كانت الأسرة القرشية قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم ترى نفسها في طبقة رفيعة على قبائل العرب كلها وكانت مكة أرض جرداء ليست بذات زرع ولا يُستخرج منها معدن من المعادن فكانت شوفة النفس المتعالية تصل للمغرور القرشي المتفاخر على العرب كافة إذا افتقر أن يظهر شيئاً من الذلة لأحد فيخرج بأهله بعيداً عن الأعين حتى يصل مكاناً مجهولاً ليس معه وأولاده وأهله شيء فلا يستطيعون الرجعة ثم يهلكون ويُسمى هذا النوع من الخروج المقرر بينهم باسم معتمد . يموتون بعزة نفس دون شحدة أحد من العرب حتى استطاع بعض عقلاء قريش من أهل المال تأسيس شركة كبرى ساهمت بها الأسرة القرشية والرجل القرشي كل بحسبه يكون نشاط هذه الشراكة استيراد أنواعٍ من البضائع المناسبة في ذاك الوقت وتصريفها على العرب في الأسواق وفي موسم الحج حتى تحوّل الحال فأصبحوا أغنى العرب هابهم الناس لغناهم فالدخل العالي لأكثر أبناء القبيلة في مدينة حضرية شيء نادر في جزيرة العرب في ذلك العصر وهم أهل الحرم قادة العرب الحاجين . كانت القافلة مهيبة في نفس العربي البسيط وهي تسير للشام وفي أوقات تسير لليمن ثم اختفت العادة الانتحارية القديمة ولم تحدث بعد الرحلات التجارية الناجحة حين ساهمت في رفع دخل الأسرة القرشية . من أجل إلاف قريش وتآلفهم الذي كان بسبب إقتصادي جعلهم منبسطين مرتاحين خاصة كبار السن والأثرياء لم يرضوا بالتحول والتغير الذي نادى به الرسول صلى الله عليه وسلم كانت حجتهم الظاهرة للناس في ابتداء الدعوة حجة عقائدية وهي أجعل الآلهة إلاهاً واحداً وهو أمر لم يرضه العرب ولا كثير من عامة قريش كيف يُعبد إله واحد بدون واسطة من حجر أو بشر . ثم ثبت الموضوع العقدي وخفي أمر الكبار الشرف والجاه الرفيع على قبائل العرب مع الدخل المالي العالي . كان الواجب عليهم تجاه ما حصلوا عليه من تآلف إقتصادي واجتماع مصلحي وما نتج منه من جاه وشرف مع غنى وأمن وأمان أن يعبدوا الله وحده المنعم الذي أطعمهم من جوع كانوا فيه وآمنهم من خوف حتى من التفكير المفزع لما سيحصل للأسرة القرشية بعد الجوع والفقر من انتحار جماعي لأفرادها . ______ الفرق بين الحمد والشكر : - الحمد يكون باللسان والقلب ، ما عرف سببه وما جهِل عن الذي يعرفه من النعم وما لا يعرفه مِن الخافي عليه في نفسه ومثل أمور لأولاده وكل شيء له علاقة به ، وأما الشكر فإنه يقع بالجوارح . بالجوارح . النعمة مقيدة في الشكر باللسان أو بأنواع من الشكر العملي كالجود البدني في التطوع وفي الأعمال الخيرية . الحفاظ على النعم وزيادتها تكون بسبب الشكر عكسه كفران النعم وهو الكفر الأصغر . ____ الحمد لله رب العالمين .