دكتور / جمال محمد شحات اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه ..!! سبحان الله ... اتأمل احوال البشر فأجد العجب ... فكم من شخص يتفق اغلب الناس على ضلالهم وخطأهم ومع ذلك لايرى هو ذلك وكذلك ترى من البشر من هم مفتونون به ويساعدونه على غيه وضلاله ...!! ومن الناس من تراه للحق داعيا ولكن هناك من يرميه بالباطل ولعل هذا من سنن الحياة .. والدليل على ذلك سيد البشر صل الله عليه وسلم رماه أقرب الناس اليه بالجنون والسحر وغيرها من الاوصاف الدنيا _ حاشا وكلا _بل سيد البشر وأعظم الانبياء وامام الحكماء ....!! أتدري لماذا ..؟! فقد يكون الإنسان قصير العلم؛ لكنه عالي المروءة، رجل في خصاله .. هذا خير في نفسه وخير للأمة وخير للبشر ممن له باع طويل في العلم أو الدعوة لكنه جبان القلب خسيس رعديد ..!! ولذلك رأينا على مر العصور ممن ينتسبون الى العلم لكنهم علماء للسلطان بعيدون عن موطن الحق والخير بل وللباطل أقرب ..! فتجده يلبس خصال الخير التي جاء بها الشرع بباطل طباعه ليخفيها عن الناس.. والعياذ بالله.! المشكل أنه قد يبتلى الأول بالثاني فيزين له العجز والجبن بزخرف من القول ويستدل له بنصوص ومواقف ينزلها على غير محالها ...!! ويقول قولة الحق ولكن يراد بها الباطل ...! وكثيرا ما يلتبس الورع بالجبن، وتلتبس الحكمة بالتواني؛ بجامع الترك في كل ..!! ولكن الله عز وجل يعلم المفسد من المصلح! وهنا .. قد يألف الأول القعود والبطالة المبررين حتى يغلب الكسب الطبع فينتكس مخادعا نفسه بأن هذا مقتضى الشرع وهذا من تلبيس ابليس كما ذكر العديد من العلماء المحققون !! وهذا يفسر لك سبب شجاعة بعض العامة وإقدامهم المحمود حين أدبر من يقتضي وضعه تقدمه! وقد يفطن إلى لبس الحق بالباطل وأن الدين بريء من خلق الثاني، فينقلب عليه .. ثم إن عصمه الله من الشطط في رد الفعل = عدل مع الثاني - وإن تركه وجفا عنه - ولم يهدر كل فضائله، وحذر الناس مع ذلك من مسلكه .. وإلا انقلب عليه شر انقلاب ولم يعرف له فضلا، وقد يزين له الشيطان ذلك وينفخ فيما لديه من جرأة وإقدام وشجاعة فيلبسها بما تلتبس به من غلو يخرجها عن عدل الشرع إلى جور النفس وظلمها وسوء خلقها. والمخرج من ذلك كله: صدق اللجأ إلى الله والاستعانة به على تزكية النفس، ومجاهدتها المرة تلو المرة بلا يأس ولا ملل، وإدمان النظر في هدي النبي صلى الله عليه وسلم والاستنان بمن قد مات من أولي الأمر العتيق. ويحضرنى هنا عندما حك الصحابة من صغر بنيان ابن مسعود رضى الله عنه فقال لهم رسولنا الكريم هى أشد من جبل أحد ثقلا...!! ولذلك فأعظم الخذلان أن يلتبس عليك الحق فترى حسنا ما ليس بالحسن. وليس يرجع نعيم الدنيا كله إلا إلى باب واحد: أن يريك الله الحق حقا ويرزقك اتباعه، وأن يريك الباطل باطلا ويرزقك اجتنابه، والا يجعله ملتبسا عليك فتضل وأعظيم نعيم الآخرة ميسور تري الحق سبحانه متجليا لعباده المؤمنين، ذلك بأن الله هو الحق. فالنعيم كله في الحق ومنه وإليه...! والى هذا الصنف الثانى وهم من أشد الناس كفرا وفجورا رأيت الله يشبههم بالكلب – اجلكم الله – فقال سبحانه وتعالى : (واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين * ولوشئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أوتتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون) ولذلك كان الدعا المأثور اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا أتباعه .. وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا اجتنابه ... ولا تجعله ملتبسا علينا فنضل ونشقى ... اللهم آمين .