علي عبد الله صالح الحاقد

قبل 10 سنوات

لا يُعلم بلد عربي ومسلم في محيطنا الإقليمي تداخلت فيه العوامل الخارجية والداخلية، وتداخلت فيه الأبعاد الدينية والثقافية والقبلية والحضارية والاجتماعية، وتفاعلت كل هذه العوامل والأبعاد لإنتاج أسوأ خلطة للفوضى والاضطراب، مثلما حدث في بلاد اليمن التي ودعت الاستقرار منذ قرابة الربع قرن.
وعلى الرغم من تعرض اليمن لكثير من الأزمات والمواقف الصعبة، إلا أنه استطاع عبورها بنجاح، فمنذ إعلان الوحدة اليمنية عام 1990م، صَوَّر الكثيرون اليمن كأنها دولة على حافة الانفجار، لكنها استطاعت البقاء وتمكنت من تفادي أعمال عنف واسعة النطاق وإدارة أزمات متعددة في وقت واحد، بما في ذلك أزمة الوحدة، وأزمة عودة ملايين اليمنيين من دول الخليج بعد أزمة الغزو العراقي لدولة الكويت، والمحاولة الانفصالية عام 1994م، وتداعيات الحرب الدولية على الإرهاب، والحرب الأمريكية على العراق 2003م، إلا أن هذا الصمود على ما يبدو لن يدوم طويلًا بسبب التحالف الشيطاني الجديد بين فرقاء الأمس من أجل تحقيق مآرب طائفية وأهداف شخصية، والأهم من ذلك إدراك ثارات شخصية لدى المخلوع الذي أطاحت به ثورة الشباب في الربيع العربي، وألقت به في مزبلة التاريخ.
فمع اتساع نطاق الأحداث واستمرار تداعياتها، تثير أزمة الحوثيين في اليمن العديد من الإشكاليات والأبعاد الحضارية والإستراتيجية، من حيث موقع كل من الدين والثقافة والتاريخ والقبلية من نشوب هذه الأزمة واستمرارها، من ناحية، وموقع الاعتبارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الداخلية، وكذلك الاعتبارات الإقليمية والدولية، من ناحية ثانية، في ظل التداخل الشديد بين هذه الأبعاد وتلك الاعتبارات، واستحالة الفصل بينها، فالحالة اليمنية تبدو مثالية لتأثير العوامل الخارجية والداخلية، فالموقع الجغرافي لليمن يضعها في قلب منطقة شديدة الحساسية لمصالح القوى الكبرى والإقليمية، ولذلك واجهت اليمن عمليات "تدويل" واسعة لصراعاتها الداخلية، كالاستقطاب العربي والدولي الذي تلا الثورة اليمنية عام 1962م، وتكرر الأمر نفسه في حرب الانفصال عام 1994م، وفي الصراع الراهن بين الحكومة والحوثيين.
الرئيس اليمني عبد ربه منصور ألقى باللائمة صراحة على إيران واتهمها بأوضح عبارة بأنها تقف خلف تصاعد الاضطرابات الأخيرة في الشمال وفي الجنوب، وأنها تدعم الحراك الجنوبي الداعي للانفصال ـ جناح سالم البيض ـ بالمال والسلاح والتدريب من أجل إيجاد موطأ قدم على خليج عدن والسيطرة على مضيق باب المندب الذي يعتبر الممر المائي الأهم في حركة التجارة العالمية وخاصة تجارة النفط، لتكون ورقة ضغط على الدول الإقليمية والخارجية، كما اتهم إيران بأنها تريد السيطرة على الشمال بدعم الحوثيين أيضًا لتكون شوكة في خاصرة السعودية غريمها التقليدي وعدوها السياسي والمذهبي اللدود.. إلى آخر هذه الاتهامات التي تكشف عن عمق الأزمة اليمنية وكثرة الفاعلين والعابثين بأمنها واستقرارها.
لكن الإلقاء باللائمة على إيران وحدها في أزمة اليمن الأخيرة، واختصار أزمة اليمن في تأثير العوامل الخارجية والتدخلات الإقليمية والدولية لا يسهم في إيجاد الحلول الناجعة، بل سيكون بمثابة التعامي عن الحقائق البينة، ودفن الرؤوس في الرمال، فأصابع المخلوع علي عبد الله صالح ظاهرة بقوة في الأحداث، وبصمات رجاله على كل حدث واضطراب يقع اليوم في اليمن شمالًا وجنوبًا. ولإدراك طبيعة هذا الثأر لابد من العودة لأكثر من عشر سنوات للوراء لفهم نفسية الراقص مع الثعابين كما وصف نفسه.
في السادس من فبراير2003، كان الإعلان عن تكتل أحزاب "اللقاء المشترك" في اليمن، وهو عبارة عن مجموعة أحزاب المعارضة في اليمن آنذاك، هدفها هو الاصطفاف، ومناهضة نفوذ حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم، حزب الرئيس السابق علي عبد الله صالح، ومواجهة استغلاله للجيش والأمن والإعلام والمال العام والوظيفة في جميع الاستحقاقات السياسية، وخاصة الانتخابات. وبعد ثلاث سنوات من إنشاء التكتل، وتحديدًا في 20 سبتمبر 2006، دفعت أحزابه بمرشحها الرئاسي، المهندس فيصل بن شملان، كأول مرشح معارض للرئيس السابق، وانتزع حينها 22% من الأصوات في أول منافسة حقيقية للرئيس صالح. فكانت انتخابات 2006 بمثابة نقطة التحول الفاصلة في علاقة هذه الأحزاب بالرئيس السابق، خصوصًا حزب التجمع اليمني للإصلاح (يصنف أنه الفرع اليمني للإخوان المسلمين) الذي كانت تربطه علاقات شراكة ومساندة لعلي عبد الله صالح. ثم جاءت بعد ذلك ثورات الربيع العربي لتهب عاصفة في اليمن بقيادة الشباب وكانت بمثابة فرصة ذهبية للقاء المشترك (ستة أحزاب قومية وإسلامية ويسارية) للتخلص من الرئيس الذي حكم البلاد 33 عامًا (منذ 1978) فألقت هذه الأحزاب بثقلها إلى الشارع المطالِب برحيل الرئيس علي عبد الله صالح، وهذا المد الثوري في تصاعد، وتعرض صالح لمحاولة اغتيال كادت تودي بحياته، وتركته محروقًا معاقًا بصورة لافتة.
وفي 23 نوفمبر سنة 2011 وقع صالح في الرياض، على اتفاق نقل السلطة في اليمن، في ضوء ما عرف بـ"المبادرة الخليجية"، والتي يرعاها مجلس التعاون الخليجي، إلى جانب دعم ورعاية من المجتمع الدولي، تحت ضغط كبير من المتظاهرين والقوى القبلية المساندة لهم. ولكن للأسف كانت مبادرة الانتصار، ومبادرة طوق النجاة، ومبادرة بقاء الفوضى في اليمن، فقد ضمنت المبادرة الخليجية حصانة لـ"صالح" ورجال حكمه من أي ملاحقات قضائية، وكان هذا بالنسبة لصالح إنجازًا كبيرًا في ظل اتهامات وجهت له ولنظامه بالفساد ونهب المال العام وقتل المتظاهرين السلميين في 2011، كما منحته حق المشاركة في حكومة وفاق بين القوى السياسية في البلد، فنال حزبه (المؤتمر الشعبي العام) نصيب الأسد منها 50% في حكومة الوفاق التي تم تشكيلها في السابع من ديسمبر 2011، كأن ثورة لم تقم!!
استغل صالح المبادرة للعودة للحياة السياسية اليمنية من أجل هدف محدد وهو "الانتقام"، فقد توعَّد صالح خصومه السياسيين والقبليين بأخذ ثأره منهم، انتقامًا لما يراه صالح بأنه مؤامرة على شرعيته في إشارة إلى ثورة الشباب في 2011، والتي كانت جزءًا من موجة الربيع العربي التي اجتاحت المنطقة، ثم جاءت الأحداث التالية في اليمن لتزيد من رغبة صالح العارمة في الانتقام من ثورة الشباب والأحزاب السياسية التي أيدتها، فقد تم الإطاحة بنجله أحمد من منصبه كقائد للحرس الثوري كما تم الإطاحة بمعظم رجاله في الجيش، في عملية إعادة الهيكلة التي أطلقها الرئيس الجديد منصور، ليتحرر الجيش نسبيًّا من ولائه للمخلوع.
هذه المستجدات في بنية الجيش الذي كان يعتمد عليه المخلوع صالح بصورة كبيرة لتحقيق أغراضه جعلته يتجه إلى الشمال حيث الخصم التاريخي للدولة اليمنية؛ جماعة الحوثيين، لقد وجد صالح ضالته في أحقادهم ومؤامراتهم، ووجد الحوثيون دعمًا لوجستيًّا وبشريًّا يتمثل في رجال صالح المخلصين في المؤتمر الشعبي العام، والقريبين مذهبيًّا من جماعة الحوثيين الشيعية. وفي 24 يوليو سنة 2012 كشفت مصادر مطلعة في صنعاء عن اتصالات جرت بين الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح وزعيم جماعة الحوثيين "عبد الملك الحوثي"، وذلك للمرة الأولى منذ يونيو 2004 تاريخ اندلاع أول مواجهة بين الجيش اليمني وجماعة الحوثي والتي تطورت إلى ستة حروب خلال السنوات التالية. المخلوع صالح دعا لفتح صفحة جديدة بين حزبه والجماعة، محملًا خصمه اللواء المنشق علي محسن الأحمر مسؤولية الحروب التي خاضها الجيش اليمني مع الحوثيين.
نجح صالح في استمالة الحوثيين، وإيجاد خصم مشترك لكليهما، وخاض إلى جانبهم حربًا إعلامية ضد الخصوم المشتركين، تجنَّب فيها الحوثيون ذكر نظام صالح، وتفرغوا للنيل من العدو المشترك. ولم يخفِ أعضاء المؤتمر الشعبي العام (جناح صالح) مساندتهم للحوثيين، وخاض كثير من قياداتهم الحرب إلى جانب الحوثي خاصة في جبهتي عمران والجوف، حيث الانتشار القبلي والجيوب الزيدية المنضوية تحت حزب المؤتمر الشعبي العام. ونشرت الصحف اليمنية أواخر أغسطس صورًا لأعضاء في البرلمان ومشايخ قبليين ينتمون إلى المؤتمر الشعبي العام (جناح صالح) موجودين في مخيمات الحوثيين في مدخل العاصمة صنعاء الغربي.
ولم يكتف المخلوع صالح بالتنسيق مع الحوثيين خصوم الماضي، ولكنه أيضًا عمل على التنسيق مع خصمه الألد وعدوه الأشد "سالم البيض" الذي يقود الجناح المسلح في الحراك الجنوبي الداعي للانفصال، وقام المخلوع صالح بتقديم الدعم المادي واللوجستي لقوات البيض، وقام بدور حلقة الوصل بينه وبين الحوثيين في الشمال، فقد أفاد تقرير أصدره مركز أبعاد للدراسات والأبحاث بصنعاء، بأن "طهران تحاول تثبيت قدمها في عدن وباب المندب الذي يفوق مضيق هرمز أهمية في تغذية العالم بالنفط". وذكر التقرير الصادر في 8 يوليو الجاري، أن إيران تستغل كذلك الحوثيين في الشمال للقيام بالمهام اللوجستية للسيطرة على الجنوب. وتحدث عن "اتهامات موجهة للحوثيين ومن ورائهم إيران بالسعي لتفجير الأوضاع في المحافظات الجنوبية" وإشعال حرب جديدة بصعدة لإرهاب دول خليجية وأميركا. وأشار التقرير البحثي إلى أن هذه الاتهامات تستند إلى وقائع كوجود مسلحين حوثيين من صعدة في أوساط فصيل "سالم البيض"، إضافة للزيارات المتبادلة بين قيادات في الحراك المسلح وقيادات حوثية بين عدن وصعدة.
ومن جهته، قال القيادي بالحراك الجنوبي السلمي العميد عبد الله الناخبي: إن الواقع يفيد بأن أعمال الشغب التي شهدتها عدن لاسيما التفجيرات وقطع الطرقات "يقف وراءها عناصر الحراك التي تدربت في إيران وبدعم من بقايا نظام الرئيس السابق".
وأضاف الناخبي: "ليس خفيًّا علاقة بقايا النظام السابق بالحراك المسلح، فهناك سيارات وأطقم عسكرية محملة بالسلاح، تسلم للقيادات بالحراك التي تنهج العنف"، مؤكدًا وقوف نجل صالح، الذي كان يقود الحرس الجمهوري، وأعوانه وراء تسهيل تصدير السلاح والأموال لعناصر الحراك المسلح "لتحقيق مقولة المخلوع إنه إذا رحل عن السلطة ستدخل اليمن في حرب أهلية". ـ مثل شعار مبارك: "يا أنا يا الفوضى" ـ.
المخلوع صالح يقف خلف كل التوترات والفتن والاضطرابات القائمة في اليمن شمالًا وجنوبًا، هو يريد أن يدرك ثأره من الثورة ممن تخلى عنه، فهو ما زال يرى نفسه الرئيس الشرعي للبلاد، وأنه تعرض للخيانة، لذلك فهو يسعى بكل ما أوتي من قوة ونفوذ للانتقام من الثورة بالتعاون مع ألد أعداء اليمن، بالتعاون مع ممن وصفهم من قبل بالثعابين السامة، ولا يبالي بوطن ولا دولة ولا حق ولا دين ولا شرع، فالأحقاد الشخصية والأهواء الدنيوية وغواية شيطان الانتقام لا تفارق مخيلته وتدفعه يومًا بعد يوم لإحراق اليمن، فقط لإثبات وجهة نظره: "إذا غادرت اليوم دخل اليمن في حرب أهلية"، والأدهى من ذلك أن يفعل ذلك كله بأقل التكاليف، وبأيسر السبل مستغلًّا الطبيعة الدينية والثقافية والاجتماعية للأزمات اليمنية.

علي عبد الله صالح الحاقد
عندك أي منتج؟
الكل: 3
عضو قديم رقم 339253
قبل 9 سنوات و7 أشهر
1

القات لعبن فيه

عضو قديم رقم 113340
قبل 9 سنوات و7 أشهر
2

للمعلوميه هذا الزيدي يتداول بين الزيود وعلى مواقعهم انه قام بإغتيال زوجته التي هي ام احمد ودبر تفجير طائرة قريبه احد الشخصيات العسكريه البارزه في التسعينات ويتخلص من خصومه بضربهم ببعض فهو لا يهمه دين ولا شرف ولا كرامه فاليمن على مصراعيه امام مافيات العالم وتجار السلاح والمخدرات والدعاره وهي مركز انطلاق لهذه السموم الى السعوديه منذ ان كان رئيسا لليمن .

وفي حرب 2009 الحوثيين مع السعوديه علي صالح قام بمسرحيه مع الحوثيين ليتم دفعهم الى الاراضي السعوديه لمواجهة الجيش السعودي لابتزاز السعوديه .. علي صالح مناور كبير وكان طرده من اليمن يجب ان يكون مع باقي العصابات الاخر من ال الاحمر والاصلاح وغيرهم وهذا لن يتم الا بقرار من مجلس الامن الا ان تدخلات الامارات وقطر في اليمن ابقت هذه العصابات بما فيها الحوثي ابقتهم كروت لتصفية حساباتها مع السعوديه .

اتوقع ان علي صالح له اجتماعات متوالية الآن مع الحكومة الأمريكية لمساعدة الحوثيين في الاستيلاء على الحكومة اليمنية ومن ثم سوف تؤسس امريكا قاعدة عسكرية ضخمة مشاركة مع ايران والحوثيين
لينعم الشعب اليمني بالاستقرار على حساب دينهم مع الأسف وسوف تغدق ايران وامريكا المال والمشاريع وتتفرغ ايران للتحريش والمضايقة للنيل من السعودبة ومن خلفها الثعلب المراوغ امريكا
حيث ان اليمن تعتبر باب الأمل بالنسبة للحكومة الايرانبة وهذه اهداف كلها لمحاربة المسلمين

أضف رداً جديداً..