الإيمان يتجزأ إلى أجزاء عند أهل السنة والجماعة. الإيمان عند الخوارج والمعتزلة وكذلك عند عكسهما المرجئة لا يتجزأ كتلة واحدة أي على عكس أهل السنة والجماعة . بمثال تتضح مسألة الإيمان في هذا الجانب : ----- لو سرق مسلمٌ يشهد أن لا إله إلا الله وهو مع شهادته كافر بما يُعبد من دون الله موحداً أي أنه ليس من الذين ينطقون بكلمة التوحيد في الوقت ذاته يمارسون ما يضادها - كمن يقولها ويطلب من الموتى والمخلوقات الرزقَ والنجاح في الأعمال وكمن يقع في السحر وبناقض من نواقض الإسلام - ثم مات هذا السارقُ موحداً قبل التوبة من السرقة والرشاوى مثلاً . لو كان له صديق وفيٌ أصابه غم وهمٌ بسبب شدة الخوف عليه فأراد راحة البال بفتوى تشفيه توجه إلى أربعة كانوا في منطقته : أ - خارجي . ب - معتزلي. ج - شخصٍ من المرجئة . ت - شخص من أهل السنة والجماعة . ___ عرض موضوعه على الخارجي فأفتاه الخارجي بقوله : الإيمان كتلة واحدة وبما أن صديقك قد دخل في السرقة وكبيرة الرشوة فواضح كما تلاحظ السرقة ليست من أعمال المؤمنين ولا تمت للإيمان بصلة فهو خارج دائرة الإيمان وعليه صديقك مع كل الذين هم ليسوا بمؤمنين من الكفار والمشركين . صديقك السارق معهم مخلد في نار جهنم . ثم يتركه ويتوجه إلى المعتزلي ليجيبه لو سألتني قبل موته لجاوبتك جواباً دبلوماسيا فهو في الدنيا في منزلة بين منزلتين أما في الآخرة فانسخ جواب الخارجي وألصقه صاحبك مخلد في النار بارتكابه هذه المعصية ولا تجادل فتقول إنها دون الكفر هذا الكلام ما هو عندنا نحن المعتزلة الإيمان كتلة واحدة فإذا خرج بأدنى خروج فهو قد خرج من الدين وحرم نفسه من الفضل الكبير والفوز الكبير الفوز بالجنة . ثم ينطلق إلى ذلك الشخص الذي هو من أهل الإرجاء (المرجئة) وبعد سؤاله يجيبه صديقك يدخل في الدين بقول فقط ؛ بقول لا إله إلا الله وبما أنه دخل في الدين فهو مع مَن دخل الدين من الرسل والصحابة هو كامل الإيمان فالإيمان كتلة واحدة حتى لو قتل الآلاف من البشر وزنى وسرق ولم يصم ولم يصل طيلة حياته من بلوغه حتى وصل المئة ولعل صديقك كان يمارس كل الجرائم فإنه من أهل الجنة بشكل قاطع فالإيمان كتلة واحدة بمجرد قول لا إله إلا الله يصبح مع الأنبياء والصديقين . ثم يترك صديقُ الميت هذا الشخصَ المنحرف متوجهاً إلى رجل من أهل السنة والجماعة رجلٍ موفق فقد أخبره بالحق وهو أن الإيمان يتجزأ وليس بكتلة واحدة فهو يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية . المسلم لا يكفر حتى لو ترك الصوم والحج فهو مؤمن بإيمانه فاسق بمعصيته نحبه لطاعته ونبغض سرقته ومعصيته ونسأل الله أن يعفو عنه إذا مات على هذه الكبيرة ولم يتب منها ، إذا شاء الله عفا عنه وإذا شاء عذبه ولا يخلد في نار جهنم بل يخرج من النار ويدخل الجنة . لا يكفر المسلم إلا بترك لا إله إلا الله أو بقولها مع عدم الكفر بما يُعبد من دون الله . كذلك يكفر تاركُ الصلاة متعمداً مثلاً إذا تركها تركاً كلياً بحيث أنه مات وهو على تركه لها دون أن يصلي صلاة واحدة . أما من مات من أهل الكبائر وهو من أهل التوحيد المحافظين على الصلاة فإنه من أهل الجنة حتى لو دخل النار فإنه غير مخلد فيها . كل عاصٍ حي نحبه لطاعته ونكرهه بقدر معصيته . ونخاف عليه إذا مات على معصية دون أن نقطع بدخوله الجنة أو بدخوله النار . ---- المسلم يحب لأخيه ما يحبه لنفسه ولا يتشمت بأهل الذنوب والمبتلين والمسلم مَن سلِم المسلمون من لسانه ويده ولا يتألى على الله ألا يغفر لفلان العاصي أو أنه لن يدخل الجنة وقد يكون هناك إنسان كافر فيسلم ويخفي إسلامه لمنصبه في الكنيسة مثلاً أو لمكانته بين قومه الكفرة ثم يموت دون أن يعلم عن إسلامه كثير من المتكلمين عنه من قومه ومن المسلمين . ____________________ اللهم صلّ وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وأتباعه إلى يوم الدين . ----- هذا المثال عن أجزاء الإيمان الإيمان قولٌ باللسان وأعتقاد بالجنان الذي هو القلب وعمل بالجوارح . أجزاء الإيمان غير شعب الإيمان التي هي بضع وسبعون شعبة وهي غير أركان الإيمان الستة .