بين التوقعات والواقع ...!!

دكتور / جمال محمد شحات
محاسب قانوني ومستشار مالي
زميل المعهد الامريكى للمستشارين الماليين
زميل المعهد الامريكى للرقابة الداخلية
Ph.D، MBA، CFC، CFA، CPM، MFM، CICA، CRA






طالعتنا الاخبار والصحف بان المحللين توقعوا صعود مؤشر الاسهم السعودى وذلك ابان اعتماد نظام الرهن العقارى ..!!
وقد قال محللون بارزون ان المؤشر السعودي يستعد لاتجاه صعودي مدعوما بمحفزات داخلية قوية أبرزها اعلان الشركات السعودية عن نتائج الربع الثاني وارتفاع معنويات المستثمرين بشأن بعض القطاعات التي من المتوقع أن تتأثر ايجابا بتمرير نظام الرهن العقاري بعد طول انتظار..
ويرى المحللون أن المؤشر سيبدأ اتجاها صعوديا اعتبارا من منتصف الاسبوع المقبل مع اعلان البنوك السعودية نتائجها المالية للربع الثاني من المتوقع أن تكون ايجابية ليستهدف المؤشر مستوى 7000 نقطة ثم يواصل الصعود نحو 7500 نقطة بعد انتهاء موسم الاعلان عن النتائج
بينما يرى محللون اخرون أن تأثير النظام في الوقت الراهن على أسهم البنوك يرجع لعوامل نفسية مع تفاؤل المتعاملين بعمليات الاقتراض لكنهم يقولون إن التاثير الفعلي للنظام سيكون على المدى الطويل مع ارتفاع شهية المخاطر وتوفر رؤوس الأموال وتوافر المعروض السكني.
بينما منذ اسبوع واحد فقط توقع محللون استمرار تذبذب المؤشر السعودى لحين ظهور نتائج الربع الثانى ..!!
اما فى الاسبوع قبل الماضى فقد توقع المحللون اداء مستقرا لسوق الاسهم السعودية ترقبا للنتائج الفصلية ..!!
كلما سمعت عما يتوقعه المحللون ويصرحون به بعد كل خبر ايجابى او سلبى اتعجب عجبا كبيرا و سبب عجبى بسيط لان هؤلاء المحللين يتوقعون بعد الخبر ويتوقعون التأثير المباشر للخبر بمعنى ان كان الخبر ايجابيا فيتوقعون اداء جيدا اما اذا كان الخبر سلبيا فيتوقعون اداء سيئا ..!!
وهذا ليس بتحليل لانهم يغفلون تأثير العوامل الاخرى سواء سلبية او ايجابية .. انهم يغفلون العوامل الاخرى محلية او عالمية ..!!
انهم يغفلون تأثير الاخبار العالمية ومشاكل دول اليورو واخبار تخفيض التصنيف الائتمانى للدول والبنوك والمصارف الامريكية والاوربية ..!!
انهم يغفلون تأثير ارقام البطالة والتجزئة والمشتريات وثقة المستهلكين ..!!
او تجدهم احيانا يربطون بين امور ليس لها علاقة مباشرة بينها وبين مؤشر السوق ومثال ذلك اسعار البترول وارتباطها بمؤشر الاسهم ..
والا فليحدثنى واحد عن الانهيار الذى حدث فى فبراير 2006 وكم كانت اسعار البترول آنذاك ..؟
الم تكن فى اوجها واعلى قيمها ..؟!!
وهاهى اسواقنا المالية فى دبى والسعودية ومصر تتعرض لذبذبات حادة ولانخفاضات غريبة دون ان نعرف ما السبب…!! فيخرج علينا المحللون بأن السبب هو الازمة الاقتصادية الخانقة التى تتعرض لها بلدان اوربا وامريكا واسواقها…!!
فيصيح العامة الم تقولوا لنا- ايها المحللون - بأنتهائها وان بوادر الانتعاش بدأت وعلامات التعافى قد ظهرت…!!
والعجيب اننا نجد اسواقنا المالية تنتابها حالات هبوط حاد وغير مبرر بعد كل ازمة او مشكلة تعترض طريق دول اليورو أو امريكا .
ولماذا اسواقنا عالية المخاطر فهى تهتز لكل مشكلة او ازمة تحدث فى اى بقعة من بقاع الارض ويخرج علينا المحللون – وما اكثرهم – ويفسرون بان هذه الشركة او تلك تأثرت نظرا لانها تعمل فى قطاع ذى علاقة مباشرة بالاسواق العالمية ولذلك حدث هذا الانخفاض او الاهتزاز ناهيك عن الهبوط الحاد ..!!
لماذا لم يتوقع اخواننا المحللون كل الانخفاضات التى حدثت قبل حدوثها او الارتفاعات التى حدثت قبل حدوثها ايضا ..؟!!
انهم يتوقعون بعد الحدث وبعد تأثر المؤشر بهذا الحدث مما يعنى انهم ليس محللون ولكنهم مفسرون للحدث ... اليس كذلك ..؟!!
واذا وجدنى احدا انى مبالغ او قد تجاوزت الحدود فليخبرنى من المحللين الاكارم تنبأ بحدوث الازمة العالمية وانهيار اكبر البنوك والمصارف العالمية ..!!
فليخبرنى من منهم توقع انهيار مؤشر الاسهم السعودى فى عام 2006 ..!!
فلتخبرنى – عزيزى القارىء – من من المحللين توقع حدوث شىء قبل حدوثه وليس قبل حدوثه ..!!
من توقع حدوث انخفاض او ارتفاع للمؤشر قبل حدوثه ام نجد العبارة المتداولة بعد كل حدث ( خلاف توقعات المحللين ..!!) .
بعد كل ذلك الا يحق لى ان اقول كذب المحللون ولو صدقوا ..!!