مقالة اليوم : [ عيد الأمّ و الأساطير ] بطلب من [ Peetra maq ] : بما أننا في أجواء عيد الام ، لدي سؤال من فضلك دكتورنا الغالي هل له صلة بالأساطير و الآلهة عشتار و عيد النيروز ؟ أم أنه مجرد مصادفة بالتواريخ ؟؟؟ الجواب : إنّ تاريخ / 21 مارس _ آذار / ، هو عيد الربيع ، أيْ : عيد الخصْب عند القدماء ، حيْثُ تصحو [ آلهة الخصْب ] من سُباتها و موتها لتبعثَ الحياة في الطبيعة ، و شهر [ أيلول _ سبتمبر ] كانَ يُدعى [ وَلْ ] أيْ البُكاء على موت الإله [ تمّوز ] . و كانت الأساطير ترى أنّ وراء هذا الكون ، تكمنُ [ اُنثى ] كونيّة عُظمى ، هي الآلهة الأمّ الكُبرى [ عشْتار Ashtar ] ، التي هي أصْلُ كلّ الوجود ، لأنّ كلّ الوجود جاءَ من [ رحمها ] . و في الأساطير أنّ [ عشتار ] الأنثى هي الأصْل ، لأنّ عشتار هي التي وَلَدَت [ أدونيس ] شقّها الكامن فيها منذُ الأزَل ، ثُمّ مارست معه الجنس لتُعيد إلى نفسها قوّتها الإخصابيّة ، و تُصْبح [ ملكة اللّذة ] و التكاثر ، و ترعى الشهوة و الحبّ الجسديّ ، و تُعطي الحياة للطبيعة في بداية / 21 مارس _ آذار / . و بما أنّ العُقْم كان ملعوناً ، و الإنجاب مُقدّس ، فقَد عُبدت [ عشتار ] على أنها [ الأمّ الكُبرى ] في الكون ، و عشتار هي [ افروديت ] في روما ، و هي [ فينوس ] عند الإغريق ، و هي [ العُزّى ] عند العرب ، قال تعالى : ( أفَرأيتُم اللآّتَ و العُزّى ) النجم 19 ، و [ العُزّى ] هي : [ نجمة المساء ، و نجمة الصباح ] ، أيْ : كوكبُ الزُهرة ، و هو [ أوّلُ ] كوكب يظْهر بعد غروب الشمس من جهة الغَرْب : ( فلمّا جَنّ عليْه الليْل رأى كوكباً ) الأنعام 76 ، و هو آخر كوكب يظْهرُ قبْل شروق الشمس ، فيُسمّى [ نجمة الصباح ] أيضاً . و [ العُزّى = نجمة المساء و نجمة الصباح ] ، لا زال يُرسَمُ بشكْلٍ واسع في [ الأرابيسك = الزخرفة العربيّة ] على شكْل [ نجمة ثُمانيّة الأضلاع ] نراها كثيراً في الزخرفة العربية . و في مدينتي [ حلب ] في سوريّة ، تبدأ الأعراس في ساعة متأخّرة منَ الليْل ، و لا ينتهي العرْس حتى تظْهر نجمة الصباح بعْد الفجْر ، حيثُ تدخُلُ العروس إلى سريرها لتُنهي مرحلة بكارتها في [ ليْلة الدُخْلة ] . _ إنّ عيد الأمّ في / 21 مارس _ آذار / أصله أسطوريّ ، و له علاقة بالأمّ الكونيّة الكُبرى [ عشْتار ] ، و في الأسطورة السومريّة كانتْ آلهةُ [ الأمومة ] تُدعى : [ مَامَا _ مامي _ أمّا ] ، و هي ذات الكلمات التي نُنادي بها الأمّهات حتى وقْتنا الحالي !!!!!!!!!! ، حيثُ عشتار تُمثّلُ [ خصْبَ ] الأرض ، بينما السماء كان يُدعى [ سي ] في الأسطورة المصريّة القديمة . _ و حتّى الآن تُخاطبُ المرأة المصريّة زوجها بكلمة : [ سي ] ، أي : [ سمائي ] ، لأنّ المرأة هي خصْبُ الأرض ، و الرجُلُ هو سماؤها . _ إنّ القوّة الإخصابيّة Fertility عند المرأة ، كانتْ موضع عبادة حتى الآن عند الكثيرين ، و كذلك قوّة الشهوة عند الأنثى Iuna كانتْ موضع عبادة مقدّسة عند القدماء ، و حتى عند الكثير من الشعوب في الوقت الحالي . لكم كل الشكر و المحبة و التقدير والاحترام ، و خاصّةً الأمّهات اللواتي عيدهُنّ هو عيدٌ [ يوميّ ] و على مَدار الساعة . الباحث الدكتور / علي منصور الكيالي https://www.facebook.com/DrAliKayali