قرآننا

قبل 10 سنوات

على الرغم من أن القرآن الكريم كما يؤمن المسلمون ليس كتاب طب ولا كتاب تشريح لجسم الإنسان، فإن القرآن وهو يسوق آياته لتنير الحياة، لا يدع فرصة لتخليد الإنسان وتعظيمه إلا واستثمرها، حتى أن القرآن الكريم صور هيكل جسم الإنسان ذاكرا أعضاء الجسم بين كلمات الوحى الخاتم، وذلك إيناسا للإنسان وإشعارا له بقيمة أعضاء جسمه وأنها نعمة إلهية، وأنها محط نظر الله وعنايته ورعايته، وانها استحقت تكريم الله بذكرها فى الكتاب الخاتم.
فبينما يسجل القرآن قداسة النفس البشرية ويحرم أى عدوان عليها يستشهد القرآن ببعض أصغر أعضاء جسم الإنسان ليبين أنه مهما كان حجم العضو «سن الإنسان» ورغم تعدد الأسنان فإن وقوع عدوان على «سِنَّة واحدة» من أسنان الإنسان هو جريمة وعقوبتها «مثلية العدوان». ومعنى هذا أن المجنى عليه له حق القصاص من الجانى بمثل ما وقع عليه، وكذلك للمجنى عليه حق الدية وحق التجاوز والعفو، فهل يقدر الإنسان رعاية الشرع لأصغر عضو فى جسمه ؟! ((وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)) المائدة 45، فهذه أربعة أعضاء صغيرة فى جسم الإنسان لا يهمل القرآن قدرها ولا يهدر حقها، ومن هذا النص القرآنى يتأكد الناس أن جسم الإنسان كله منطقة مقدسة محرمة محترمة شرعا لا يجوز التعرض لأى عضو فيها بأدنى أذى، فكم تبلغ قداسة الكيان الانسانى كله؟!
(2)
وحينما يشرع القرآن الوضوء والاستعداد للصلاة، يبين القرآن أعضاء الوضوء فيقول تعالى ((...إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ..)) المائدة 6، فها هى الوجه / الأيدى / الرأس / المرفق (الكوع) / الأرجل / الكعبين، تلك ستة أعضاء يكرمها القرآن ويشير إلى أهمية موالاة غسل تلك الأعضاء ومسحها مرارا كل يوم بالماء الطاهر الطهور صيانة لها وتجديدا لقدرتها على مواصلة الحياة، ليس هذا من النظافة فحسب، بل الصيانة المتوالية والطهارة الدائمة.
(3)
أما صدر الإنسان وما به من أعضاء يعرفها الإنسان ولا يراها، فالقرآن يحتفى بالصدر وما يضمه من أعضاء لها وظائف كثيرة، فتارة يذكر أعضاء الصدر، وتارة يذكر بعض وظائف تلك الأعضاء، فعملية «التنفس» يشير القرآن إليها بقوله ((...لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ)) هود 6، أما القلب فلأنه مركز الإحساس ومصدر تفاعل الحواس فيذكره القرآن باسم «قلب / قلوب»، مبينا أنها محور الحواس ((...فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَ الْقُلُوبُ الَّتِى فِى الصُّدُورِ)) 46:الحج.
ويشير إلى القلب باسم «الفؤاد والأفئدة»، والفؤاد يعنى مركز «الوجدان» ومحض العاطفة ((وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغا...)) 10:القصص
ومرة ثالثة يسمى القلب (لب الألباب)، مبينا وظيفة كبرى من وظائف القلب وهى «وظيفة التعقل»، فليس القلب خاصا بالمشاعر فحسب، بل أيضا بحقائق اليقين ويؤكد القرآن وظيفة ثالثة لتلك العضلة (القلب) ألا وهى وظيفة «النهى» والمنع «لذى حجر»، فالحجر هو الذى يحجر على الإنسان ويمنعه من الانزلاق إلى المهالك وأوضح القرآن تلك الوظيفة باسم آخر هو «النهى» التى تنهى الإنسان عن التورط والاندفاع ((..إِنَّ فِى ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِأُولِى النُّهَى)) ولا ننسى أن القرآن قد رسم صورة واضحة المعالم لهيكل الجسم الإنسانى.. فقد ذكر الرأس فى مناسبات كثيرة وثنى بذكر العنق، وذكره بأسماء ثلاثة هى: 1- العنق ((.. مَغْلُولَة إِلَى عُنُقِكَ..)) الاسراء:29، 2- سمى القرآن العنق بلفظ «جِيدِ» ((فِى جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ)) المسد:5 الجِيدِ هو منطقة اتصال الرقبة بالصدر، حيث توضع الزينة أو القلائد والنياشين، 3- وأخيرا سماه باسم رقبة ((فَكُّ رَقَبَةٍ)) 13:البلد، أى (قناة موصلة) بين الرأس وبقية الجسد، الرقبة هى (برج المراقبة) أليست الرقبة هى التى تحمل حواس الاتصال بالآخر من خلال العين / الأنف / الأذن وهى التى تحمل أدوات التعبير (اللسان والشفتان)؟! نعم هى رقبة تحمل جميع «أدوات المراقبة البشرية» وكأن القرآن يذكرك أن الله قد أقدرك على مراقبة الآخرين فلا ننسى أن الله هو الرقيب والحفيظ والعليم والمحيط
منقول
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل عام وانتم بخير

قرآننا
عندك أي منتج؟
الكل: 3

مميز من عضو مميز ويستحق جائزة التميز
وكل عام وانتم بخير

عضو قديم رقم 299616
قبل 9 سنوات و8 أشهر
2

نقل مفيد جدا جزاك الله خير عن كل من قرأه.

أضف رداً جديداً..