومة محلب عن حكومة الببلاوى الا فى شخصية رئيس الوزراء فاحدهما اقتصادى - كان بارزا - واعنى الببلاوى حتى لا يختلط عليك الامر - عزيزى القارىء -! ولكنه ارتكب من الحماقات والمصائب الاقتصادية مالم ترتكبه اى حكومة على مدار اكثر من عشرين عاما او تزيد ... وللانصاف اقول ستظل حكومة محلب تعالج تلك الحماقات والمصائب التى ارتكبتها حكومة الببلاوى خلال عمرها القصير والذى يقدر من 3 الى 6 شهور وان كانت سقطات حكومة الببلاوى تحتاج الى اكثر من 6 سنين لمعالجة تلك الحماقات والسقطات الاقتصادية ولن تفلح ...! حكومة محلب تخلصت من وزراء الصداع (جبهة الانقاذ) والقت بهم على قارعة الطريق وعادت بحكومة الحزب الوطنى بكامل هيئته ورموزه فهم اصحاب خبرة 30 عاما فى معاملة الشعب ..! الامر الوحيد الايجابى الذى وعدت به حكومة الببلاوى هو موضوع الحد الادنى للاجور ووعدت ان يطبق فى يناير ولم تنفذ وعدها فلما تزايدت الاحتجاجات الشعبية والاعتصامات الفئوية كان عليها ان تقال وليس تستقيل فبعض وزرائها عرفوا بتلك الاقالة من وسائل الاعلام ..! ذهبت حكومة الببلاوى بخيرها وشرها - عفوا بشرها فقط -! لان ليس لها من جوانب خير استطيع تذكرها .... ذهبت تلك الحكومة التى سيقف التاريخ طويلا اما ما تركته على جبين مصر من خزى وسقطات وعيوب سيظل يذكرها المصريون للرجل وحكومته ...! وجاء الدور على المهندس ابراهيم محلب وحكومة لم تختلف فى المضمون وانما تغيير طفيف من حيث الشكل فى رأس الحكومة وبعض الوزرات التى لاتودى ولا تجيب كما يقولون باستثناء وزارة فبدلا من الماليه الدكتور احمد جلال الخبير السابق بالبنك الدولى جىء بمهندس سياسات يوسف بطرس غالى وزير الماليه فى عهد مبارك وهو الاستاذ هانى دميان وهو من وزاره الماليه مطبخ فى عهد غالى آلذي ارتكب من الحماقات فى عهد وزارته مالم يستطع آحد آن يتفوق عليه الا الببلاوى وحكومته - للاسف الشديد -! وهكذا نحن فى مصر من تخبط لاخر حتى يقضى الله امرا كان مفعولا ... اما المهندس ابراهيم محلب فلاشك انه يختلف عن الدكتور حازم الببلاوى من حيث الشكل والمضمون فهو رجل تنفيذى بالدرجة الاولى ولكنه يفتقد الرؤية والاستراتيجية وليس برجل السياسات وهو مالم يعرف عنه الا فى انضمامه الى لجنة السياسات فى عهد جمال مبارك ولعله التنفيذى الوحيد فى تلك اللجنة التى كانت تضم ساسة فقط باعتبار اسمها ..! ولتعود الى السؤال الذى طرحناه فى مستهل المقال هل تنجح حكومة محلب ...؟! ان كل الرؤى والاوضاع والظروف والاحوال تنبىء على استحالة نجاح تلك الوزارة نظرا لان كل الظروف تقف ضدها فمن تركة ثقيلة تركتها حكومة الببلاوى الى اوضاع صعبة نتيجة الاعتصامات والاضطربات الى فقدان تام للمصداقية لها من قطاعات عريضة من اطباء وصيادلة وعمال وفلاحين الى قطاع عريض من الشعب فقد الاحترام لكل من يأتى من حكومة انقلابية جاءت فى اعقاب الانقلاب على رئيس منتخب - بصرف النظر الى اتفاقك او اختلافك معه - الى عدم وجود امر واحد واكرر امر واحد افضل من عهد الدكتور مرسى الى تدنى الخطاب السياسى الذى خرج العديدون من الشعب من مصر ام الدنيا وحتبقى اد الدنيا الى ظروفنا الاقتصادية لمصر وتحولنا الى ما تقولش ايه اديتنا مصر وقول حندى ايه لمصر ....! حكومة محلب المفترض انها حكومة تصريف اعمال فى مدة قصيرة للغاية حتى الاعداد للانتخابات الرئاسية وهو زمن قصير للغاية لا يتسنى لاى حكومة ان تستطيع تحقيق انجاز او معالجة مشاكل هيكلية تصيب مصر واقتصادها ...! حكومة محلب تواجه فسادا ضاربا اطنابه فى كوادر عديدة وهيئات عديدة بل ان رئيسها قد اصابه من ذلك حتى فى ظل عهد مبارك وخلال عضويته للجنة السياسات ..! حكومة محلب تواجه واقعا امنيا مترديا ويزداد سوء يوما بعد يوم ولايملك المهندس محلب وحكومته حلا غير الحل الامنى الذى فشل خلال الشهور التسعة الماضية ومع ذلك لا يملكون الا مزيدا فى الغلو فى الحل الامنى ليزداد نزيف الدماء والاعتقالات والاتهامات مما يجعلنا نقول الا ايها الليل الطويل الا انجلى بصبح وماالا صباح منك بأمثل ....! عزيزى القارىء ..... اكمل ام كفى ماذكر ...؟! ام ان ما ذكر كثير وليس السرد كالواقع الاليم ... فهل نحن بحاجة الى السؤال .. هل تنجح حكومة محلب ..؟! ام انك عرفت الاجابة والعارف لا يعرف ...؟! نسأل الله السلامة والعافية وان يهى الله لمصر من يخرجها من ازمتها وويسر لها الخروج من النفق المظلم .......!