حكم التجنيد الاجباري في الاسلام

قبل 9 سنوات

أحكام التجنيد الإجباري !
صدق من قال: التاريخ يُعيد نفسه ! .
في هذا القيظ والسَّموم الذي تفوح حرارته على الوجوه، تذكرتُ غزوة العُسرة ، حينما كان الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الأخيار ينحرون البعير ويشربون ما في كرشه من الماء، بسبب الظمأ ولهيب الصيف ! .

كان الإمبراطور الروماني هِرقل يُسلِّح جميع القبائل التابعة له على حدود الشام ، مِثل لخم وجذام وعاملة وغسان ، تسليحًا كاملا ويرزقهم لمدة سنة، وجاءت مُقدِّمتهم إلى البلقاء .
سمع الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك فاستنفر الناس ، ولم يأذن لأحدٍ إلا للعاجز .

أُطروحات كثيرة تتم مناقشتها في هذه الأيام عن أحكام النفير العام والتجنيد الإجباري ، أو ما يسمى عند البعض بتحية العَلَم أو الخدمة الوطنية ! .

وليست تلك الأُطروحات بغريبة في ظل الفِتن التي تموج حولنا اليوم كموج البحر ، بل الغريب الاخلاد الى الدعة والراحة والغفلة عن فِقه الفتن ، وإلى الله المشتكى .

فنون القتال عند المسلمين كانت اللهو بالسيوف والرِّماح والرمي بالنِّضال والوثب على ظهور الخيل ، كما ورد في الحديث: "لا سَبق الا في نصلٍ أو خُفِّ أو حافرٍ " أخرجه الترمذي باسناد صحيح .

ظهرت نوادي رياضية في العصر الحديث تُعلِّم الفنون القتالية للدِّفاع عن النفس ، لكن بطريقة حديثة لتقوية البدن وللترفيه الجسماني ، وهي صورة مُصغَّره للفنون القتالية التي يجب على الرجال القادرين الاستعداد لها عند الحاجة .


والتجنيد الاجباري أو الالزامي موضوع بِكر ، فيه مسائل ونكت علمية وفقهية يجب التفتيش عن دلائلها وإيضاح ما يُمكن ايضاحه منها ، استعداداً لواجب الوقت ،وتعبُّداً لله تعالى بالتفقُّه فيها . وقد قرَّر الأصوليون أن الأحكام الشرعية نوعان : ثابتة لا تتغير ولا يجوز الاجتهاد فيها ، وأُخرى مُتغيِّرة خاضعة لاجتهاد الراسخين .

وهذه لمحه يسيره أنفضُ الغبار بها عن تلك المسائل . وبالله التوفيق .

*الأحكام الفقهية للتجنيد الاجباري :
1- مفهوم التجنيد :
يقصد بالتجنيد في الاصطلاح الشرعي والعسكري : حشد الجنود وتأهيلهم تأهيلاً كاملًا لخوض المعارك واتقان مهارات القتال ، والممارسة القوية للأساليب الحربية التي تشحذ الهمم لمنازلة الأعداء في أيِّ ظرف وزمان كان .وفي المرفوع " سَتُجَنَّدون أجناداً مجندة :جُنداً بالشام، وجُنداً بالعراق، وجُنداً باليمن "أخرجه الإمام أحمد بإسناد صحيح .

والتجنيد بهذا المفهوم جائز شرعاً بل قد يكون واجبًا . قال الله تعالى:"وأعدُّوا لهم ما استطعتم من قوةٍ ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم"(الانفال:60) ،وقال سبحانه :" وحَرِّض المؤمنين على القتال "( الأنفال:60 ) . والتحريض القولي والعملي هو الحشد اللساني والبدني، لكن الأحق به من بيده الولاية ثم الأدنى فالأدنى .

وفي الحديث المرفوع :" وإذا استنفرتم فانفروا " متفق عليه .

ولا يكفي للتجنيد لبس البِزة العسكرية ، بل لا بد من التسلح الإيماني والتعلق بالواحد الأحد ، والاقبال على العبادة .

2- مفهوم الإلزام :
يقصد بالالزام : الاجبار على فعلٍ مُعيَّن في وقت معين بصفة معينة . والالزام من المخلوق للمخلوق لا يجوز شرعاً ، لا في التجنيد العسكري ولا في غيره ، لأن الالزام حق لله تعالى اختص به ، ويعبر عنه شرعا : بالحكم والأمر والتسخير، وهي مما يخبر به عن الله تعالى ويوصف ، هذا من حيث العموم ، لكن قد يستثنى منه ما ورد به الدليل .

والأصوليون يُفرِّقون بين الالزام والايجاب ، فالأول يكون في الحق والباطل ، والثاني لا يكون إلا في الحق .

3- حكم إجبار الامام الرعية على التجنيد :
الالزام والاجبار للمسلم بفعل معينٍ لا يرتضيه لا يجوز شرعًا ، لكن يجوز للإمام الذي ثبتت ولايته للمسلمين بالبيعة الشرعية ، أن يلزم الناس بالتجنيد الاجباري ، لأن من واجبات الولاية مراعاة مصالح الناس وتفقد أحوال الرعية وتدبير السياسة ، وحماية بيضة المسلمين ، والاخلال بذلك نقٌص في واجباته ، ولا شك في لحوق الإثم به .

وقد فرق الأصوليون بين ما ينفذ من تصرفات الولاة وبين ما لاينفذ منها ، وأن ذلك يدور على المصالح المعتبرة . وهذه المسألة فرع منها .

والنصوص القطعية دلَّت على أن من ثبتت ولايته شرعا ثبتت طاعته عقلا وديناً ، إلا إذا أمر بمعصيةٍ ظاهرة ، فإنه لا طاعة له .

وإذا جاز للوالي ردُّ اموال الدائنين من المدينين المماطلين بالقوة والقهر، وقتال المانعين لشعيرة الأذان مثلًا ، جاز له إجبار الناس على الواجبات والمصالح المعتبرة شرعاً ، لا سِّيما إذا كانت بلاد المسلمين تحت نظر الأعداء وتربصهم كما هو الحال اليوم ، فيكون التجنيد واجباً بأمره ، إن دلَّ الشرع على صحة اجتهاده .

ولا يجوز لوليِّ الأمر تجنيد المريض والعاجز والصغير ومن في حكمهم ، والقوانين المعاصرة تمنع تجنيد اليتيم ووحيد أهله والمريض الذي لا يُرجى برؤه ، وهي تندرج تحت القاعدة الفقهية : الضرر يُدفع بقدر الإمكان .

4- تنبيهات في التجنيد الإجباري :

أ - إذا كان التجنيد الاجباري يَدفع عن بلاد المسلمين الأخطار المحتملة ويرهب الأعداء ، فإنه يكون سبباً في عموم الخير والعاقبة الحسنة للبلاد والعباد ، وبهذا يكون الامتثال له واجبًا ، ورفضه مُحرَّما ومفسدة راجحة .

والمشقة أحيانا قد تكون سببا في العافية ، وفي المرفوع :" أجرُكِ على قدر نصبكِ " متفق عليه

ب - إذا كان حاكم الدولة لا يَدين بالاسلام أو كان علمانياً وبلده يدين بالاسلام ، فلا تجوز طاعته في التجنيد الاجباري ، لأن في ذلك موافقة له على ضلاله وانحرافه ، وإعانة له على قتل من لا يجوز قتله أو إيذاؤه .

وقد وجد في بعض حِقب التاريخ الحديث من كان يُجنِّد مواطنيه لِخدمة الدُّول الاستعمارية ، ومثله من من يرابط على حدود الدولة الكافرة ليحميها من أذى الدولة المسلمة ! .

وقد ينطبق على أُولئك قول الرسول صلى الله عليه وسلم :" صِنفان من أهل النار لم أرهما: قومٌ معهم سِياط كأذناب البقر يضربون بها الناس .. " أخرجه مسلم في صحيحه .

ج - قبول المسلم في الدولة الكافرة بالتجنيد الاجباري لا يجوز شرعاً ، وهذه من مثالب التجنُّس بجنسيات الدولة الكافرة ، ولا عبرة بالإكراه فيه ، لأنه إكراه غيرُ ملجىء ، فالفِرار بالدِّين في هذه الصورة واجبٌ لا خِلاف فيه ، فيرتفع العذر هنا ولا مَحلَّ له من الشرع . وقد نصَّت القاعدة الأصولية على أن ما يصير به المسلم كافراً إذا جحده ، فإنه يصير الكافر به مسلماً إذا اعتقده .

د - الغرامة المالية التي تفرضها الدولة على الممتنع عن التجنيد الاجباري ، تختلف باختلاف أحوال البلد الذي يُقام فيه ، ويُقدِّرها أهل العلم الراسخين عندهم . أما حُكم الفِرار من التجنيد الاجباري في الدولة المسلمة ، فلا يجوز إن كان التجنيد فيه مصلحة راجحة ، وهذه يُقرِّرها ويفتي بها العلماء في بلد الجانح للفرار .

هذا ما تيسر تحريره ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .

أ/أحمد بن مسفر بن معجب العتيبي
عضو هيئة التدريس بقوات الأمن الخاصة
منقول من : http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=316918

حكم التجنيد الاجباري في الاسلام
عندك أي منتج؟
الكل: 3

تفصيل وافي .. جزاك الله خير

الشيخ أحمد العتيبي مبدع في مقالاته وفقهياته جزاكم الله خيرا

وفي البحث جمل عظيمة الفائدة

لكن من وجهة نظري :
لو قامت حرب قوية واحتاجت الدولة للرجال
فلن يكون المجندين - بالطريقة المشار إليها - مفيدين لها بل قد يكون بعضهم وبال وينحاز للشر والفتنة كما حصل في دول كثيرة

عكس الجندي النظامي الذي قليلا ما ينشق بدون قادة كبار يوجهونه

والدولة إذا احتاجت جنود ففي ظرف شهرين تستطيع جمع 200 ألف جندي مجهز تدريبيا

أما المتخصصين في الأسلحة الفتاكة فيستحيل أن يجندوا في فترة زمنية قليلة وكذلك يستحيل أن يكونوا مجندين إلزاميا

التجنيد الاجباري...سرتوزي السوريين.....بكرة نشوف..الدوريات..وسلاح الحدود..وامن المنشات..ومكافحة الشغب..والمخابرات..والمباحث..
...مسوين نقاط تفتيش..في كل شارع..
والدوريات..صارت..تدق علي الابواب...يفتشون..وين..ابنك
وين راح...ويداهمون...لايجيبون...اللي مطلوبين للخدمة الالزامية اللي يسمونها..تجنيد...اجباري..وهو ارهاب...ثم ارهاب

..هذا مايفعلة السوريين..فهل سينقلون..مايدعي التجنيد الاجباري..للسعودية..لااعتقد
ولو طبق..طبقوة...علي الكل بالكل
..عندنا...كلها..خرطي...كلام الليل يمحوة النهار...

أضف رداً جديداً..