"حياة الألم" المواطن محمود محمد أبو ناموس "أبو محمد" لا مقدرة له على العمل بسبب حروق شديدة من الدرجة الثالثة أصابته في الجهة اليمنى من جسده أدت الى خلل في الأعصاب، يعيش هو وأسرته وأسرة أخيه ووالديه في بيت لا تتوافر فيه أدنى شروط الحياة الآدمية. مسكن يتكون من ثلاثة غرف يفتقد الى أدنى مقومات الحياة ، فلا كهرباء ولا ماء، يعيش بداخله ستة عشر فردا ، لا يقي من حر صيف ولا برد شتاء ، أما المطبخ فكان ضيقاً للغاية ولا يحتوي حتى أبسط المقومات كي نمنحه هذه التسمية، إذ لم تكن مغسلته سوى "طشت" بلاستيكي. أما المرحاض- وهنا كانت المفاجأة القاسية - فلم يكن بذلك المسمى، بدا وكأننا بدخولنا لهذا المنزل قد عدنا بالزمن لما يقرب مائتي عام إلى الوراء، فبمجرد إغلاق "باب المرحاض"، لن تستطيع أن ترى إصبع يدك إلا بصعوبة، في مكان لا تتوفر فيه التهوية أو الإضاءة الجيدة. في أرجاء ذلك البيت تجد من الأمراض والأوجاع ما يجعلك تبكي بدون إرادة ، فمحمود رُزق بأربع أطفال (ثلاث بنات وابن واحد) أكبرهم شهد "9أعوام" والتي تعاني شللاَ دماغياَ ونقصا في النمو ، وشدى التي تعاني من سوء الامتصاص وتحتاج الى طعام خاص لا يستطيع توفيره . أما الابن الوحيد محمد ذو 5 سنوات فيعاني من اعاقة ذهنية وحركية لا يستطيع السير أو النهوض الا بمساعدة ، بالإضافة الى فرح ذات الثلاثة أعوام والتي تعاني شلل دماغي وكسل في الغدة الدرقية . تسألنا شهد البنت الأكبر لمحمود :" عمو بدكو تبنوا النا بيت جديد واخواتي جعانين" في مشهد يظهر مدى المعاناة والحرمان التي تعيشها هذه الأسرة . محمود الذي لم يتمالك نفسه ، ولم يستطع منع دموعه من الخروج يعجز عندما ينظر الى أطفاله المرضى وهو لا يستطيع توفير العلاج اللازم لهم ، بل إنه يعتاش على أموال الزكاة التي لا تكفي لشراء "حفاضات" لأطفاله. يتمنى أبو محمد أن يصبح أبنائه أيتام ؛ حتى تساعدهم الجمعيات والمؤسسات الخيرية بعدما توجه لها ورفضوا مساعدته ، بحجة أنهم يقدمون مساعداتهم للأيتام فقط . ولأن الصورة أبلغ من ألف كلمة فقد زارت كاميرا " شهاب " منزل أبو ناموس وأعدت هذا الفيلم : شاهد هنا https://www.youtube.com/watch?v=AgTpK87HvE0